فيلمان قصيران يستشرفان نهاية الـ"توك توك" بمصر

السبت، 15 فبراير 2014 01:46 م
فيلمان قصيران يستشرفان نهاية الـ"توك توك" بمصر صوره ارشيفية
الأناضول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هكذا هو "الفن الاستشرافى" الذى يتنبأ بالمشكلة قبل أن تحدث، فيتلمس المستقبل ويلملمه فى دقائق معدودات فى فيلم قصير؛ قد لا نشعر بقيمته وقت عرضه إلا أنه مع الأيام نعيش الواقع بفعل مطابق لما شاهدناه فى عمل فنى.

شادى عنانى مخرج فيلم "كان يا ما كان" (2008)، وأسامة العبد مخرج فيلم "توك توك" (2001)، استشرفا واقع المركبة الأصغر فى مصر لنقل المواطنين فى عملين فنيين يكشفان منذ سنوات ما آل إليه الوضع الحالى مع "توك توك" (دراجة نارية بثلاث عجلات) الذى صدر قرار من الحكومة المصرية بحظر استيراده لمدة عام.

وقرر مجلس الوزراء، خلال اجتماعه الأربعاء الماضى، منع استيراد الدراجات النارية كاملة الصنع، و"توك توك" لمدة عام، ووضع ضوابط صارمة عن طريق وزارة الداخلية لترخيص الدراجات النارية الجديدة.

واعتبر عفت عبد العاطى، رئيس شعبة وكلاء وموزعى ومستوردى السيارات بغرفة تجارة القاهرة فى تصريحات سابقة للأناضول، أن "هذا القرار تأخر صدوره 5 سنوات لأن التوك توك والدراجات النارية، وخاصة الصينية، لا يتم ترخيصها، ويستخدم فى ارتكاب جرائم، وأخيرا فى العمليات الإرهابية، لهذا يجب تنفيذ هذا القرار بكل شدة".

ولم يكن يعلم "عنانى" الذى قدّم فيلمه ضمن فعاليات المهرجان القومى للسينما بالمسرح الصغير بدار الأوبرا 2008؛ أن فيلمه الروائى القصير سيتحوّل لواقع ملموس يعيشه أصحاب التوك توك فى عام 2014.

ونجح الفيلم (الذى تتجاوز مدته 4 دقائق بثوان قليلة) الذى أنتجه المركز القومى للسينما، حكومى، فى رصد كيفية انتشار "توك توك" فى الشوارع المصرية بدرجة جعلت منه مصدر عيش لملايين الأسر البسيطة التى ترى فى هذه المركبة ذات العجلات الثلاث أحلامها وآمالها فى توفير وظيفة تدر دخلا يقتاتون منه.

الفيلم طرح الظاهرة على أنها موجودة وغير موجودة فى آن واحد؛ فرغم شيوعها فى عالم الواقع إلا أن غالبية مالكيه لم يقوموا بترخيصه ما يعنى عدم الاعتراف به فى عالم القانون مهما كانت حاجة هذا المالك المادية إليه.

وفى الفيلم نرى البطل الذى تدعو له والدته بسعة الرزق يتمكّن من شراء "توك توك" صغير ليطير فرحًا وكأنه وجد طريق الخلاص من كل الصعاب المادية التى تواجهه وتعرقل زواجه.

وتأتى المفارقة عندما تطارده الشرطة وهو يدق أبواب الرزق بمركبته الصغيرة وتعتدى عليه، وتصادر "التوك توك" وباقى كل أحلام الشاب وتصبح "كان ياما كان".

وفى تجربة فنية أخرى للمخرج المصرى أسامة العبد، جاء فيلم وثائقى بعنوان "توك توك" وثّق فى 5 دقائق ونصف الدقيقة، كيف أصبح أهالى المناطق الشعبية والشوارع الضيقة يعتمدون بشكل كلى على "التوك توك" فى تحركاتهم ليقطعوا به المسافات التى كانوا يقطعونها سيرًا على الأقدام قبل ظهور وسيلة المواصلات هذه فى مصر.

بطولة الفيلم الذى أنتجته شركة "إيمدج باور" (الخاصة) عام 2011، قام بها سائق "توك توك" ظل يعمل بالأجرة لدى مالكه لمدة 3 شهور قبل أن يقرر شراء آخر خاص به ليعمل عليه، ولكن بعيدًا عن منطقته حتى لا يراه أحد ويعلم أنه مع ضيق ذات اليد تحوّل لسائق رغم أنه عاطل من الأساس.

كما وثّق الفيلم للمأثورات التى يكتبها السائقون على خلفية المركبة وكيف هى تأتى من بنات أفكار السائقين، كما رصد طبيعة الأغانى الشعبية التى تكاد تكون بمثابة النشيد الرسمى لسائقى هذه المركبة؛ وكيف أنهم اعتادوا على قيادة مركباتهم فى الشوارع تحت صخب هذه الموسيقى العالية، وكذلك تعامل الشرطة مع السائقين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة