هذا الكهف الكبير يحوى بين جنابته حالات إنسانية تصارع الموت وتتحدى هذا المارد العظيم بكل أنواعه وأشكاله، المسمى بالسرطان، والذى ينقل صاحبه من مرحلة الحياة لمرحلة انتظار الموت، خاصة غير القادرين والفقراء.
رحلة طويلة يقضيها مريض السرطان داخل معهد الأورام، بدءا من تذكرة الدخول التى تعتبر أولى مراحل رحلة العذاب، حتى يتلقى علاجه الدورى مرورا بالتحاليل والأشعة، حتى مرحلة الجراحة أو تناول الكيماوى، العديد منهم يكتب له الشفاء والنجاة، وآخرين يلقون حتفهم من جراء إصابتهم.
وللوقوف على حقيقة هذا المرض اللعين الذى أصاب آلاف من المصريين "اليوم السابع" تجول داخل مركز علاج أورام طنطا لتقف على حقيقة الخدمة المقدمة وما هو دور الدولة فى رفع المعاناة، واستمعت لشكاوى المواطنين، من المرضى والتى أجمعت على مشكلة الزحام، وأشادت بدور الدولة فى تقديم الخدمات والرعاية
البداية كانت مع الدكتور إسلام صبرى نائب مدير معهد أورام طنطا، والذى أكد أن مركز الأورام بطنطا احد المراكز العلاجية والبحثية القديمة فى مصر، حيث أن معهد أورام طنطا هو أول مستشفى للأورام بمصر، حيث أنشئ قبل المعهد القومى للأورام بالقاهرة، ويستقبل أكثر من 6 آلاف مريض جديد سنويا، ويصل عدد المترددين عليه أكثر من 72 ألف مريض، يتلقون علاجهم بالمجان، منهم تأمين صحى، ونفقة الدولة، وشركات وهيئات ومؤسسات حكومية.
وأضاف الدكتور إسلام صبرى أن المركز يقدم كافة العلاجات السرطانية وأنواعها "الجراحية بكافة مراحلها، والكيماوى والإشعاع" كما أن المركز يشمل قسم علاج سرطان الأطفال وحصل على نتائج مبهرة فى تماثل مئات وآلاف الحالات للشفاء الكامل مؤكدا أن نسبة الوفيات فى المعهد لا تتعدى1 % سنويا بمعدل 300 حالة من إجمالى المرضى الذين يتجاوز عددهم 72 ألف حالة سنويا.
وأضاف الدكتور عاصم الشبينى نائب مدير المعهد أن الخدمة المقدمة للمريض مجانى وعلى نفقة الدولة، وبالمعهد قسم خالص بشئون المرضى يتولى إنهاء الإجراءات والاعتمادات المالية ويوفر للمريض كافة احتياجاته، مناشدا الجهات المختصة بالمساعدة فى توفير أماكن لتوسعة المركز واستيعاب أكبر عدد من المرضى، مؤكدا على توفير إقامة للمترددين بشكل يومى فى جمعيات خيرية قريبة من المركز بناءً على خطاب موجه، أما الحالات التى يتم حجزها فيتم تقديم كافة سبل الرعاية لهم، من أدوية وإشعات وتحاليل بحثية، حتى وجبات الأطعمة تقدم بشكل فاخر، وعن سعر الأدوية المقدمة قال أن نموذج الكيماوى يتراوح سعره ما بين 800 جنيه، و21 ألف جنيه حسب الحالة.
وأضاف أن المركز به قسم الاكتشاف المبكر للمرض، والكشف مجانى لكافة المواطنين، كما أن العلاج فى المركز يتم بنظام العلاج الموجه للخلايا المصابة ويحافظ على باقى الخلايا السليمة.
وعن مشاكل العمالة فى المركز أكد نائب المدير أنه فى الماضى كان للعمال والإداريين مطالب بالتثبيت وهو ما تم بالفعل على مراحل ودفعات متتالية تم الانتهاء من اثنين وبقيت دفعة واحدة فى انتظار التثبيت النهائى.
وشدد نائب المدير على مناشدة المحافظ ووزيرة الصحة بالعمل على توفير مكان لاستيعاب أكبر عدد من الحالات، والتوسعة فى نطاق العمل.
وتجول "اليوم السابع" بين أقسام المركز حيث أكد محمد زكريا شاهين أحد مرضى السرطان بالدم أن الخدمة المقدمة أكثر من جيدة والمركز يوفر كافة الخدمات، ودور المريض هو التقدم بتذكرة كشف، وبعدها يتم عمل كافة الفحوصات والتحاليل الطبية، والإشاعات، وفى حال ثبوت ايجابية المرض، يتم عمل ملف، وإنهاء إجراءاته المالية ويتم توفير العلاج.
وعن مشاكل تلقى الكيماوى تقول أم الخير عبد الله إحدى المريضات أنها تعانى من طول الوقت والانتظار حيث أنها تأتى من محافظة كفر الشيخ منذ السابعة صباحا وتنتظر دورها للتحاليل، وبعدها تنتظر صرف الدواء من الصيدلية، ويتم تجهيزه فى المعمل، وتنتظر لساعات حين الانتهاء من هذه الدورة، مما يتسبب فى ضياع اليوم بأكمله فى الانتظار وتلقى الجرعة الأسبوعية.
وعن أماكن الانتظار أكد سعد محمود 45 سنة أن الزحام على العيادات والصيدلية حولها لمكان سىء، ودورات المياه صعبة للغاية بخلاف الحجز فى المركز هناك غرف نظيفة وحمامات جيدة مطالبا بتوفير استراحات، وزيادة عدد العيادات الخارجية.
وطالب أحد المرضى بزيادة العاملين بالصيدلية وخاصة القائمين على تجهيز الكيماوى حيث إنها تشهد زحام دائم، وانتظار لمدد قد تؤدى لمرض المريض وإصابته بتعب نفسى.
وبرغم ايجابية الشكل العام والخدمة المقدمة إلا أن أحد المرضى أسر بأن المركز هو مكان انتظار للموت البطيئ مستشهدا بوفاة حالات كثيرة للغاية سواء أثناء الجراحات والعمليات، أو أثناء حجزها فى المعهد، وأضاف أن هناك حالات خرجت من المركز بحالات شلل أو عاهات مستديمة.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)