لن تكون فترة سهلة تلك الفاصلة بين استقالة «المشير السيسى» من موقعه إلى أن يصل إلى منصب الرئيس بإرادة الشعب ومساندة الجماهير، سوف تكون فترة شائكة فيها تجاوزات ولا تخلو من تطاول وتصفية حسابات ومحاولات للإساءة للرجل الذى قام بأكبر عملية تغيير فى الواقع السياسى المعاصر منذ «ثورة التصحيح» الذى قادها «أنور السادات» فى 15 مايو 1971 بل وتزيد عليها فى أن التغيير الذى قاده «السيسى» فى 3 يوليو 2013 كان ينتصر به للهوية المصرية ويستعيد شخصية الدولة ومكانتها لذلك تحققت له شعبية جارفة بسرعة غير مسبوقة دفعت به إلى التقدم نحو المنصب الأول فى البلاد.
ولكن الفترة القادمة لن تكون سهلة على المدى القصير فالخصوم فى الانتخابات دائما يستخدمون أسلحة التجريح والتهوين من حجم الطرف الآخر ونشر الشائعات واختلاق الأكاذيب.
فتجربة المرشح لأى منصب هى من أسوأ التجارب فى حياته لأنها تضعه تحت رحمة الغير ويبدو وكأنه يطلب التأييد الذى يجده أحيانا ويفتقده أحيانا أخرى، إن «المشير» سوف يدخل الانتخابات دون حصانة منصبه العسكرى الرفيع وسوف يغرى ذلك من يريد أن يسىء إليه فى تلك الفترة مستغلا الهامش الديمقراطى المتاح فى محاولة لتصفية الحساب أو التجاوز على الكبار فى مرحلة انتقالية، لذلك فإننى أدعو «المشير السيسى» إلى استيعاب ذلك من الآن وأن يدرك وهو الرجل العسكرى الذى أمضى فى القوات المسلحة قرابة أربعين عاما على مبادئ الانضباط واحترام الأقدمية لأن الفترة المقبلة مختلفة، وأنا أظن أن حكمة وحنكة «السيسى» يؤهلان الرجل لتجاوز مصاعب الفترة القادمة.. ليست الانتخابات الرئاسية أبدا نزهة سهلة فى ظل الديمقراطية ومناخ الحريات العامة!
د. مصطفى الفقى يكتب: السيسى وخصومه.. الفترة بين استقالة المشير من موقعه ووصوله لمنصب الرئيس ستكون حاسمة.. والانتخابات الرئاسية لن تكون نزهة سهلة
الأحد، 16 فبراير 2014 08:55 ص