مشهد يومى يؤلم النظار لم يتغير وآن له أن يُمحى والأمل معقود، عندما يلى أمر مصر من يضع شعبها فى قلبه فقد مضى زمن الاتجار بأمانى الشعب المثخن بالجراح المجاهر منذ امد بعيد بالصياح طلبا للستر ومفارقة العوذ. إنه القطار إذا ماشاءت المقادير أن ترى قطارا عاديا يحمل السواد الأعظم من المصريين إلى حيث مقصدهم. حدث ولاحرج عمن يمدون إيديهم طلبا للمساعدة قد يكونوا من محترفى مهنة التسول ولكن المشهد الأعظم الذى لم يتكرر هو أن الشعب فى غالبيته فقراء على نحو ينطق بأن التسول قد فارق ليعم الفقر المدقع , فى يوم شديد البرودة رأيت من يمرون على راكبى القطار طلبا للمساعدة والبعض يعرض المساعدة بصورة غير مباشرة كبيع الجوارب أو المناديل. الوجوة تنطق بالحزن والمشاهد لاتختلف عن مشاهد السائرين فى الطرقات راجين الستر قبل الممات ضيما وفقرا فى وطن جار الزمان على أبناءه طويلا وآن لهم اللحاق بمسحة من مسببات الحياة لاتقل رغداً بل هو الستر "مُنى" المصريين من الحاكمين الذين ضلوا عن الطريق ولم يتقوا الله فى البلاد أو العباد ولأجل هذا ثارت مصر مرتين فى أقل من ثلاثة أعوام تمسكا بالحياة , وهاهى تنتظر من يحنو عليها ولسان حالها ينطق بأن الشعب يريد الحياة بعدما تخلص ثائراً من أعداء الحياة, وتبقى مشاهد المصريين فى الطرقات ووسائل المواصلات ومن يلزمون بيوتهم عوزا وفقرا فى حاجة لنهاية تتفق والآدمية الغائبة طويلا عن وطن يرغد فى الخيرات منذ الأزل ومع ذلك يجد قوت يومه بشق الأنفس راجيا الستر فهل من منصت.
أحمد محمود سلام يكتب: مصر المُعدمة فى القطار!
الأربعاء، 19 فبراير 2014 08:17 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة