أدان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حادث الاعتداء على أتوبيس سياحى بمنفذ طابا، واصفا العمل بالإرهابى والذى لا يقره شرع ولا عقل.
كما أدان الدكتور عباس عبد اللاه شومان، وكيل الأزهر الشريف، الحادث قائلا إن ما حدث هو عمل إجرامى جبان وخسيس، لا يقره شرع ولا منطق ولا عقل، مضيفًا أن مثل تلك الأعمال الإرهابية لا تخدم أى مصلحة، مشيرًا أن المقصود منها هو زعزعة الاستقرار فى البلاد وإظهار مصر بأنها فى حالة فوضى، مطالبًا قوات الأمن بالتصدى بكل حزم وقوة لمثل هؤلاء المجرمين
كما أكدت دار الإفتاء المصرية، أن التعرض للسائحين الأجانب الذين يأتون لبلاد المسلمين بالقتل أو بالأذى منكرٌ عظيم وذنب جسيم؛ لتعارضه مع مقتضى تأميننا لهم الذى ضمناه لهم بسماحنا لهم بدخول بلادنا بالطرق الشرعية، وكذلك الحال فى التعرض لغير المسلمين فى بلادهم بالعمليات الانتحارية أو التفجيرية، فإنه حرام لا مرية فيه أيضًا، لتعارضه مع مقتضى إعطائهم الأمان من أنفسنا بطلبنا دخول بلادهم بطريقة شرعية.
وشددت دار الإفتاء فى أحدث فتاويها على أن الشرع الشريف أمرنا بالالتزام بالعقود والعهود والمواثيق، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وروى البخارى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خِصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خِصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا؛ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»، وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ مَا وَافَقَ الْحَقَّ» أخرجه الحاكم.
وأوضحت الدار فى فتواها أن الشرع الشريف توعد أمثال هؤلاء الذين ينقضون عهود الأمان مع مَن أمَّنوهم وأدخلوهم إلى بلادهم أو باستهداف من أمَّنهم المسلمون وأدخلوهم إلى ديارهم بحمل لواء الغدر يوم القيامة، فروى ابن ماجة عن عمرو الخزاعى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَمَّنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وأضافت الدار أن هذه الأفعال من كبائر الذنوب؛ لأنها سفك للدم الحرام وقتل لنفوس الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين التى حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق، وقد عظَّم الشرع الشريف دم المسلم ورهَّب ترهيبًا شديدًا من إراقته أو المساس به بلا حق؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]، وروى النسائى فى سننه عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»، كما حرم الله قتل النفس مطلَقًا بغير حق فقال عز وجل: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الأنعام: 151]، بل جعل الله تعالى قتل النفس- مسلمة أو غير مسلمة- بغير حق قتلا للناس جميعًا، فقال سبحانه: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32].
كما أن فى هذه الأعمال الغادرة قتلًا للغافلين، وقد روى أبو داود والحاكم فى المستدرك عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَفْتِكُ الْمُؤْمِنُ، الْإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ»، قال ابن الأثير فى النهاية: "الْفَتْك أَنْ يَأْتِى الرَّجُل صَاحِبه وَهُوَ غَارّ غَافِل فَيَشُدّ عَلَيْهِ فَيَقْتُلهُ" ومعنى الحديث أن الإيمان يمنع من الفتك كما يمنع القيد من التصرف؛ لأنه متضمن للمكر والخديعة، وقوله عليه الصلاة والسلام: «لَا يْفْتِكُ مُؤْمِنٌ» هو نهى، أو خبر بمعنى النهى.
كما أكدت الدار، أن هذه الأفعال منافية لمقاصد الشرع الكلية، موضحة أن الشرع الشريف جاء وأكّد على وجوب المحافظة على خمسة أشياء أجمعت كل الملل على وجوب المحافظة عليها، وهى: "الأديان، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال"، وهى ما تسمى بالمقاصد الشرعية الخمسة، مشددة أن مثل هذه التفجيرات تَكِرّ على بعض هذه المقاصد الواجب صيانتها بالبطلان، ومنها مقصد حفظ النفوس؛ فالمقتول إن كان هو الانتحارى القائم بعملية التفجير الذى يقحم نفسه فى الموت إقحامًا بتلغيم نفسه أو نحو ذلك، فهو داخل فى عموم قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيىءٍ فِى الدُّنْيا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ».
من جانبه استنكر وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة الحادث الإرهابى الغاشم على الحافلة السياحية بطابا، مؤكدا أن الإرهاب الأعمى يستهدف سفك الدماء وقطع الأرزاق، ويشوه حضارة الإسلام، ويعرض مصالح الوطن العليا لخطر داهم.
وأضاف وزير الأوقاف، فى بيان له، أنه ﻻ بديل عن تضافر كل القوى الوطنية المخلصة فى مواجهته وكشف من يدعمونه أو يوفرون له غطاء ماديًا أو معنويًا أو لوجستيًا، كما أنه لا بديل عن تغليظ العقوبات والأحكام الرادعة، وتطبيق حد الحرابة على من يعيثون فى الأرض فسادًا، تطبيقًا لقوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أو يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْى فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (سورة المائدة: 33).
كما أدانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الحادث الإرهابى وقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة، إن العمل الإرهابى جبان ولن يعطل الاستمرار فى خارطة المستقبل.
كما أدانت الكنيسة الكاثوليكة الحادث الإرهابى، وقال الأب رفيق جريش مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية، فى بيان له أن هذا الحادث لم ولن ينال من عزيمة المصريين الشرفاء الساعيين لاستقرار أمن الوطن وتلك الأحداث الهمجية متوقعة من المتربصين بالبلاد لإعاقة خارطة الطريق"، كما قدم جريش التعازى لأهالى الضحايا ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
موضوعات متعلقة:
سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة: نقف مع مصر ضد الإرهاب
فريق من الطب الشرعى يبدأ فى تشريح جثث ضحايا حادث طابا الإرهابى
الأدلة الجنائية: منفذ تفجير طابا مدمن مخدرات ومن سكان المنطقة
فرنسا تدين تفجير طابا.. وتؤكد وقوفها بجانب المصريين فى مواجهة الإرهاب
وزير السياحة يقدم تقريرا عن ملابسات حادث تفجير طابا لرئيس الوزراء
الأزهر والكنيسة "إيد واحدة" ضد الإرهاب فى حادث طابا.. المشيخة:عمل إرهابى لا يقره شرع.. الكنيسة:يهدف لإعاقة خارطة الطريق.. دار الإفتاء:التعرض للسائحين منكرٌ عظيم..الأوقاف:نطالب بحد الحرابة على مرتكبيه
الإثنين، 17 فبراير 2014 04:47 م