قال المحامى عمر زين، الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، إن المنطقة العربية هى مهد الحضارة بكافة صورها وأشكالها، لافتاً إلى أن الحضارة المصرية بمراحلها المختلفة "البابلية والآشورية والفينيقية والإسلامية والعربية"، هى حضارات ملهمة للشعوب وآثارها بقيت دليلا واضحا على عراقة الدولة المصرية.
وأضاف زين، خلال فعاليات ورشة عمل "التراث الحضارى فى المنطقة العربية"، أن التراث الحضارى للمنطقة العربية يتعرض منذ مئات السنين إلى النهب والتزوير والتدمير والطمس، مشيراً إلى أن المراحل الاستعمارية المختلفة التى مرت على المنطقة العربية استطاعت أن تملأ متاحف الخارج بكنوز الأمة العربية، وما تلاها من نهب وتدمير لآثار دون وضع قانونى رادع لعمليات السرقة.
وأشار إلى أن ما حدث فى فلسطين والعراق يمثل دليلا قاطعا لسرقة ونهب آثار الدول العربية الإسلامية وغيرها، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك كاقتحام المسجد الأقصى من العدو الصهيونى واقتحام وسرقة متحف بغداد الوطنى وتدميره، بالإضافة إلى إتلاف المخطوطات والكتب النادرة والمجمعات العلمية عن عمد وتخطيط.
وأوضح زين، أن ما تشهده المنطقة العربية من ثورات خلال ثلاث سنوات، وما واكبها من انفلات أمنى وعنف وصراعات، تسبب فى تعرض الآثار لهجمة شرسة غير مسبوقة من التدمير المباشر، كما نرى فى سوريا ومدنها التاريخية "حلب وحماة"، وكما رأينا فى مصر وما أصاب "المتحف الإسلامى" من أضرار جسيمة وما حدث فى ليبيا وغيرها.
وأكد أن الأمر لم يقف عند التدمير فقط، بل إلى النهب والسرقة الكاملة الذى حدث فى متحف "ملوى" وكنائس أثرية بصعيد مصر.
وقال د.محمد الكحلاوى رئيس مجلس إدارة المتحف الإسلامى، وأمين عام اتحاد الأثريين العرب، إن آثار مصر وسوريا تعرضت للنهب العام والسرقة فى الفترات السابقة، وإن الخارج استفاد من الآثار المصرية والعربية بدرجة كبيرة من خلال عرض تلك الآثار بالمتاحف والاستفادة منها ماديا.
وأضاف "الكحلاوى"، أن لقاء جمعهم بالرئيس السورى "بشار الأسد"، قال فيه الأسد إن آثار سوريا ربما تدمر بفعل الحرب الجارية فى الشوارع، مشيرًا إلى أن تدمير آثار متاحف "حلب وحماة" هو دليل قاطع على تأثير الحرب الجارية فى سوريا على الآثار.
وأشار "الكحلاوى" إلى أنه لا يوجد اهتمام بالمتاحف والآثار فى مصر والأمة العربية، وأن مستوى الإهمال وصل إلى إلقاء القمامة أمام المتاحف وبناء العشوائيات بجانب الأماكن الأثرية دون تصريحات للبناء، مؤكدا أن الإهمال أخطر من الإرهاب الذى يستهدف الأماكن الأثرية.
خلال فعاليات ورشة عمل "التراث الحضارى فى المنطقة العربية".. "المحامين العرب": آثار بلدان الربيع العربى تعرضت لاعتداءات شرسة.. و"الأثريين العرب": إهمال المتاحف أخطر من تدميرها بفعل الإرهاب
الأحد، 16 فبراير 2014 03:06 م