وزير اﻷوقاف: تدخل وتعنت مكتب الإرشاد حال دون المصلحة الوطنية

قال د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن لقاء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بالمبعوث الأوروبى لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء الماضى بمشيخة الأزهر له دلالات عظيمة على عمق فلسفة الإمام ووطنيته وغيرته لدينه ووطنيته، حيث أسمع الإمام الرجل كلاما ما كان ليسمعه من غيره، ومن ذلك أن اختلاف الثقافات والحضارات والأعراف والتقاليد يولد بالطبع اختلافا فى الحقوق والواجبات، ولا يمكن لحقوق الإنسان فى الغرب التى ترتبط بطبيعة المجتمعات فيه أن تستنسخ وتفرض قسرًا على الشرق، ولا العكس قائم أيضا، فمثلا إذا كانت بعض ثقافات الغرب تقنن وتقر حقوق المثليين فى الزواج، فإن ثقافة الشرق وحضارته تأبى ذلك ولا يمكن أن تتقبله.

وأضاف "جمعة" فى مقال على موقع الوزارة، نقلا عن الإمام الاكبر، أنه إذا كانت حقوق الإنسان فى الغرب لا تسمح بالمساس بالسامية أو إنكار المحرقة المزعومة أو حتى مناقشة أمرها، وتعد ذلك من الجرائم والمحرمات، فإن ذلك لا يمكن أن يكون ملزما للشرق أو مفروضا عليه، فإن هذه السامية المكذوبة أعطت اليهود من الحقوق والميزات ما يقوى مزاعمهم الفاسدة بأنهم شعب الله المختار.

وفى معرض الحديث عن انحيازهم إلى جانب الإخوان المسلمين، قال فضيلة الإمام للمبعوث الأوروبى لا نريد أن تبحثوا عن حقوق أشخاص أو جماعات على حساب شعب بأكمله، وأكد أن الأزهر كان دائما يسعى للمصالحة ولم الشمل، غير أن تعنت فصيل بعينه كان يحول دون إتمامها .

وقال "جمعة" بعد حضورى لقاء الطيب بالمبعوث الأوروبى كان لى أن أسجل الآتى: 1- أن المبعوث الأوروبى كان مندهشا من عمق فلسفة الإمام وصراحته وشجاعته، ولم يستطع أن يخفى إعجابه بهذه الفلسفة العميقة فى رؤية حقوق الإنسان، وأكد أنها جديرة بالنظر والاحترام، وأنه أفاد منها فى رؤيته العامة لحقوق الإنسان، وإن كان قد حاول الجدل فى بعضها.

.2- أن الطرف المتعنت الذى أشار إليه الإمام فى حديثه هو جماعة الإخوان المسلمين، وبخاصة قياداتها العليا فى مكتب الإرشاد التى كانت تتدخل فى اللحظات الأخيرة بما يحول دون إتمام الوفاق أو المصالحة.

3- أن الإمام الأكبر بقيادته الحكيمة للأزهر الشريف قد آثر الانحياز إلى جانب الدولة فى مواجهة العبث والفوضى، وتبنى بقوة ووضوح منهج السماحة والتيسير وفقه التعايش فى مواجهة التشدد والتكفير ودعاة الطائفية.