شهد الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، مساء أمس، الاحتفال بالشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى لفوزه بجائزة النيل فى الآداب هذا العام، ليكون أول شاعر يحصل على أرفع جائزة أدبية فى مصر، وذلك فى أمسية شعرية أقامها بيت الشعر بمركز إبداع الست وسيلة بالأزهر التابع لصندوق التنمية الثقافية، بحضور الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، والدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والمهندس محمد أبو سعدة رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، ومن الشعراء فاروق شوشة، محمد إبراهيم أبو سنة، والدكتور حسن طلب، والدكتور توشكا المستشار الثقافى المجرى بالقاهرة، الشاعر الحسانى حسن عبد الله، وعدد من أعضاء لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ولفيف من الشعراء والنقاد المصريين ومحبى الشعر والإعلاميين والصحفيين.
وشارك فى الأمسية المحتفى به أحمد عبد المعطى حجازى، حيث قرأ قصيدة من الديوان الأول "مدينة بلا قلب" وقصيدة كان قد أهداها إلى المستعرب الفرنسى جاك بيرك بعنوان "كلنا أندلسيون"، وذلك عند الاحتفال بعيد ميلاده الـخامس والسبعين الذى التقى به بباريس، تردية، مرثية لاعب سيرك، كما شارك الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة مهنئا الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى على جائزة النيل، قائلاً إن الجائزة ليست لحجازى فقط وشعره بل للشعر كله، ثم ألقى أبو سنة ثلاث قصائد لحجازى وهم "العودة من المنفى، الأمير المتسول، حنين"، أما حسن طلب فقد أكد أننا اليوم نحتفل بعيد الحب وعيد الشعر، مؤكدا أن حجازى رائد الحداثة والتجريب فى الشعر، وقادرا على العطاء، وبعد انتهاء كلمته ألقى طلب قصيدة "اغتيال" نشرت عام 1972، وقدم الأمسية الشاعر فاروق شوشة، حيث ألقى بعض القصائد منها "مدينتى، يا أرض سوريا، إلى اللقاء يا أصدقاء".
قبيل منتصف الخمسينات من القرن الماضى جاء الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى إلى القاهرة حاملا فى وجدانه قرية لم يكن التعبير عنها ككل القرى فى أشعار من سبقوه وبالذات لدى شاعرين كبيرين ارتبط شعرهما المصرى لأول مرة بعالم القرية وهما محمود حسن إسماعيل، محمد عبد المعطى الهمشرى، كانت قرية حجازى قرية مغايرة تمتلئ بما سماه دخان القرى وتحمل ثمارها أعيادا ومواعيد للخصب وتتناثر على طرقاتها طموحات ورغبات كل الذين يحلمون بالعام السادس عشر، جاء حجازى إلى القاهرة ليواجه مدينة قاسية كل القسوة، فظهرت القرية فى شعره وهو يقتحم المدينة وبدا وجه القرية يتألق أكثر فأكثر كلما اصطدم الفتى حجازى بقسوة المدينة التى زرعت فيه منذ اليوم الأول معنى الغربة والعزلة والتوحد والتأمل مع النفس والانفراد وتأمل المصير والوحشة وربما داخلته أيضا مشاعر الموت المبكر، وقبل أن ينشد حجازى شعره المعبر عن وجوده فى حلبة الشعر الجديد أراد أن يؤكد للجميع أن لجوءه إلى قصيدة التفعيلة أو على قصيدة الشعر الحر، إنما هو متسق مع الموروث الشعرى العربى متقنا له ناسج على عموده أفضل ما نسج سابقه.
وفى ختام الأمسية، وجه حجازى الشكر للدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، وم.محمد أبو سعدة، وكل من حضر الأمسية الشعرية، قائلا: لا أشكر الشعراء، لأن هذه القصائد التى ألقيتها هى منكم ولكم، وأتمنى لو استطعنا دائما أن نكون أوفياء لهذا الفن العظيم الذى لا يستقيم بدونه نشاط، فهو ضرورة، والذين لا يستطيعون أن يتذوقوا الشعر ويكون لهم أصدقاء أوفياء لا يستطيعون أن يفتحوا طريقاً إلى المستقبل، متمنياً أن يقوم بيت الشعر بهذا الدور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة