
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست المرة الأولى التى يفتح فيها هذا الملف ولن تكون الأخيرة، يخاف الكثير منا أن يقترب منه أو يطرق أبوابه بسبب ما تمر به البلاد من ظروف أمنية صعبة وما يستهدفها من إرهاب ومؤامرات داخلية وخارجية، ولكن لابد أن تكون لنا من وقفة جادة واتخاذ موقف صريح تجاه هذا الأمر، بالرغم من هذه الظروف، فقد عانينا من هذا من قبل وكان سبب رئيسى فى قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، وانصب غضب الشعب بكامله على الشرطة وما تحملته من مسئولية الانتهاكات التى أدت إلى أن يثور الشعب ويغضب ويقوم قومته، ثم جاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتعطى فرصة ثانية للشرطة بعد الموقف الصائب التى اتخذه رجالها بأن انضموا إلى صفوف الشعب وتكاتفوا معه لخلع نظام لم يكن يختلف كثيرا عن سابقه، وكيف رأينا من تقدير وإجلال من غالبية الشعب المصرى لاتخاذهم هذا الموقف، ولكن أن نرى الآن هذا يحدث ثانية ونرى هناك من يعود بالشرطة إلى سابق عهدها فى التعامل مع الشعب وما كانت تمارسه من انتهاكات علنية غير مبررة، فلابد أن ندرك أن هناك شيئا مازال مستمرا فى هذه المنظومة لابد من أن تتداركه الجهات المسئولة وتعالجه بأقصى سرعة وبما يناسبه من علاج فعال، إن ما شاهده المجتمع المصرى منذ أيام قليلة فيما يعرف بقصة (سيدة الكلابش) أمر يجعل كل من يرى هذا المنظر السيئ يراجع نفسه، هل هذا يعقل أن يكون فى مصر بعد ثورتين عظيمتين مثل هذا المنظر، وماذا لو حدث هذا مع أختى أو زوجتى أو بنتى أو أى أحد من لى علاقة بهم، وماذا سيكون رد فعلى، فعندما أرى سيدة فى الشهر التاسع من الحمل يلقى القبض عليها سواء أكان ما يوجه إليها من اتهامات صحيح أو خاطئ، ولكن أن نتجرد من كل معانى الإنسانية والفهم لوضع امرأة مثلها هو شىء مشين وغير مقبول.
ليس من المنطقى أن يكون هناك رجال شرفاء من الجيش والشرطة يحاربون الارهاب ويواجهون الموت فى كل لحظة من أجل سلامة وأمن هذا البلد، وهناك آخرون من نفس المنظومة ينعشون فى عقول الشباب والمجتمع مشاعر التطرف والانحراف بمثل هذه الممارسات، هذا ليست القصة الأولى ولن تكون الأخيرة لكن لابد أن نأخذ كل مبادئ الحذر الاحتراس من شعب ثار مرتين لينال حريته، وما قد ينتج عنه من ردة فعل إذا أيقن أن هذه الحرية تسلب منه مرة أخرى.
مشاركة