فى اليوم الثانى عشر من فعاليات المهرجان الختامى، لفرق مسرح الأقاليم فى دورته التاسعة والثلاثين، الذى تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح، تم تقديم العرض المسرحى "14 يوليو" تأليف رومان رولان، إخراج خالد عبد السلام، لفرقة قصر ثقافة هواة المنصورة على مسرح الشباب والرياضة.
ويقدم العرض سلوك الشعب خلال ثلاث أيام قبل قيام الثورة الفرنسية، وكيف تجمعت الطبقات المعدمة والفقيرة والمتشردة وكيف خرج جنود من صفوف الجيش ليحاربون الملكية الظالمة، فمن الملاحظ أن المخرج قد ألتزم بالنص الأصلى كما كتب ولم يحاول إسقاطه على ثورة 25 يناير، ولتظل القراءة الرمزية للنص هى التى تقوم بدورها فى التناسق الذى يحدث تلقائياً بداخل عقل المشاهد.
ويتضح لنا خلال العرض من خلال التجسيد والأزياء والديكور، عمق فلسفة رولان وهو التركيز على البعد الإنسانى بداخل الفرد، كما يظهر لنا أنه أتخذ من الدفاع عن المهمشين قضية جادة عمل عليها كثيراً خلال كتاباته المسرحية، وفى 14 يوليو يتجسد الخوف من فشل الثورة، الصراع النفسى داخل الثوريين، وينتهى إلى أن يتمكنوا من إسقاط الباستيل ذلك السجن العملاق الذى كان يشكل رمز للديكتاتورية والملكية الطاغية، ورغم سقوط آلاف الضحايا، إلا أن الشعب أستكمل مسيرته ليسقط الملكية ولتقام الجمهورية، لينتصر الحق وليتحرر الجميع لكى يتساوى بالعدل كما أقر مانفيستو الثورة الفرنسية الذى قرأه علينا أحد زعماء الثورة على خشبة المسرح.
جدير بالذكر أن رومان هو أديب فرنسى ولد يوم 29 يناير 1866 وتوفى يوم 30 ديسمبر1944، وهو من قادة الفكر الحيث المدافعين عن السلام. وقد حصل على جائزة نوبل فى الأدب لسنة 1915 وكانت الجائزة "بمثابة تحية إلى المثالية النبيلة عن إنتاجه الأدبى ودفاعه عن الحق والحرية"، وعلى غرار فلسفته وهى إعلاء شأن القيم الإنسان والبحث عن الحرية والسير فى كافة السبل التى تؤدى إلى التحرر وعلى رأسها الثورة، ورولان قد نادى بأن يكون المسرح متحررا من برجوازيته، هاجم المسرح الكلاسيكى والمسرح الرومانتيكى داعيا بأن يكون الفن المسرحى صدى لتفكير العصر الذى نعيشه.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عاطف
فنان رائع ومسرحية جميله
فنان رائع يا احمد رجب ليك مستقبل ولله