فوضى مهرجان "الإعلانات الطبية".. إسفاف واستهانة بحياة المصريين.. وأطباء يحذرون من علاجات الأعشاب المضروبة لأنها تؤدى للوفاة.. ولا توجد رقابة من وزارتى "الإعلام" و"الصحة" على مصانع بير السلم

الإثنين، 17 فبراير 2014 10:20 ص
فوضى مهرجان "الإعلانات الطبية".. إسفاف واستهانة بحياة المصريين.. وأطباء يحذرون من علاجات الأعشاب المضروبة لأنها تؤدى للوفاة.. ولا توجد رقابة من وزارتى "الإعلام" و"الصحة" على مصانع بير السلم الدكتور أحمد رمزى استشارى أمراض الباطنية وطب الكوارث ومدرب إسعافات أولية
كتبت منى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكل أصبح قادرا على الإعلان عن أى شىء، لعلاج أى شىء، فأنت لا تكاد تغير القناة إلا وتجد إعلانا طبيا، لعلاج السكر والضغط، ويؤثر على إنقاص الوزن، وإلى علاج فيروس سى، وحدث ولا حرج عن إعلانات الحبة الزرقاء وتأثيراتها والتى أصبحت تباع فى الشارع بخمسة جنيهات فقط.

إن هذا الإسفاف والاستهانة بحياة المصريين، والذى يستغل معاناة أهل المريض الذى قد لا يكون باستطاعته الاستمرار فى العلاج، بسبب ارتفاع ثمنه، أو بسبب طول فترة العلاج فى بعض الأمراض وخاصة الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمراء، وفى ظل عدم وجود رقابة من وزارة الإعلام أو وزارة الصحة، لمحاولة وقف مصانع "بير السلم".

ويقول الدكتور أحمد رمزى استشارى أمراض الباطنية وطب الكوارث ومدرب إسعافات أولية، إن إعلانات الأعشاب والأدوية الطبيعية ولم تعد هذه الصورة قاصرة فقط على محلات العطارة أو المزارع أو غيرها.. لا بل تعدت كل تلك الحواجز لتصل إلى شاشات القنوات الخاصة فى إعلانات رديئة لأدوية "خادعة" تحمل رقما من وزارة أنشأت فى بادئ الأمر لرعاية صحة المصريين لكن يبدو أن الأمر تحول إلى بزنس هو الآخر، فترى تلك المستحضرات الوهمية تحمل رقما لتصريح من وزارة الصحة.

وأضاف رمزى، أن دعاية هذه المنتجات أصبحت تتجاوز لتصل إلى عيادات بعض الأطباء، مما يزيد الكارثة سوءا، ويجعل الكثير من بعض الأطباء فى هذا البلد، شركاء فى أكبر عملية نصب منظم فى التاريخ، وأبشع تجارة عرفتها البشرية.

وتابع رمزى، أن نسبة مرضى الكبد المصابين بفيروس "سى" فى مصر تتجاوز الـ15% من عدد السكان، وقد لا يعانى مريض فيروس سى، فى البداية من أية أعراض حيث تكتشف الكثير من الحالات بالمصادفة خلال إجراء الفحوص الطبية، مضيفا قد يشعر المريض بالإجهاد، والآلام بالعضلات، إحساس بعدم الراحة فى منطقة ما، وحتى القئ الدموى أو الدخول فى غيبوبة كبدية بمختلف درجاتها.

وأضاف أن حتى الآن لا يوجد علاج يستطيع القضاء على الفيروس بشكل تام وإنما بنسب متفاوتة من مريض لآخر، إلا من خلال استخدام مضادات الفيروسات كالإنترفيرون وغيره من الأدوية المعتمدة والتى تعطى نسب شفاء عالية تتعدى الـ 70 % خاصة عند اختيار الحالات المناسبة بدقة. أما ما يذكر من مستحضرات ووصفات، فلا يوجد أى سند علمى، ولا دليل على ما يروج له إطلاقا، بل على العكس بعض منها يزيد من نسب حدوث المضاعفات ويؤدى إلى تدهور حالة المريض فى بعض الأحيان.

ويقول الدكتور جاسر إبراهيم العزب، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى المساعد بمعهد الكبد القومى، إن العلاج بالأعشاب أو الطب البديل، لا يمكن أن تحل محل العلاجات التقليدية، محذرا من استغلال البعض وادعائهم امتلاكهم لعلاج من الأعشاب يقضى على الفيروس.

وأضاف جاسر يتجه المرضى إلى العلاجات البديلة نتيجة لتصورهم أن العلاجات التقليدية ليست ناجحة وأن العلاجات البديلة أكثر أمانا، مضيفا إن من اهم العلاجات البديلة الحليب الشوكى (سيليمارين)، وهو العلاج بالأعشاب الأكثر شعبية بالنسبة للالتهاب الكبدى الفيروسى "سى" وأكثر الأعشاب التى تمت دراستها وهو موجود فى معظم المكملات الغذائية المنشطة للكبد، الموجودة بالسوق المصرى، هذا النبات من أسرة البابونج والخرشوف، مشيرا إلى إن هذا العلاج يؤدى إلى آثار جانبية.

وتابع جاسر وهناك أيضاً العلاج باستخدام الجنسنج، ويستخدم هذا النبات لتعزيز الجهاز المناعى، وهناك بعض الأدلة على أنه قد يساعد فى بعض أمراض الكبد، ومع ذلك لم تتم دراسته جيدا بما فيه الكفاية مع التهاب الكبدى "سى".

وأضاف جاسر وهنك العلاج باللاكتوفيرين هو البروتين الموجود فى الحليب، وكذلك فى الدموع واللعاب، وقد وجدت بعض الدراسات أنه عندما يؤخذ كجزء من المكملات الغذائية، قد يخفض مستويات فيروس "سى" فى الدم ويحسن وظائف الكبد، كما أن له فائدة ملموسة عندما يؤخذ جنبا إلى جنب مع الأدوية التقليدية للفيروس مثل عقار الإنترفيرون.

واستكمل جاسر وهناك بعض الأشخاص الذين يستخدمون الأعشاب الصينية لعلاج فيروس سى، على الرغم من إن آلية عمل هذه الأعشاب على الكبد غير معروفة.

ويقول الدكتور ضياء السيد أخصائى جراحة العظام وجراحة اليد، نقابل كثيرا ممن يلجئون إلى محلات الأعشاب أو إلى تطبيق لوصفة عشبية سمعها من خلال برنامج على قناة تليفزيونية يقدمها شخص يصف نفسه على أنه طبيب، وربما يحمل "دكتوراه من تحت بير السلم" ويبدأ فى وصف تركيبات وأحيانا يقابل المرضى بنفسه يبيع لهم تلك الوصفات التى تحتوى على أشياء قد تكون ضارة.

وتابع ضياء لوصف أى طبيب علاج للمريض لابد من أخذ بيان عن كافة الأدوية التى يتناولها بشكل مستمر ومعرفة تاريخه المرضى وبعد إجراء فحوصات معملية شاملة، لأن كل الأدوية لها آثار جانبية، ولا بد من تقليل ومنع تلك الآثار بالإلمام الشامل لحالة المريض.

وقالت الدكتورة مهجة حنا استشارى أمراض الجلدية، إن المنشطات وخاصة العقاقير المنتشرة حاليا قد تكون مغشوشة أو غير طبية أو تحتوى على مواد ضارة وغير فاعلة، قد تؤدى إلى وجود عجز جنسى جزئى أو كلى فيما بعد.

وأضافت مهجة أن مرضى القلب وخاصة الشريان والذين يستخدمون تلك الأدوية والمنشطات بدون استشارة طبيب تمثل ضررا كبيرا على الإنسان، وغالبا ما يكون لها أعراض جانبية، وتكون ضيقا فى التنفس مع ارتفاع فى ضربات القلب أو الإصابة بأزمات قلبية والشعور بهبوط عام فى الدورة الدموية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة