المصريون حاذوقون يعرفون طريقهم لا يمكن لأحد أن يغيب وعيهم، ولا أن يثنيهم عن عمل يعرفون دورهم، وما يستتبعه من أمور تترتب على اختيارتهم، والوعى بالمحيط هو ما يغذى وعيهم مع بعد الاعتقاد أن ما يسفر عنه الاختيار سيصبح لصيقًا لروحهم يراقبه عقلهم، والمصريون عاطفيون تجاه الاختيار فتنساب روحهم بفعل الوعى والعاطفة إلى منزلقات، ولكن مسئولة فى اختيار الجيد والحسن من الأمور، ويتبع وعى المصريين مزاجًا شعبيًا تغذيه عبر العصور صورة أبو زيد الهلالى والأساطير التى نسجها الوعى المصرى عبر عصور عدة.
فالبطل الشعبى دائمًا ما ينتصر للحق وينتصر لوعى العامة والفقراء، وينتظرون بارقة الأمل أن تحدث ببطل يمحو عنهم جهالة الحاقد المسيطر يشتاقون إلى فعل على الأرض وتضحية، وفداء ويشتمون رائحة البطل فى أقواله وأفعاله.
يريدون من البطل أن ينتشلهم من عثرتهم وأن يقوى يقينهم، بأن غدًا أفضل، فالأمانى المتركمة فى وعى المصريين تنزع إلى فعل بطولى يلتفون حول المخلص وصاحب الرؤى التى تقشع لها الأرض.
لا يريد المصريون ضبابية القول وخيبة الأفعال، بل يريدون صدقًا معلقًا فى رقبة من يلتفون حوله.
لا يريدون اضطراب اللحظة وتشتت الانتباه وفرط الحركة بدون فعل حقيقى يرضى به الوعى والقلب والعقل.
مركزية الوعى تختار البطل والقائد ولها مسار واضح ويريد الوعى المصرى خلقًا من الرفعة والسمو لمصر ووعى الناس بالأحداث والمشاهد ارتبك ما بين مؤيد ومعارض، وفقد الوعى بوصلته.
والتحرك الواعى يصبح كابوسا لأشخاص مهمشين يريدون تمكين لهم ليأكلوا الحرث والنسل، وأضعاف القوة الناعمة للعقل الواعى.
لن يهنأ مخرب لوعى المصريين ولن ينعم بالعيش من يريد لقلب الوعى أن يتوقف عن النبض، ولن يرقد وعى الأمة، والخائب الذليل من يقصد وعى المصريين بسوء فمن أراد وعى مصر النابض بسوء قسمه الله، حفظ الله مصر من كل سوء.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة