سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 13 فبراير 1945.. فاروق يترك الرئيس الأمريكى "روزفلت" ليتفرج على "كوينسى"

الخميس، 13 فبراير 2014 08:25 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 13 فبراير 1945.. فاروق يترك الرئيس الأمريكى "روزفلت" ليتفرج على "كوينسى" سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الوقت عصرا ،حين وصل الرئيس الأمريكي " فرنكلين روزفلت " علي ظهر الطراد " كوينسي " الي مياه البحيرات المرة وسط قناة السويس يوم 12 فبراير عام 1945 .

كان روزفلت في الطريق الي بلاده عبر البحار، عائدا من مؤتمر " يالطا " الذي ضمه مع الزعيم السوفيتي " ستالين " والبريطاني " تشرشل " وانتهي بتقسيم أوربا الي "شرق" يسيطر عليه الاتحاد السوفيتي ، وغرب تحت هيمنة أمريكا ، وكان من نتائجه تقسيم ألمانيا الي دولتين ،" شرقية " و" غربية " .
كانت زيارة " روزفلت" الي المنطقة إيذانا لعصرها الأمريكي ، ووداعا لعصر طويل من الهيمنة البريطانية ، وحين أطلع الرئيس الأمريكي ، رئيس الوزراء البريطاني "تشرشل" علي نيته للزيارة ، سأله الأخير :" هل تريدني معك في هذه الزيارة ؟" ، فأعتذر له روزفلت مشيرا إلي أنه يفضل أن يتعرف علي زعماء المنطقة وحده ، وكان له ذلك .

في مثل هذا اليوم ( 13 فبراير 1945 ) ، كان لقاء" روزفلت "ب" الملك فاروق " ، في خلفية اللقاء ، أن " فاروق " ملك أكبر بلد عربي والغاضب ورغبة منه في البحث عما يخلصه من الإذلال البريطاني ، وبهذه الحسبة يمكن أن تحل أمريكا بديلا ، فالحديد لا يفله إلا الحديد ، وفي الخلفية أيضا ، أن " روزفلت " هو رئيس الدولة التي حسمت النصر للحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، وتبحث عن أماكن حيوية في العالم تشدها تحت خيمة هيمنتها .
استمر اللقاء ساعات ، وحضره فقط من المسئولين المصريين الي جانب فاروق أحمد حسنين باشا " رئيس الديوان الملكي وصاحب أقوي نفوذ علي " فاروق "، وطبقا لكتاب " ملفات السويس " للكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل والوثائق التي جاءت فيه ، فإن المعلومات بشأن اللقاء ضائعة ، لكن تقريرا مختصرا كتبه الوزير الأمريكي المفوض في القاهرة وقتها ، ويأتي الكتاب بصورة منه ، يقول :" ركز الملك في حديثه علي شكاويه من الطريقة التي يعامله بها السفير البريطاني في مصر اللورد "كيلرن " _اسمه الأصلي " "مايلز لامبسون "_، وأن الحكومة البريطانية لا تستمع الي شكاويه من هذا الطاغية الذي يمثلهم في بلاطه .

بعد أن ذكر " فاروق " شكواه ، ترك حديث السياسية الخاصة تتم بين " روزفلت " و" أحمد حسنين باشا " ، وبعد تناول الغذاء قام الملك بتفقد " الطراد " الأمريكي ليتفرج عليه وعلي قوته ومدافعه الكبيرة .
طبقا لقراءة "هيكل " للحدث ، فإن "حسنين باشا " كان علي استعداد للتفاهم باسم الملك ، لكن روزفلت كان حذرا ، لأنه يعرف أهمية مصر الخاصة لبريطانيا ، وأن إزاحة النفوذ البريطاني من مصر والدخول الأمريكي في أعقابه تقتضي العمل بسياسة الخطوة خطوة ، وأن الخروج والدخول في حاجة لسنوات طويلة ، وأن الأمر أكثر تعقيدا من امتيازات بترول الصحراء ، وإن كان بترول الصحراء أهم في المدي القريب علي الأقل .

انتهي اللقاء بدعوة وجهها روزفلت الي فاروق لزيارة أمريكا ، وتحمس الملك لها ، لكنها لم تتم ، وفي اليوم التالي كان لقاء الرئيس الأمريكي بالعاهل السعودي الملك عبد العزيز في نفس المكان






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة