لازالت الرسالة الإعلامية الصادرة عن «مصر» دون المستوى برغم كل الجهود المبذولة للارتقاء بها خارجيًا وداخليًا، فلازالت رسالة دفاعية تبريرية لم تدخل مرحلة اقتحام الآخر وطرح المبادرات التى تجعل الطرف الآخر فى موقف دفاعى بديل، بالإضافة إلى اللهجة المتهافتة أحيانًا بل والاعتذارية أحيانًا أخرى.
إن مضمون الرسالة الإعلامية يجب أن يكون من القوة بحيث يضع الخصوم والأصدقاء على السواء فى موضع الشعور بالاحترام بمصدر الرسالة والهيبة للدولة التى خرجت منها، ولابد أن نعترف أن الكوادر الشابة والمتعلمة تعليمًا حديثًا والمدربة تدريبًا عمليًا من الجيل الجديد فى جماعة «الإخوان» وتنظيمها العالمى قد تمكنوا إلى حدٍ كبير من الإمساك بزمام الأمور فى عدد من العواصم الأجنبية وكأننا أمام المقولة الشهيرة (إن القضية مفتعلة ولكن المحامى ناجح) بينما نملك نحن القضية العادلة ولكن ليس لدينا المحامى القدير!
ولا يتصور أحد أن الرسالة الإعلامية هى سطور «لقيطة» ليس لها أب شرعى بل هى فى المقام الأول تعبير عن واقع قائم لذلك لا يتوهم أحد أن الفعل الداخلى يكون متراجعًا فتصدر عنه رسالة إعلامية قوية والعكس بالعكس، فالارتباط بين الرسالة الإعلامية والوقائع على الأرض ارتباط موضوعى مثل الارتباط بين «المطبخ» و«حجرة الطعام» إذ إن ما يقدم على «المائدة» هو نتاج لعملية «الطهى» مهما كانت درجة إتقانه خصوصًا فى عصر السماوات المفتوحة والتطور الهائل فى «تكنولوجيا المعلومات» إذ لا تستطيع دولة إخفاء ما يجرى فيها أو حتى تجميل الأحداث إلا فى حدود معينة فالكل يرصد الكل، بل أقول إن الكل يتآمر على الكل! عالم يموج بتيارات مختلفة ومصالح متعارضة وارتباطات متداخلة، لذلك فإنه من الطبيعى أن تكون الرسالة الإعلامية واعية بكل هذه الحقائق.
د. مصطفى الفقى يكتب: الرسالة الإعلامية.. مضمون خطابنا الإعلامى يجب أن يتمتع بقدر أكبر من القوة.. والكل يرصد اليوم ما تشهده مصر من تطورات متلاحقة
الإثنين، 17 فبراير 2014 08:08 ص