ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن العملية الإرهابية التى ارتكبتها جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية فى أتوبيس سياحى بمدينة طابا، والتى أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات السائحين الأجانب، هى اختبار حقيقى لوزير الدفاع المصرى المشير عبدالفتاح السيسى، فى حربه ضد الإرهاب.
وقال المحلل الإستراتيجى بالصحيفة العبرية تسيبى برائيل، إن الهجوم على الأتوبيس فى هذا التوقيت عقب الاستقبال الحافل الذى تلقاه السيسى من الرئيس الروسى فلاديمير بموسكو مؤخرا، حيث تعامل مع بوتين كما لو كان الرئيس القادم لمصر، يأتى كرد فعل للحرب التى يشنها وزير الدفاع على منابع الإرهاب فى سيناء.
وأضاف برائيل، أن الهجوم الإرهابى فى طريق تحت تأمين مشدد من الأجهزة الأمنية المصرية من دير "سانت كاترين" فى سيناء حتى الحدود الإسرائيلية أكثر من مجرد تذكير بأن الإرهاب المتعصب لا يزال موجودا فى شبه الجزيرة المصرية، موضحا أنه كان أيضا استعراض للقوة تهدف لتشويه الحملة الضخمة التى يقوم بها الجيش المصرى منذ شهور عديدة ضد قواعد الإرهابيين هناك.
وقال المحلل الإسرائيلى إنه على ما يبدو أن سيناء التى حقق فيها الجيش المصرى نجاحا جزئيا ضد الإرهاب لا تزال بعيدة عن هدفها المعلن، وهو "تطهير سيناء من الإرهاب"، مشيرا إلى أنه فى الشهر الماضى تم تفجير خط أنابيب الغاز وسط سيناء أربع مرات، وفى الأسبوع الماضى تم إحباط محاولة أخرى، كما نسبت الهجمات فى قلب القاهرة الشهر الماضى أيضا إلى الجماعات المتطرفة، مدعيا أنه بينما تفيد تقارير الجيش باعتقال العشرات من المسلحين، إلا أنه لا يوجد أى دليل على أن هؤلاء المحتجزين على صلة بالهجمات.
وقال المحلل العسكرى الإسرائيلى، إن الهدف الحقيقى لجماعة "أنصار بيت المقدس"، من خلال التفجير فى طابا، هو تحدى الجيش المصرى الذى يشن حربا ضروسا على الجماعة فى شبه جزيرة سيناء تحت عملية "تطهير سيناء من الإرهاب".
وأوضح المحلل الإسرائيلى أن مكان التفجير، فى شارع رئيسى يخضع لرقابة أمنية قوية للجيش المصرى، يدل على أن مهمة الجيش المصرى فى "تطهير الإرهاب كليا من سيناء" غاية فى التعقيد.
وأضاف برائيل أن تنفيذ العملية الإرهابية فى منطقة يسيطر عليها الجيش بإحكام ويوجد بها العديد من الحواجز التى أقيمت على طول الطريق للتفتيش تشير ليس فقط إلى صعوبة بالغة فى إحباط هجمات بالغة، ولكن أيضا تشير إلى فشل الأجهزة الأمنية المعنية بجمع المعلومات وإحباط العمليات الإرهابية قبل تنفيذها.
وأوضح برائيل أنه على الرغم من تحسن التعاون بين الجيش والقبائل البدوية فى سيناء خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنه لا تزال هناك جيوب إرهابية فى سيناء خاصة فى المناطق الجبلية، ويجد الجيش صعوبة فى الوصول إليهم برغم من استخدام طائرات الهليكوبتر.
وأضاف المحلل الإسرائيلى أنه حتى لو تم إقامة منطقة عازلة فى رفح ومسح شريط بمسافة نصف كيلومتر لتكون بمثابة منطقة أمنية، وتدمير أكثر من 1000 نفق من سيناء إلى غزة، والحفاظ على حظر التجول من الساعة 6 مساء للرابعة صباحا فى منطقة العريش وجنوب سيناء فإن كل هذا لن يكفى، مشددا على ضرورة تنفيذ عمليات عسكرية واسعة للمشاة ووضع العشرات من الكمائن والحصول على معلومات دقيقة فى الوقت الحقيقى، وأنه على الجيش المصرى التعلم بسرعة من الأخطاء السابقة.
وقال برائيل إن التقديرات فى مصر تفيد بأن العمليات الإرهابية ستزداد زخما كلما اقترب موعد الانتخابات المصرية، والهدف هو إلحاق الضرر بصورة المشير عبدالفتاح السيسى، والذى استطاع أن يعيد الأمن والاستقرار لمصر.
وأضاف برائيل أنه ليس هناك شك فى أن هجوم طابا الإرهابى كان انتكاسة لصناعة السياحة فى مصر التى كانت بدأت تتعافى، وتسترد عافيتها خاصة منذ أن أصبحت القاهرة كوجهة سياحية غير آمنة، وأصبحت منتجعات سيناء كبديل لها.
موضوعات متعلقه..
مساعد وزير الداخلية الأسبق: انتحارى نفذ حادث طابا الإرهابى
"دعم المشير السيسى": سنذهب طابا الأسبوع المقبل لدعم السياحة
وزير الأوقاف يطالب بتطبيق "حد الحرابة" على منفذى العمليات الإرهابية
شقيق سائق أتوبيس طابا: القنبلة لم تكن أسفل مقعده ولم أستلم جثته
مستثمرون يتوقعون تأخر تعافى قطاع السياحة بعد تفجير حافلة سياحية بسيناء
بالصور.. وزير السياحة ومحافظ جنوب سيناء والسفير الكورى يزورون ضحايا حادث طابا بمستشفى شرم الشيخ..سفير سول يؤكد أن الحادث لا يمكن أن يؤثر بعلاقة البلدين..وزعزوع: الحكومة عازمة اجتزاز الإرهاب
ناجح إبراهيم:الأسيويون لن يشعروا بالأمان تجاه المسلمين بعد حادث طابا
هاآرتس: تفجير "طابا" الإرهابى اختبار حقيقى للسيسى فى حربه ضد الإرهاب.. خبير إسرائيلى: العملية إحراج لوزير الدفاع بعد استقباله الحافل فى موسكو وانتكاسة لصناعة السياحة فى مصر التى بدأت تتعافى مؤخرا
الإثنين، 17 فبراير 2014 12:31 م