حضر الحفل العديد من الشخصيات المصرية البارزة ومنهم أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية و الكاتب الصحفى معتز صلاح الدين، والدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ، المفكر الدكتور كمال الهلباوى، الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، والفنان أحمد بدير، فضلا عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية أبرزهم السفير سالم الزمنان، سفير دول الكويت بالقاهرة.
كما شارك فى الحفل الدكتور أحمد عجيبة، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، الدكتور مجاهد الجندى الأستاذ بجامعة الأزهر، الدكتور إسماعيل شاهين، نائب رئيس جامعة الأزهر، الدكتور صابر عبد الدايم، العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد على سليمان، المدير التنفيذى لرابطة الجامعات الإسلامية.
كما حضر الدكتور خالد حامد سعد وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الخدمات نائبًا عن وزير الأوقاف الذى أكد عمق علاقة البلدين ووجود الروابط التاريخية فى الدين والعلاقات المشتركة التى دعت وزارة الأوقاف، للاهتمام بحضور اللقاء رغم غياب وزير الأوقاف لسفره إلى الكويت مرافقًا لشيخ الأزهر ومفتى الجمهورية.
وحرص السفير الدكتور بكر إسماعيل مستشار وزير خارجية كوسوفا، وحرمة ونجليهما على استقبال ضيوف الحفل حتى اللحظات الأخيرة بترحاب شديد. حيث عبر كل الحضور عن سعادتهم لمشاركتهم فى الاحتفال بهذا الحدث العظيم داعين الله أن يحفظ علاقة الشعبين الكسوفى والمصرى التى اتسمت بالأخوة والأصالة طوال الوقت.
أعرب السفير إسماعيل عن مدى سعادته بالاحتفال بالعيد الوطنى لاستقلال دولة كوسوفا لأول مرة فى القاهرة، بعد اعتراف جمهورية مصر العربية بها، واصفًا هذا الاعتراف بـ"المهم جدا" لما يكنه الشعب الكسوفى من حب وتقدير لنظيرة المصرى.
وأوضح السفير إسماعيل فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن العلاقات بين دولتى مصر وكوسوفا قديمة جدًا ومتنوعة منها الثقافية والتجارية والسياسية أيضًا بعد أن قدمت مصر الدعم لدولة كوسوفا، والاعتراف بها كدولة ذات سيادة .
وأشار إلى أن هناك اتفاقيات عديدة بين مصر وكوسوفا خاصة بين مؤسسات ووزارات الدولتين، ومن المقرر أن تزداد تلك العلاقات أكثر وأكثر.
وحول دعم دولة كوسوفا لإرادة المصريين فى ثورة 30 يونيو قال السفير إسماعيل، إن الشعب الكوسوفى يؤمن كثيرًا بالحريات والديمقراطية وحق تقرير المصير خاصة أنه عانى كثيرًا من هذا الأمر.
وأكد أن الشعب الكوسوفى رغم أن غالبيته يعتنقون الإسلام إلا أنه لا يرتبط بأى جماعات دينية وليس له علاقة بجماعة الإخوان المسلمون فى مصر، كما أنه يرحب بكل الديانات ويقبل الحوار دائمًا.
كما هنأ الدكتور كمال هلباوى، المفكر الإسلامى، الشعب الكوسوفى بعيدة الوطنى متمنيا امتدام العلاقات الدينية والأخوية بين الشعبين المصرى والكوسوفى.
من جهته، أعرب الفنان القدير أحمد بدير عن سعادته لمشاركته فى حفل احتفال دولة كوسوفا بعيدها الوطنى متمنيًا للشعب الكوسوفى الاستقرار دائمًا.
كما ثمن الفنان بدير جهود الشعب الكوسوفى فى وقوفه بجانب مصر أثناء ثورة 30 يونيو، متمنيًا أن يكون هناك مجال للتعاون الفنى بين الدولتين.
من جانبه، أكد د. أحمد على سليمان الرئيس التنفيذى لرابطة الجامعات الإسلامية، أن العلاقات المصرية الكوسوفية علاقات قديمة ومتجددة، وتنبع من الأخوة الإسلامية (أخوة العقيدة والدين)، وتمتد لعدة قرون، وذلك لأن كوسوفا جزء من الشعب الألباني الذى يقطن فى منطقة البلقان.
وتابع: لو رجعنا إلى الوراء قليلاً لتذكرنا عصر محمد على باشا ذلك القائد الألبانى الذى حكم مصر هو وأسرته لمدة زمنية طويلة، أقام فيها محمد على باشا صرحًا حضاريًّا ونهضة ثقافية وصناعية وعلمية في مختلف المجالات تمتع بها المصريون منذ ذلك الحين وحتى وقتنا الراهن. ومنذ توليه حكم مصر توثقت العلاقات الألبانية المصرية وظلت العلاقات تنتقل من مرحلة إلى مرحلة حتى يومنا هذا.
ويتميز الشعب الكوسوفى بحبه للإسلام وارتباطه الشديد بمصر والأزهر الشريف والفلكولور الشعبى المتوارث حتى يومنا هذا يدلل على عمق حبه الشعب الكوسوفى لمصر وأهلها، فالأم تنشد لطفلها الصغير فى مهده متمنيه له أن يزور مصر عندما يكبر، كما يضرب بمصر المثل فى كوسوفا كرمز للخير والجمال والخصوبة والنماء.
والجدير بالذكر أن الشعب الألبانى هو أول شعب استوطن البلقان، والذى ينحدر منه شعب كوسوفا، وقد بدأ الإسلام يشق طريقه إلى قلوب الألبانيين قبل الفتح العثمانى وبعد مرور خمسين عاما دخل الألبانيون فى دين الله أفواجا، وقد شاع إطلاق لفظ أرناؤوط على الألبانيين إبان الحكم العثمانى، وقد اشتهر من بينهم كثير من العلماء والمحققين الذين أثروا الفكر الإسلامى والحياة الثقافية فى كثير من الدول الإسلامية.
وقد كان للدبلوماسية الكوسوفية فى مصر دور فاعل فى تدعيم العلاقات بين البلدين، وذلك عن طريق السفير الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفى مستشار وزير خارجية كوسوفا، الذى قضى ما يقرب من ثلاثين فى مصر والدول العربية مناضلًا لدعم قضية كوسوفا، وخلَّف حالة من الوعى فى الأوساط العلمية بقضية بلاده.
وولد الدكتور بكر فى العاصمة الكوسوفية بريشتينا عام 1959م فى أسرة اشتهرت بالصلاح وحب العلم، فقد كان أبوه الشيخ حقى إسماعيل من كبار المشايخ، وأبرز المفكرين الإسلاميين فى عصره، وقد استطاع الدكتور بكر من خلال دراسة فى الأزهر وخبراته، جذب العديد من المؤسسات السياسية والثقافية بمصر لإبرام الاتفاقيات التى تقضى بموجبها التعاون بين مصر وكوسوفا، مما أدى إلى دعم العلاقات الثانية.
ومن هذه الاتفاقيات اتفاقية تعاون بين وزارات التعليم العالى فى البلدين واتفاقيات أخرى بين وزارات الثقافة والشباب والرياضة وبعض المؤسسات العلمية بين البلدين، وتجدر الإشارة إلى أن هناك أفاقًا رحبة للتعاون بين مصر وكوسوفا فى مجالات التجارة والصناعة والمجلات الطبية وجذب الاستثمارات إلى مصر، وكانت رئاسة الجمهورية قد أجرت اتصالا قبل أمس الأول بالدكتور بكر إسماعيل ممثل كوسوفا فى مصر لتهنئته بعيد الاستقلال.


















