كاتب: مصطلح "إبادة إسرائيل" اختراع تل أبيب لخدمة أهدافها

الأحد، 16 فبراير 2014 12:26 م
كاتب: مصطلح "إبادة إسرائيل" اختراع تل أبيب لخدمة أهدافها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب اليسارى الإسرائيلى بصحيفة "هاآرتس" جدعون ليفى، إن الدعوة إلى إبادة إسرائيل يتم سماعها فى دولتين فقط هما إيران وإسرائيل، موضحاً أنه فى الأولى يهدر شعار "يجب إبادة إسرائيل" فى الاجتماعات الحاشدة، كوسيلة تحريض فاشلة، أما فى إسرائيل فيعزى بهذه التهمة إلى نصف العالم، كوسيلة فاشلة للتخويف.

وأضاف ليفى، "لنترك إيران، ففى مسيراتها يدعون إلى إبادة أمريكا أيضا، وتغيرت نبرة قادتها مؤخرا، أما فى إسرائيل فالحديث عن خوف متجذر عميق، وعن حملة تخويف وتحريض ترافقه بشكل أكبر، فكل زعماء اليمين، تقريبا، يستغلون الخوف والترهيب من الإبادة، لخدمة أغراضهم بشكل ساخر، وفى إيران وإسرائيل يعلمون أن المقصود ترهيب كاذب وتهديد واهى".

وقال الكاتب الإسرائيلى، "لا أحد فى العالم يتحدث عن إبادة إسرائيل، إنهم ينتقدونها ويدعون إلى مقاطعتها وعزلها، ويحاربون ضد ممارساتها الاحتلالية، ويعظون على تغيير نظامها، طابعها أو شكلها، لكن لا أحد يتحدث عن إبادتها، فالبرلمانى الأوروبى الذى يتجرأ على طرح ضائقة المياه لدى الفلسطينيين ولا يفكر بالإبادة، والمثقفون الذين يدعون إلى مقاطعتها لا يفكرون بإبادتها، ورجال الأعمال الذين يقطعون علاقاتهم الاقتصادية مع الشركات الإسرائيلية الملوثة بالاحتلال لا يفكرون بإبادتها، ولا يفكر بذلك نشطاء السلام وحقوق الإنسان ولا حركة المقاطعة BDS والمفكرين الكبار، بما فى ذلك أكثر منتقديها تطرفا، بل إن غالبية الفلسطينيين يعرفون أن حلم إلقائها فى البحر لن يتحقق أبدا، فباستثناء عدة جهات لا سامية، هاذية وهامشية، لا يفكر أحد فى تدمير إسرائيل، ونحن فقط نصر ونحذر من الإبادة".

وأضاف ليفى، أن إسرائيل التى تعتبر قوة عظمى فى المنطقة وتمتلك مخزونا من الأسلحة لا يملك مثله أحد، وراسخة اقتصاديا، وتعترف بها غالبية دول العالم، تدعى أنها تواجه خطر الإبادة، بينما هى لا تواجه لا الخطر ولا حذاء، فالصراع الدولى الحالى يجرى حول طابعها وعدالتها".

وقال ليفى، "إن مسألة الإبادة هى اختراع إسرائيلى، يخدم أهدافها، ظاهريا، فمن خلال هذا السلاح يمكن للإسرائيليين العودة إلى المكان الذى يشعرون فيه بارتياح، دور الضحية وفى الخلفية، طبعا، تتواجد ذكرى الكارثة، فهى، أيضا، يتم استغلالها جيدا، لأن إبادة إسرائيل تذكر بأفران الغاز والجيتوات، وتذكر، أيضا، بما سمعته شولميت ألونى ذات مرة من جولدا مائير، بأنه يحق لليهود بعد الكارثة عمل ما يريدون، فإذا قال العالم إبادة، يمكن لإسرائيل أن تقول احتلال، وسلب واغتيال، لكن العالم لا يقول إبادة، ولا يمكن لإسرائيل أن تقول احتلال، وسلب واغتيال".

وأنهى ليفى مقاله قائلا، "إن ادعاء الإبادة لا يمت إلى الواقع بصلة، وعلى الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم، أى طابع ستحمله دولتهم، التى تعتبر غالبية المخاطر التى تتربص بها نتاج عمل داخلى".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة