عصام الحداد وأيمن على والطهطاوى يظهرون للمرة الأولى منذ القبض عليهم فى 3 يوليو.. والشاطر يتقابل مع مرسى لأول مرة بعد ثورة 30 يونيو
بديع يقود هتافات النشيد الوطنى: "بلادى بلادى" داخل قفص الاتهام وحجازى يكبر: "الله أكبر.. الله أكبر".. و"البلتاجى" يهتف: يسقط حكم العسكر.. وجهاد الحداد يضرب القفص الزجاجى برجله
للمرة الأولى.. التشكيل الكامل لهيئة الدفاع عن قيادات الإخوان يحضر المحكمة.. وأسامة مرسى الأبرز وجلس بالصف الأول بجوار محمد الدماطى
خيرت الشاطر وقف فى نهاية القفص ولم يجلس إلا بعد أن تحدث مع مرسى عبر الباب الزجاجى الفاصل بين القفصين.. ولم يشارك فى هتاف مع قيادات الإخوان
أول كلمة خرجت من مرسى: "إزيك يا فريد" وقصد بها فريد إسماعيل.. وبعدها سأل عن الكتاتنى وقال: "فين الكتاتنى فين الكتاتنى"
الرئيس المعزول: "الناس خايفة من جماهيريتى وظهورى عليهم واللى بيحصل فى المحكمة حاجة هزلية".. وأطالب العوا وكل هيئة الدفاع بالانسحاب
أزمة القفص الزجاجى تزيد قضية التخابر سخونة وتدفع المحامين للتنحى عن الحضور فى القضية.. والقاضى ينتدب 10 محامين من النقابة بعد انسحاب هيئة الدفاع
محامى الإخوان يؤكد تدخل الأمن فى إدارة جهاز تنظيم الصوت داخل القفص الزجاجى لكى لا يسمع المتهمون المحاكمة
لا ترتقى خطورة أى قضية من القضايا التى يحاكم بشأنها الرئيس المعزول محمد مرسى إلى مرتبة خطورة قضية التخابر لعدة أسباب مهمة، أولها أبعاد قضية التخابر نفسها وما تعكسه من دلالات عن خيانة الوطن وتقديم مصالح بلاد أجنبية على مصلحة وسلامة الأمن القومى المصرى مقارنة بقضية الاتحادية التى يواجه فيها مرسى تهمة التحريض أو قضية وادى النطرون التى يواجه فيها اتهامًا بالهروب من السجن.
ثانى الأسباب لخطورة قضية التخابر أنها القضية الوحيدة التى علقت عليها النيابة العامة المصرية عندما انتهت من التحقيقات فيها، وكتبت على رأس بيانها الصحفى لأمر الإحالة "أكبر قضية تخابر على الوطن فى تاريخ مصر الحديث"، أما السبب الثالث أنها القضية الوحيدة التى تجمع كل قيادات الإخوان وأعضاء مكتب الإرشاد، فمرسى لم يتقابل مع خيرت الشاطر إلا فى تلك القضية وبديع لم ير مرسى وجهًا لوجه إلا فى تلك القضية، وعصام الحداد وابنه جهاد لم يتحدثا مع المعزول منذ 3 يوليو إلا اليوم فى قفص الاتهام بتلك القضية، والسفير محمد رفاعة الطهطاوى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق لم يظهر فى أى قفص اتهام إلا فى تلك القضية، وأيمن على المستشار السياسى السابق لرئيس الجمهورية لم يظهر على الكاميرات منذ 8 شهور إلا فى تلك القضية، واتخاذ هيئة الدفاع عن قيادات الإخوان قرارًا بالتنحى لم يكن إلا فى تلك القضية، ووصول الجدل القانونى بين المحامين وهيئة المحكمة الموقرة إلى أقصى حد لم يكن إلا فى تلك القضية، بل وصدور قرار من القاضى برفع الجلسة قبل الانتهاء من الإجراءات الطبيعية لأول جلسة فى أى محاكمة من تلاوة أمر الإحالة وإثبات حضور المتهمين كان فى تلك القضية، فضلاً عن أن قرار المحكمة نفسه بانتداب عدد من المحامين من نقابة المحامين للدفاع عن المتهمين وصل إلى 10 محامين لم يكن إلا فى تلك القضية فى سابقة لم تشهدها المحاكم المصرية منذ سنوات طويلة.
جلسة اليوم كانت مخصصة بالأساس لتلاوة أمر الإحالة فى القضية المتهم فيها مرسى و35 من قيادات الإخوان، وكان السيناريو الطبيعى للجلسة أن تكون إجرائية تبدأ بالنداء على أسماء المتهمين وإثبات حضورهم فى محضر الجلسة، وسؤالهم عن الاتهامات المنسوبة إليهم، ومعرفة المحامى الموكل للدفاع عن كل متهم، إلا أن القضية اتخذت منحى مختلفًا تمامًا منذ الدقائق الأولى لانعقادها وتحولت إلى حوار ساخن بين هيئة الدفاع وهيئة المحكمة الموقرة حول القفص الزجاجى، وحقيقة ما إذا كان المتهمون داخل القفص يسمعون الصوت بالخارج أم لا؟، واستمر ذلك الحوار الساخن ساعة كاملة من الوقت لدرجة دفعت البعض أن يطلق على حوار القفص الزجاجى اسم "موقعة القفص الزجاجى بقضية التخابر".
أسامة محمد مرسى بقاعة المحكمة للمرة الأولى
بدأ توافد الصحفيين والمحامين إلى قاعة المحكمة منذ الثامنة والنصف صباحًا واكتملت القاعة فى العاشرة والنصف بحضور هيئة الدفاع عن المتهمين بكامل تشكيلها، وهم محمد سليم العوا، ومحمد طوسون، ومحمد الدماطى، وكامل مندور، ونبيل عبد السلام، وعلى كمال، إضافة إلى 2 من المحامين عن الدكتور أيمن على المستشار السياسى لرئيس الجمهورية السابق وهما حسين عبد السلام ونصرى ماركو.
وكان اللافت فى الحاضرين من هيئة الدفاع أسامة محمد مرسى نجل الرئيس المعزول محمد مرسى، والذى ما إن دخل قفص الاتهام حتى اتجهت إليه أنظار كل الحاضرين فى القاعة بداية من الصحفيين ورجال الأمن وسكرتارية الجلسة، خاصة أنها المرة الأولى التى يحصل فيها أسامة مرسى على تصريح بحضور الجلسة وحضور المحاكمة، ولم يكن أسامة مرسى حاملاً أى أوراق أو حقائب مثل بقية المحامين أثناء دخول قاعة المحكمة، حتى "روب" المحاماة الذى ارتداه بعد ذلك مع بداية انعقاد الجلسة لم يكن يحمله ويبدو أن أحد زملائه من أعضاء هيئة الدفاع كان يحمله بحقيبته.
نظرة أسامة مرسى حال دخوله قاعة المحكمة كانت صوب قفص الاتهام الزجاجى الذى كثيرًا ما سمع عنه حكايات وروايات فيما يتعلق بدائرة الصوت الكهربائية التى يتم التحكم بواسطتها فى خروج الأصوات من وإلى قفص الاتهام، غير أن نظرة أسامة إلى القفص لم تستمر كثيرًا لأن المتهمين لم يكونوا قد دخلوا بعد قفص الاتهام، واتجه أسامة إلى بداية القاعة باتجاه منصة هيئة المحكمة الموقرة وجلس أسامة مرسى فى الصف الأول من المقاعد المخصصة لهيئة الدفاع وجلس تحديدًا بجوار محمد الدماطى أحد المحامين الثلاث الكبار فى القضية.
ولم يستقر أسامة مرسى فى مكانه بالصف الأول بمقاعد المحامين حتى تجمع حوله عدد من الصحفيين لسؤاله عن آخر لقاء جمعه بوالده وتعليقه على التسريبات الصوتية لوالده مع الدكتور العوا بالجلسة الماضية ورأيه بشكل عام فى الاتهامات المنسوبة لوالده فى قضية التخابر، وتحفظ أسامة فى البداية بشأن الإجابة على الأسئلة غير أنه أجاب بعد ذلك باستفاضة وعلق على كل الأسئلة الموجهة إليه وكانت أبرز إجاباته أن قضية اليوم هى قضية ملفقة لا أساس لها من الصحة، وأن والده هو الرئيس الشرعى المنتخب، وأنه يحضر اليوم بصفته محاميًا عن كل المتهمين عدا والده، وذلك ليس لسبب إلا أن والده لا يعترف بتلك المحاكمة، ويوكل الدكتور العوا فقط لإبداء الدفع بعدم اختصاص المحكمة ولائيًا بنظر القضية.
إجابات أسامة كانت حاسمة فيما يتعلق بواقعة التسجيلات الصوتية المسربة لوالده مع الدكتور العوا، وعلق أسامة عليها قائلاً: "التسجيلات تكشف أنه لا ولاية للمحكمة على القضية، وأن هناك جهات أخرى تسجل للمحاكمة وللمتهمين ولدفاعهم بالتناقض لكل الأعراف والقواعد القانونية التى تحمى المحامى والمتهم".
تأخر انعقاد الجلسة حتى الثانية عشرة ظهرًا
حتى الحادية عشرة و30 دقيقة لم تكن الجلسة قد انعقدت، ولم يكن قد دخل قفص الاتهام أى من المتهمين، ولم يكن قد ظهرت أى بوادر ببدء انعقاد الجلسة، بل تعالت أصوات الحوارات الجانبية فى أكثر من مكان بقاعة المحكمة، خاصة مع تأخر انعقاد الجلسة دون أسباب، إلى أن دخل اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة من أحد أبواب القاعة وبجواره عدد من القيادات الأمنية بالوزارة متحركًا من أسفل القاعة إلى أعلاها ليستقر فى المكان المعتاد الذى يجلس فيه بكل المحاكمات وتحديدًا فى الصف الأمامى من المقاعد الخلفية لقاعة المحكمة.
دقائق قليلة ودخل المتهمون فى القضية على مرحلتين، المرحلة الأولى دخل فيها كل المتهمين بالقضية على رأسهم محمد بديع وخيرت الشاطر ومحمد البلتاجى وعصام العريان وعصام الحداد ونجله جهاد ومحمد سعد الكتاتنى وأحمد عبد العاطى أسعد الشيخة وصفوت حجازى والصحفى إبراهيم الدراوي، بينما دخل فى المرحلة الثانية محمد مرسى ومحمد رفاعة الطهطاوى.
واللافت أنه للمرة الأولى يجلس أحد المتهمين برفقة محمد مرسى فى نفس قفص الاتهام على غير المتبع فى كل المحاكمات والقضايا السابقة، حيث جلس بجلسة اليوم محمد رفاعة الطهطاوى إلى جوار مرسى، وعند سؤال أحد المسئولين عن تأمين القاعة أجاب بأن السبب وراء ذلك أن الطهطاوى يرافق مرسى فى الحبس ببرج العرب.
بلادى بلادى بلادى.. نشيد الإخوان فى قضية التخابر على الوطن
الشاهد أنه بمجرد دخول المتهمين قفص الاتهام بدأوا فى ترديد نشيد بلادى بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى بشكل جماعي، فى محاولة منهم للرد على الاتهامات المنسوبة إليهم بالتخابر لصالح دولة أجنبية ضد مصر.
صوت قيادات الإخوان داخل قفص الاتهام لم يكن مسموعًا فى البداية ولكن مع الوقت بدأ يعلو شيئًا فشيئًا حتى أدركه جميع من فى القاعة، والجديد أن من كان يهتف بالنشيد الوطنى ويردد خلفه باقى المتهمين من الإخوان هو الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، وكان يجلس فى الكرسى الأول بالصف الأول بقاعة المحكمة ويمسك بيده ورقه لم نستطع تحديد طبيعتها.
لم يقف قيادات الإخوان عند هتافات النشيد الوطنى فقط، بل بدأوا فى التكبير "الله اكبر..الله أكبر" وتولى التكبير صفوت حجازى لمدة 3 دقائق وبعدها سريعًا انتقلوا إلى هتافهم الأساسى طيلة الجلسة "يسقط يسقط حكم العسكر.. أيوة بنهتف ضد العسكر"، وقاد الهتاف فى تلك المرة محمد البلتاجى.
خيرت الشاطر.. نائب المرشد خارج القفص.. القائد داخله
فى الدقائق الأولى لدخول المتهمين قاعة المحكمة، لم أستطع تحديد مكان خيرت الشاطر بالقفص وهل حضر أم لا، خاصة أنه لم يظهر بالقرب من القفص الزجاجى الملاصق لأماكن جلوس الصحفيين، وأيضا لأنه لم يشارك فى الهتافات التى رددها قيادات الإخوان منذ دخولهم القاعة.
دقائق مرت واكتشفت أن الشاطر يقف فى نهاية قفص الاتهام، وتحديدًا عند الباب الزجاجى الفاصل بين قفص الاتهام الكبير المخصص لقيادات الإخوان وبين قفص الاتهام الصغير المخصص لمرسى وطهطاوى، وتبين لنا أيضا أن الشاطر ينتظر دخول مرسى القفص، وينظر بكل اهتمام إلى الجانب الثانى من قفص الاتهام، خاصة أن جلسة اليوم ستشهد اللقاء الأول بينه وبين مرسى منذ 3 يوليو.
وبمجرد دخول مرسى توجه الشاطر تجاه الباب الزجاجى الفاصل بينه وبين القفص الصغير، ودخل فى حوار طويل من الدكتور مرسى، ولكن لم يسمح له باقى قيادات الإخوان بالحوار منفردًا، خاصة أن كل المتهمين من قيادات الإخوان كانوا قد توجهوا ناحية مرسى للترحاب به، وبدأوا فى ترديد هتافهم المعتاد "يسقط يسقط حكم العسكر.. يسقط يسقط حكم العسكر".
أول صوت يخرج من مرسى بعد دخول قفص الاتهام كان "إزيك يا فريد"، وكان يقصد فريد اسماعيل، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشورى السابق، وأحد أعضاء مكتب حزب الحرية والعدالة، وبعدها سأل مرسى عن الدكتور محمد سعد الكتاتنى وقال "الكتاتنى فين.. الكتاتنى فين.. الكتاتنى فين"، وبعدها بدأ مرسى الحديث بشكل متقطع مع كل قيادات الإخوان، وكان أغلب من تحدث معهم كعادة كل الجلسات أحمد عبد العاطى وأسعد الشيخة، ولكن اللافت هنا أن بديع الذى كان يجلس فى بداية قفص الاتهام باتجاه الصحفيين تحرك سريعا إلى مرسى فور دخوله قفص الاتهام، ولم يظهر بديع مرة أخرى فى مقدمة القفص الزجاجى إلا فى نهاية الجلسة.
الحاجب بصوت عال.."محكمة"
دخل القاضى وأعضاء الهيئة الموقرة قاعة المحكمة فى الـ12 ظهرا و5 دقائق، فوقف كل الحاضرين بالقاعة احتراما وتقديرا، إلا المتهمين من قيادات الإخوان لم يقفوا بينما أداروا ظهورهم للمحكمة، ولم يعلق القاضى على ذلك التصرف، ووجه تعليماته لسكرتير الجلسة بالنداء على أسماء المتهمين للبدء فى الإجراءات الإدارية للجلسة الأولى.
وتلا سكرتير الجلسة أسماء محمد بديع "محبوس" ومحمد خيرت الشاطر "محبوس" ومحمد محمد مرسى العياط "محبوس"، ولم يجب أى من الأسماء الثلاثة على النداء، ولم يكد سكرتير الجلسة أن يذكر الاسم الرابع محمد سعد الكتاتنى، حتى قاطعه المحامى كامل مندور عضو هيئة الدفاع، معترضا أن يتم النداء على أسماء المتهمين دون أن يسمع المتهمون أمر الإحالة الذى يتلى عليهم، وطالب مندور بأن يتم فتح الأصوات داخل القفص الزجاجى.
ووقت أن كان يتحدث "مندور" عن الصوت داخل القفص الزجاجى، كان محمد البلتاجى "يضرب كفا على كف"، ويلوح بيديه فى إشارة لأنه لا يسمع ما يدور بالقاعة هو وبقية المتهمين.
القاضى ردَّ على المحامى كامل مندور بأن الصوت مفتوح، وهو أجرى تجرية هندسية للصوت داخل القفص الزجاجى، وأنه يغلق الصوت فى بعض الأحيان، بسبب الشغب الذى يحدثونه فى قاعة المحكمة، وفتح القاضى الصوت فى هذا الوقت، وتصادف أن المتحدث بداخل قفص الاتهام كان محمد البلتاجى، والذى قال بصوت عالٍ: "إحنا بره المحكمة تماما ومش سامعين حاجة.. إنتو فى محكمة واحنا فى محكمة تانية".
ووجه القاضى حديثه إلى مندور بعد انتهاء كلمة البلتاجى، وقال القاضى: "يا استاذ مندور هم سامعين وهم بيتكلموا"، فرد مندور بأنهم لا يسمعون.. فرد القاضى: "يا بيه سامعين..انتو سامعين ولا لأ"، والغريب أن البلتاجى رد هنا وقال "لا إحنا مش سامعين".
ردُ البلتاجى دفع كل الحاضرين بالقاعة إلى الضحك، خاصة أنه أثبت برده أنه يسمع الصوت، وأن الدائرة الكهربائية لا تحجز الصوت كما يدعى محاميه، غير أن واقعة القفص الزجاجى لم تتوقف عند ذلك، وامتد النقاش بشأنها ساعة كاملة يمكن أن يطلق عليها "موقعة القفص الزجاجى بقضية التخابر".
موقعة القفص الزجاجى بقضية التخابر
بدأت موقعة القفص الزجاجى بحديث المحامى كامل مندور _الضلع الرابع فى هيئة الدفاع عن المتهمين _ لهيئة المحكمة وقال: "عايز أبلغ هيئة المحكمة الموقرة بهدوء شديد أن الاحتكام لدائرة صوتية تعمل على نظام كهربائى يديرها رجال فنيون لا يوفر لحضراتكم السيطرة الكاملة على الصوت، ورجال الأمن يتحكمون هم أيضا بالدائرة الكهربائية".
القاضى قاطع كامل مندور وقال له: "إذا كان الفنيون دول مش عاجبينك..طيب يا ابنى انت وهو سيبوا الجهاز دا خالص وامشوا بعيد"، وبالفعل تحرك رجال الهندسة الصوتية وتركوا جهاز الصوت مفتوحا، وهنا سأل كامل مندور المتهمين: "هل الصوت واصل إليكم".
لم يجب المتهمون على كامل مندور لأنهم انشغلوا فور فتح الصوت بأن يهتفوا بهتافهم المعتاد "يسقط يسقط حكم العسكر"، وهنا تدخل الدكتور محمد سليم العوا، وبدأ بتوجيه الحديث إلى القاضى قائلا: "الحل كله يتمثل فى إزالة الزجاج المانع للصوت ونلتمس نيابة عن كل المحامين الحاضرين جميعا والمتهمون كلهم لأن الحاجز يعيق الدفاع فى التواصل مع المتهمين، ويمنعهم أيضا من متابعة الإجراءات التى تتخذها المحكمة فى الجلسة الأولى، فالقفص يبطل إجراءات المحاكمة بأكملها ويخل بحقوق الدفاع".
بدأت أجواء التوتر تسود بالقاعة بعد حديث العوا، وبينما كان القاضى يستأنف الحديث مع كامل مندور، كان صوت غريب يصدر من قفص الاتهام، وهو صوت غير مألوف، لم أسمعه من قبل، فوجهت نظرى تجاه القفص، فإذا بجهاد الحداد نجل عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية السابق يضرب القفص الزجاجى برجله مرتين متتاليتين، ثم يرفع علامة رابعة، وينصرف بعدها، مباشرة إلى داخل القفص.
تجربة عملية للصوت داخل القفص الزجاجى
طلب أحد المحامين، ويدعى طارق خالد بدوى من هيئة المحكمة، أن تسمح له المحكمة بإجراء تجربة عملية للصوت داخل القفص الزجاجى، وبالفعل وافق القاضى، ودخل المحام مع ضابط شرطة إلى القفص، وفى الفترة الزمنية القصيرة التى استغرقها المحامى للدخول إلى القفص، كان كامل مندور يواصل الجدل الساخن مع القاضى حول نفس القضية، وهى الصوت داخل القفص الزجاجى، وهنا وقعت العديد من الإفيهات بين هيئة الدفاع والمحكمة، أبرزها مثلا أن محامى قال للقاض إن البلتاجى يتحدث من وراء القفص، ولكن الصوت لا يصل لنا، فرد القاضى عليه قائلا: "دا البلتاجى صوته رايح أصلا.. اقعد يا بلتاجى"، وكذلك قال القاضى لصفوت حجازى الذى كان يلوح بيده فى إشارة لأنه لا يسمع: "انت تقعد تعملى كده بإيديك.. أنا سامعك".
فى نفس الوقت، كان المحامى المكلف بإجراء التجربة الفنية للصوت داخل القفص الزجاجى، قد وصل للقفص بالفعل وبدأ فى إجراء التجرية، وبدأ كلامه قائلا: "أنا مع معالى الرئيس..انت سامعنى"، وبالفعل أجاب الحاضرون فى الخارج بأنهم يسمعونه، وطلبوا منه أن ينتقل إلى القفص الزجاجى الكبير لتجربته أيضا.
الغريب أن المحامى لم يتحرك من القفص الصغير إلى الكبير، وعندما سأله القاضى لماذا لم تنتقل للقفص الكبير، فرد المحامى قائلا: "قفلوا الباب عليا يا فندم وعشان اروح للقفص الثانى لازم يتفتح"، فرد القاضى "خليك بقى قدرك كدا"، وهنا ضحك جميع الحاضرين بالقاعة.
شعر القاضى فى وسط حالة التوتر المتزايدة أن أجواء الشغب قد تزيد بالقاعة، وهو ما دفعه لأن يتحدث بصوت حاد، ويطالب بالعودة لإجراءات الجلسة وقال: "لسه هنسمع المرافعة ونسمع كلام حو بعد كده، نرجع بقى لشغلنا الأساسى"، ولكن قبل أن يستأنف القاضى إجراءات الجلسة بتلاوة باقى أمر الإحالة، كان صوت محمد مرسى يظهر للمرة الأولى بشكل متواصل فى القاعة، وقال: "اللى بيحصل داه مهزلة، وانتو خايفين من ايه اللى خايف يروح.. ليه المهزلة دى..اذا استمرت المهزلة ما تقعدوش.. ما تحضروش المحاكمة ويقضى الله ما يشاء ودى مهزلة، وليه تشتركوا فى المهزلة.. يا دكتور عوا.. ليه نكمل فى المهزلة دى وهم خايفين من ظهورى.. مش عايزنى أظهر.. ما لهمش سند جماهيرى زيى.. هم خايفين إنى أخرج للشعب والجمهور.. اللى عايز حاجة يواجهنى.. أنا مش شايف رئيس المحكمة، والله العظيم بجد مش شايفه.. مش عارف أشوفه من الزجاج".
وبعد أن انتهى مرسى من الحديث، صفق جميع المتهمينن وهللوا داخل القفص، ورفض القاضى ذلك وقال: "مش هينفع كده، هو كل واحد هيتكلم يصقفوا له".
وبعد أن أنهى القاض حديثه، قال له العوا: "يا سيادة القاضى المحترم نريد أن نتحدث مع الهيئة الموقرة فى غرفة المداولة، لأن هناك حديثا لا يجب أن يطرح على الملأ"، غير أن القاض رفض حديث العوا، وطلب استكمال الجلسة والعودة إلى الإجراءات المتبعة فى الجلسات الأولى لأول محاكمة فى أى قضية، ولكن بمجرد أن قال القاضى ذلك، كان الخماسى سعد الحسينى وجهاد الحداد وأيمن على وأسعد الشيخة ومحمد البلتاجى يطرقون القفص الزجاجى بأيديهم وأرجلهم.
مرافعات جديدة للمحامين عن قيادات الإخوان
من جديد ترافع للمرة الرابعة المحامى كامل مندور، وقال للقاضى: أريد أن اثبت فى محضر الجلسة الآتى: "نطلب من الهيئة الموقرة رفع الألواح الزجاجية العازلة لأى قيد على حرية المتهم، خاصة أن النصوص الإجرائية منعت أن يدخل المتهم وفى إحدى يديه القيد الحديدى، رغم انطلاق صوته، فما بالك بمتهم يتحدث ولا نسمع صوته، وإجراء الحاجز الزجاجى أمر يرفضه المتهمون جميعا على نحو ما أعلن عنه السيد الرئيس".
كلمة "السيد الرئيس" التى ذكرها كامل مندور، دفعت القاضى للمقاطعة، وقال: "المحاكم مع احترامها لكل الألقاب إلا أنها لا تتعامل مع ها، وتتعامل مع متهمين فقط، ومرسى عندنا متهم فقط، وعلى الدفاع الالتزام بذلك".
وهنا نشأ جدال جانبى جديد بين القاضى وكامل مندور، الذى قال: "إن الدفاع لا يلتزم ويتمسك بالقول إن السيد الرئيس الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية يرفض الحاجز الزجاجى".
العوا يعلن انسحاب هيئة الدفاع من المحكمة
بعد حديث كامل مندور، تولى الدكتور محمد سليم العوا التأسيس على كلامه بأن الدكتور مرسى يرفض المحاكمة بتلك الطريقة، وأنه بصفته متحدثا باسم هيئة الدفاع ونائبا عنهم، يعلن الانسحاب والتنحى من القضية فى حال عدم إصدار المحكمة قرارا بإزالة الحاجز الزجاجى.
الغريب أن اثنين من المحامين بهيئة الدفاع رفضا التنحى والانسحاب، وهما نصرى ماركو وحسين عبد السلام محاميا الدكتور أيمن على، وقالا لهيئة المحكمة إن التنحى قد لا يكون حلا مناسبا، وأن الحل الأمثل بيد المحكمة، وهو إزالة الحاجز الزجاجى، خاصة أن المحكمة تقف بين يد الله.
وقال حسين عبد السلام: "ارضى ربك يا سيادة المستشار لأنك ما تضمنش هتروح بيتك النهاردة ولا لأ، وطلبى هو إزالة الحواجز الزجاجية".
هنا طالب القاضى جميع المحامين بالهدوء، وأبلغهم أنه أثبت طلباتهم فى محضر الجلسة، وسيبدأ استئناف إجراءات الجلسة، وقال إن النيابة العامة لديها تعليق، وتدخل ممثل النيابة العامة وقال: "إنه قد تم تجربة القفص الزجاجى، وتبين أن كل المتهمين يسمعون الصوت، والدليل أنهم صفقوا بعد حديث أحد المحامين"، إلا أن المحامين رفضوا حديث ممثل النيابة العامة، وانسحبوا من القاعة، وفى تلك الأثناء أعلن القاضى رفع الجلسة، ليعود بعد 40 دقيقة معلنا التأجيل إلى 23 من نفس الشهر، وانتداب 10 محامين من نقابة المحامين.
التضارب بين العوا والدماطى حول قرار التنحى
الغريب أنه بعد قرار الانسحاب والتنحى عن الجلسة، بدأ الصحفيون الحصول على تصريحات من أعضاء هيئة الدفاع عن المسارات القانونية المختلفة للقضية، واللافت هنا أن الدكتور محمد سليم العوا قال إن الانسحاب اليوم سيترتب على كل القضايا إذا لم يتم إزالة القفص الزجاجى، بينما قال محمد الدماطى عضو هيئة الدفاع إن التنحى سيكون عن جلسة اليوم فى تلك القضية فقط، ولن يكون فى أى قضية أخرى أو أى جلسة ثانية.
فيديو الجلسة..
محمود سعد الدين يقدم شهادة كاملة للجلسة الأولى من قضية التخابر.. تفاصيل موقعة "القفص الزجاجى".. ولماذا انسحبت هيئة الدفاع من قاعة المحكمة.. وسر جلوس رفاعة الطهطاوى مع مرسى فى قفص واحد
الإثنين، 17 فبراير 2014 12:06 ص
المعزول و محمود سعد الدين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أيوب مصر
فرد القاضى: "يا بيه سامعين..انتو سامعين ولا لأ"، والغريب أن البلتاجى رد هنا وقال
عدد الردود 0
بواسطة:
أيوب مصر
فرد القاضى: "يا بيه سامعين..انتو سامعين ولا لأ"، والغريب أن البلتاجى رد هنا وقال
عدد الردود 0
بواسطة:
sherif
براحتكم