الكنائس والسفارات بين جحيم الإرهاب و«الفراغ الأمنى»

الإثنين، 17 فبراير 2014 07:05 م
الكنائس والسفارات بين جحيم الإرهاب و«الفراغ الأمنى» صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد السفارات والكنائس واحدة من أكثر الأماكن المستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية، لكن اللافت أن بعضاً من هذه المنشآت يبدو بعيدا إلى حد كبير، عن حسابات الدولة.

وهو ما كشف عنه اليوم السابع بعد زيارته لعدد من الكنائس والسفارات، فسفارة دولة الإمارات الواقعة بالقرب من فندق «فورسيزون»، لم تشهد إجراءات تأمين استثنائية، إذ اقتصر الأمر على مدرعة عسكرية واحدة، تتمركز بالشارع الجانبى للسفارة.. هذا فيما اختفت سيارات التأمين كلياً، من أمام سفارة الكويت، الأمر الذى يدفع إلى التساؤل عما إذا كانت قد سقطت «سهواً» من حسابات الأجهزة الأمنية، وهو سؤال يثير سؤالا آخر ألا وهو: هل تحتمل المرحلة الراهنة «السهو والنسيان»؟

أما سفارة السعودية المتاخمة لمديرية أمن الجيزة، تحولت إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وتم إغلاق الطرق ووضع العديد من الحواجز الحديدية، على مسافات بعيدة من الباب الرئيسى للسفارة لمنع المرور نهائيا أمام مقر السفارة، وشمل منع المرور المشاة والمركبات حتى ولو كانت سيارة إسعاف، إلى درجة أن شهود عيان يقولون، إن أحد الضباط منع مرور سيارة للإسعاف، وهدد قائدها بإطلاق النار عليه، بعدما أشهر مسدسه فى وجهه، رغم توسل قائدها بأنه يحمل مريضا.

ليس هذا فحسب، ففى الشوارع الجانبية بالقرب من مقر السفارة، تتمركز مدرعات، كما ينتشر رجال شرطة مدعومون برجال القوات المسلحة، بالإضافة إلى الكلاب البوليسية المدربة على الكشف عن المتفجرات.

وليست السفارات وحدها فى دائرة الاستهداف، فالخطاب الإخوانى دأب أيضاً على التحريض ضد الأقباط، عبر مزاعم خرقاء بأن الذين تظاهروا فى 30 يونيو للمطالبة بإسقاط دولة الجماعة، واستعادة الدولة المصرية، هم من الأقباط الذين حرضتهم الكنيسة، ورغم أن الأمر يخلو كلياً وجزئياً من الصحة، ويمثل استمرارا لمنهج الإخوان فى الكذب والتدليس، فإن المؤكد أن ثمة احتقان فى نفوس قطاع كبير من مؤيدى المعزول، إزاء الأقباط، مما يستلزم تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس.. فما حجم إجراءات تأمين الكنائس وهل تتفاوت من كنيسة إلى أخرى؟

ففى «العمرانية» حيث تقع «كنيسة العذراء»، ثمة إجراءات تأمين مشددة، تشمل وضع حواجز حديدية، على مسافة بعيدة من الباب الرئيسى، مع السماح بمرور السيارات والمشاة أمامها، بالإضافة إلى تشديد إجراءات الدخول للمبنى، بالوقوف أمام الباب الرئيسى للتحقق من هوية الزائرين والاطلاع على البطاقة الشخصية، ولم يعد المترددون على الكنيسة يتبرمون بهذه الإجراءات، فهم يعتبرون أنها ضرورية لحماية المبنى من جماعات العنف.

على أنه خلافا للكنيسة، لم يحظ المعهد الكاثوليكى أو ما يعرف بـ«الدير» عند أهالى العمرانية ويبعد عن كنيسة العذراء بعدة شوارع، بالتأمين المناسب، وبوسع المارة أن يروا بأعينهم حجم العبارات المسيئة والمشوهة على جدرانه، مما خطت أيادى مؤيدى المعزول.

وشكا بعض العاملين لـ«اليوم السابع» من عدم وجود تأمين للمعهد، رغم مرور العديد من المسيرات والمظاهرات من جانب أنصار جماعة الإخوان حوله، وأوضحوا أن التأمين يقتصر على المناسبات والأعياد ويختفى طول شهور العام.

لم يختلف الحال كثيرا بالنسبة لكنيسة «مارمينا» التى تقع بالقرب من سنترال العمرانية، فلا وجود لقوات الأمن أمامها، وهو الأمر الذى يثير حفيظة الأهالى، الذين أكدوا ضرورة قيام وزارة الداخلية بتأمين الكنائس حتى تغلق الطريق أمام جماعة الإخوان نحو صناعة فتنة طائفية تزيد الطين بلة.

كما اختفت قوات التأمين من أمام الكنائس بمناطق عين شمس والمطرية، فأمام كنيسة الأنبا يوحنا بالمطرية، لا يوجد شرطى واحد، وإذا أردت أن تدخل للكنيسة فليس عليك إلا أن تطرق أبوابها، ليقابلك الأنبا يوحنا وإذا سألته عن الحالة الأمنية، وهل يرغب فى تشديد الإجراءات؟.. يرد قائلاً: «لا نحتاج لقوات التأمين فنحن فى حماية الله، بيوت ربنا هو اللى بيحميها».

كلمات الأنبا يوحنا أكدها بقية العاملين بالمنطقة قائلين: نحن فى حماية الرب، ولا نحتاج تأمينا من أحد.

الأمر نفسه ينطبق على كنيسة الشهيد مار جرجس بعين شمس، التى اختفت كل سبل التأمين من أمامها، وعندما حاولنا الدخول وجدنا مجموعة من العاملين يتجمعون بوسطها دون أى وجود للشرطة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد حسن

الداخلية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة