إبراهيم داود

أنسى الحاج

الأحد، 02 فبراير 2014 02:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أنسى الحاج فى حالة صحية سيئة»، قالها لى صديق من لبنان يعرف محبتى لشعر الرجل الكبير، الذى عاش مقتنعا بأنه «شعوب من العشاق»، وأن كلنا جرحى الوجود، وأحيانا الشاعر يتقدم الآخرين لأنه يتميز عن سائر الجرحى بتطلع نحو عالم أكثر رحمة، هذا التطلع هو الشعر، لا يختلف شعر عن شعر إلا بهذا التطلع، وبزرقة الطفولة الصامدة وراء جهاد هذا التطلع، أنسى هو رائد قصيدة النثر، حتى لو كان أدونيس منظرها، ومحمد الماغوط له أحقية السبق والموهبة، فديوان «لن» «1960» هو الإعلان الرسمى لها، وهى انتفاضة ضد الصرامة والقيد، ولأن النظم ليس هو الفرق الحقيقى بين النثر والشعر، هو الشكل الذى كان يحلم به بودلير «مرن يتوافق مع تحركات النفس الغنائية»، وهذه القصيدة تختلف عن الشعر المنثور والنثر الشعرى، كان طموحه هو حرية الانطلاق بالشعر العربى إلى فضاءات دلالية ولغوية جديدة، ومنذ ديوانه الأول إلى «الوليمة»، مرورا بالرأس المقطوع وماضى الأيام الآتية، وماذا صنعت بالذهب ماذا صنعت بالوردة؟ حفر الحاج مجرى عظيما فى ذائقة عشاق الشعر، وأثر فى الأجيال الجديدة أكثر من الآخرين، لأنه أخلص لفن الشعر، وأثر أيضا فى مهنة الصحافة التى بذل عمره فى بلاطها، نثر أنسى المولود سنة 1937، هو فتح فى السرد، ومقالاته التى صدرت فى ثلاث مجلدات هى مصدر إلهام، وللأسف الشديد لم يقرأ جيدا فى مصر، ربما بسبب الخيال التقليدى الذى يدير الثقافة الرسمية، ولكن منزلته عالية عند الشباب الحالم بالتغيير، أنسى شاعر عربى عظيم أنجز مهمته بإخلاص المتصوفة ومحبتهم، شفاه الله وخفف عنه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة