كيف يمكن تفسير تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيرانى الأخيرة تجاه مصر؟
يبدو من كلام مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية الدكتور حسين أمير عبداللهيان لوكالة الأنباء «إيسنا» الإيرانية أن مستجدات قد طرأت على الموقف الإيرانى تجاه مصر بعد مرحلة من التوتر بسبب الانحياز الإيرانى مع الإخوان ضد ثورة 30 يونيو، ويبدو أيضاً أن طهران تسعى بعد أكثر من 7 أشهر للتهدئة مع القاهرة من منطلق السياسة الخارجية الإيرانية التى تتميز ببراجماتية هائلة فى التعامل مع القضايا الدولية، وفقاً للمصالح السياسية، وعملاً بمبدأ ليس هناك فى السياسة صداقات أو عداوة دائمة وإنما هناك مصالح دائمة. وفى اليقين السياسى الإيرانى أن مصر قوة إقليمية ودولة محورية فى المنطقة دون النظر إلى ظروف المرحلة الراهنة التى تمر بها، والذى ينظر إليها القادة الإيرانيون أنها مرحلة سوف تمر وتنتصر فيها مصر.
التحول الإيرانى التدريجى من الأوضاع فى مصر قد يكون طبيعياً بعد أيام قليلة فقط من زيارة المشير عبدالفتاح السيسى ونبيل فهمى وزير الخارجية إلى روسيا، والاستقبال الحافل وغير المسبوق من بوتين وكبار المسؤولين الروس فى موسكو لوزيرى الدفاع والخارجية، خاصة إذا أدركنا طبيعة العلاقات الروسية الإيرانية، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وبعد الثورة الإيرانية، والعداء مع الولايات المتحدة الأمريكية بدت العلاقات مع روسيا تمثل «طوق النجاة» و«شرط البقاء» بالنسبة لإيران، بعد العزلة الدولية والضغوط الأمريكية على النظام فى طهران، أكثر من أى وقت مضى فى مسار العلاقات بين الجانبين.
من هنا نفهم مغزى «تصريحات التهدئة» مع مصر على لسان مسؤول إيرانى بعد أيام من زيارة السيسى لموسكو، واستقبال بوتين له، وتأييده لترشيحه لمنصب الرئاسة، فطهران لن يتقاطع موقفها السياسى مع الموقف الروسى من مصر، فالضرورات السياسية و«البراجماتية الإيرانية» هى الحاكمة دائماً، حتى لو كان على حساب الإخوان الحليف المزعوم لإيران، فى إطار مشروع الثورة الإسلامية الإيرانية.
فى تصريحاته تخلى عبداللهيان عن الإخوان واتهم مرسى بأنه لم يراع الرأى العام المصرى فى خطاب الود إلى «الصديق بيريز»، وأن إيران ضد الإرهاب الذى يمارس ضد مصر. ومسألة ترشيح السيسى للرئاسة تخص الشعب المصرى، وأن ما يهم إيران هو عودة مصر إلى طريق الديمقراطية. والاستفتاء على الدستور الجديد مؤشر على عودة مصر للديمقراطية. إيران تدرك تماما أين حدود وفضاء مصالحها وهذا ليس بجديد عليها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زائر مستقل من بغداد
يحتاج مقالك للتدقيق استاذ عادل
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed zayed
تأخرنا كثيرا
عدد الردود 0
بواسطة:
مودى
اتمنى لبلدنا الحبيب مصر الغالية النجاح فى اقامة سياسات خارجية متوازنة للصالح الوطنى العام
******************