أقام قطاع الفنون التشكيلية احتفالية خاصة بالفنان الراحل "حامد عبد الله"، وذلك من خلال معرض له بقاعة أبعاد بمتحف الفن الحديث فى ساحة دار الأوبرا المصرية تحت عنوان "ذكرى"، حيث ضم 27 لوحة، وذلك بحضور عدد كبير من المثقفين وأسرة ومحبى الفنان.
وتلى الافتتاح إقامة ندوة عن تجربته "حامد عبد الله" أدارها الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وشارك بها الناقدان عز الدين نجيب والسورى ناصر السومى، حيث طوفوا فى عالم الفنان مؤكدين على دوره البارز فى الحركة الفنية وتمتعه بروح الثائر العربى الطليعى.
قال المليجى، إن حامد عبد الله أحد أهم رموز الفكر والثقافة، حيث ينعم متحف الفن الحديث بثلاثين عملاً له، عُرض منهم 27 بقاعة أبعاد، مشيراً إلى أن هذه الاحتفالية اعترافاً بعطاء الفنان ودورة الكبير فى الحركة الفنية.
وأوضح "المليجى"، أن حياة حامد الفنية مرت بعدة مراحل تنوع فيها إنتاجه الفنى ما بين الواقعية والتجريدية، وقد شهدت ستينات القرن الماضى مرحلة هامة من تاريخه الفنى، حيث اتجه للحرفية فصار أحد روادها، كما كشف عن أبعاد جمالية للكلمات وباحت معه بما لم تبح به لأحد سواه.
وأشار عز الدين نجيب إلى أن "عبد الله" كانت بدايته نحو المجهول، بدون مرجعية مدرسية إلا مرجعية مدرسة الصناعات الزخرفية التى تخرج منها، موضحاً بأن نهايته كانت نجماً محلقاً فى سماوات عالمية، له مداره الكونى جامعاً بين رؤى الواقع المصرى وتأملات الوجود المطلق وإرادة الإنسان فى مقاومة الاستبداد والتفانى فى حب الوطن مؤسساً جسراً ثقافياً بين الشرق والغرب.
وأضاف "عز الدين" بأن حامد صقر حلق فى الآفاق العالمية حاملاً روح "حورس" ثم عاد إلى روح الوطن ليسكن فى ضميره بإبداعه الذى تجاوز آلام الاغتراب، رغم أن افتراقه عن الوطن كان بالجسد فقط.
وقال الناقد السورى ناصر السومى، بأن حامد عبد الله لم يكن من النوع النوستالجى المتباكى على الأطلال، بل كانت به روح الثائر المصرى، مشيراً إلى أنه كرس لحالة الفنان العربى الطليعى.
وأضاف "السومى" بأن مرسم "حامد" تناوبته ثلاث عواصم هى "القاهرة،باريس، كوبنهاجن"، وأن قامته أكبر بكثير من شهرته، كما أن تجربته لم تعُرف على حقيقتها.
وعن أسرة الفنان تحدثت ابنته "أنسية" باللغة الفرنسية وتولى الترجمة ناصر السومى، حيث وجهت الشكر للقائمين على الاحتفالية، وقالت كنت أرى والدى يبدو هادئاً وممداً على أريكته، لكنى كنت أشعر به يغلى من أعماقه حتى تأت اللحظة التى يهدأ فيها بإنجازه لعمله.
وتابعت "أنيسة"، بأن والدها عكس كل الأوضاع فى البلاد التى زارها، لم يكن يعرف فقط عن الأشياء التى ترتبط بالحياة اليومية والسياسية، ولكنه امتلك إحساساً وجدانياً وروحياً عميقاً جاء من إطار التجربة التى عاشها.
واختتمت بأنه سيتم إعادة اكتشاف أعمال والدها مرة أخرى، لأنه لم يكن فناناً عاديا.