الاقتصاد على خُطى السياسة..خبراء يؤكدون على ضرورة فتح قنوات استثمارية مع "موسكو" خلال المرحلة المقبلة..الاستثمارات الروسية لم تتعد الـ90 مليون دولار وزيارة السيسى ستفتح شهية الشركات للاستثمار فى مصر

السبت، 15 فبراير 2014 08:11 م
الاقتصاد على خُطى السياسة..خبراء يؤكدون على ضرورة فتح قنوات استثمارية مع "موسكو" خلال المرحلة المقبلة..الاستثمارات الروسية لم تتعد الـ90 مليون دولار وزيارة السيسى ستفتح شهية الشركات للاستثمار فى مصر حازم الببلاوى
كتب أدهم السمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت العلاقات المصرية الروسية خلال الفترة الأخيرة الكثير من التطورات منذ أحداث ثورة 25 يناير، ولكن أغلبها بدون فائدة ملموسة خاصة على المستوى الاقتصادى، وسرعان ما بدأت "موسكو" فى البحث لها عن دور فى منطقة الشرق الأوسط من خلال بناء علاقات جديدة مع "القاهرة" مبنية على المصالح المشتركة بينهما، مما دعا الرئيس الروسى بوتين لإرسال وزيرى خارجيته ودفاعه لعمل محادثات جدية مع المسئولين المصريين مؤخراً، وهو الأمر الذى لاقته القيادة المصرية بكل ترحاب، خاصة أن "موسكو" قد تعهدت بمساندة القاهرة من خلال أطر معينة وبروتوكولات دولية، على جميع الأصعدة خاصة السياسية ودعم خطوات مصر فى اتخاذ ما تراه مناسبا لخارطة الطريق.

ومرت سنوات "ضائعة" بدون الاستفادة من الدب الروسى سواء فى مجال التسليح أو المجال الاقتصادى، خاصة أن الاستثمارات الروسية فى القاهرة لا تمثل شيئا، حيث لم تتجاوز الـ90 مليون دولار وهو ما يشبه استثمار شركة تعمل فى السوق المصرى، وليس استثمار دولة كبرى مثل روسيا.

وعلى الصعيد الاقتصادى رحبت الأوساط الاقتصادية بزيارة المشير عبد الفتاح السيسى إلى دولة روسيا مؤخراً، واصفة تلك الزيارة بالممتازة على جميع الأصعدة خاصة التى تعنى بالاقتصاد.

وقالوا لـ"اليوم السابع" إن تلك الزيارة غير أنها تحمل طابعا سياسيا ولكن فى المضمون تحوى مجالات اقتصادية، وسط توقعات بفتح مجالات اقتصادية، والعمل على جذب مشاريع روسية جديدة خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن هناك نية لدى صانعى القرار المصرى للعمل على تقريب وجهات النظر للاستفادة من قبل الطرفين فى جميع القطاعات سواء التجهيزات العسكرية أو الاستفادة الاقتصادية، من خلال بث رسالة قوية لطمأنة الاستثمارات الأجنبية التى ترغب فى الدخول إلى مصر.

وتوقع الدكتور عادل بشاى أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية أن يشهد الاقتصاد المصرى خلال المرحلة المقبلة نشاطاً على جميع الأصعدة، مشترطاً الاستقرار السياسى لمصر بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال بشاى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ان الاقتصاد المصرى سينطلق انطلاقة كبيرة، معتبرا ان لفتح قنوات مع روسيا على الصعيد السياسى سيأتى بالطبع وراءها نواحى واستثمارات اقتصادية.

وطالب بشاى بضرورة الاهتمام بالمجال الزراعى فى مصر، مؤكداً فى الوقت نفسه ان الزراعة من أهم القطاعات الموجودة فى مصر ولكنها لم تلاقى أى اهتمام خلال الفترات السابقة، معتبرا أن أغلب الصناعات تعتمد فى المقام الأول على الزراعة.

ومن جانبه أكد الدكتور أشرف الضبع خبير الاقتصادى ونائب رئيس مجلس الإدارة فى الشركة العقارية للبنوك الوطنية على أهمية هذه الزيارة، موضحا أن روسيا لن تكون بديلا لدول أخرى كبرى ولكنها ستعمل على توازن فى العلاقات سواء السياسية أو الاقتصادية بين مصر والعالم بشكل عام والولايات المتحدة وأوروبا بشكل خاص، مؤكدا أن الزيارة ستفتح شهية الشركات للاستثمار فى مصر خلال المرحلة المقبلة.

واستغرب الضبع من ضآلة حجم الاستثمارات الروسية فى مصر والتى لم تتجاوز المائة مليون دولار تقريبا، واصفا إياها بالصادمة والتى لا تصل إلى حجم استثمارات شركة واحدة.

وقال الخبير الاقتصادى إن على الحكومة ومتخذى القرار سرعة فتح مجالات اقتصادية وطرح مشاريع تنموية حقيقية أمام المستثمرين الروس خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن موسكو لها تأثير إيجابى على دول واقتصاديات كبرى مثل الصين والتى لها استثمارات كبرى فى العديد من البلدان.

وأشار إلى أن روسيا ستفتح مجالات عديدة للتعامل مع مصر، خاصة وأنها تطمح فعليا للعب دور مهم فى الشرق الأوسط، معتبرة أن مفاتيح المنطقة سواء السياسية أو الاقتصادية تملكها مصر نظرا لموقعها الاستراتيجى الهام والذى يؤهلها لهذا الدور المحورى.

ومن جانبه انتقد الدكتور عبدالفتاح أيوب المدير الإقليمى السابق لإحدى الشركات الأجنبية العاملة فى مصر خطوات التأخر فى فتح قنوات استثمارية مع " موسكو" واصفا زيارة المشير عبدالفتاح السيسى بالمهمة جدا حاليا، خاصة فى ظل علاقة غير "حميمة" بين مصر وأمريكا بعد رعايتها لجماعة الإخوان فى مصر وتسترها على أعمالها التخريبية.


وأكد أيوب على ضرورة طرح مشاريع كبيرة أمام الشركات الروسية، خاصة العاملة فى التنقيب عن البترول، منوها إلى ضرورة العمل على زيادة حجم المشاريع الروسية فى مصر خلال المرحلة المقبلة، بجانب ضرورة تواجد استثمارات روسية قوية وكبيرة فى مصر، متوقعا أن ذلك سيفتح شهية الشركات العالمية وفى مقدمتها الشركات الصينية للدخول والاستثمار فى مصر.

وقال إن العلاقات المصرية الروسية سيتم بناؤها على المصالح المشتركة وعلى الندية فى التعامل، مؤكدا ان مصر مقبلة على انفتاح اقتصادى كبير سيؤهلها للدخول إلى الدول الكبرى الاقتصادية والجاذبة للاستثمارات الأجنبية إليها.

وتوقع أيوب زيادة الاستثمارات الروسية فى مصر خلال المرحلة المقبلة على جميع القطاعات فى مقدمتها القطاع السياحى، مؤكدا على ضرورة استقطاب شركات كبرى للتنقيب عن البترول فى مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة