يلاحظ الكثير منا أحياناً وجود أشخاص دائماً فى عزلة "متجنب"، أى حوارات أو نقاشات اجتماعية، قال الدكتور مدحت عبد الحميد، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية، إن الشخصية التجنُبية تعد من أبرز اضطرابات الشخصية ويظهر فيها الشخص نمطًا متكررًا من التثبيط الاجتماعى، والشعور بعدم الكفاءة، وفرط الحساسية للتقييم السالب، وتجنب الأنشطة المهنية التى تتضمن تواصلاً بين شخصين خوفًا من النقد والاستنكار والرفض من قبل الآخرين.
ويشعر الفرد المصاب بهذا الاضطراب بعدم الرغبة فى الاندماج والانخراط مع غيره من الناس إلا مع من يحبهم فقط، ويبدو عليه ضبط النفس فى إطار العلاقات الغريبة خشية الشعور بالخزى والنقد.
ودائمًا ما ينشغل صاحب الشخصية التجنُبية بالتعرض للنقد والرفض فى المواقف الاجتماعية المختلفة، فينطوى ويتقوقع على ذاته ويقل تقديره وتوكيده للذات، ويرى أنه غير كفء وأقل شأنًا من غيره وأنه غير جذاب على الإطلاق، ويشعر بالرهبة من الإقدام نحو أى نشاط أو علاقة جديدة لكونها قد تكون محرجة فهو يتسم بالرهاب الاجتماعى، فضلاً عن المعاناة من الشعور بالدونية.
وأكد مدحت أنه قد يظهر معظم الأطفال شعورًا بالخجل والعزلة والخوف من الغرباء، ومن المواقف الجديدة غير المألوفة بالنسبة لهم فى مرحلة الطفولة؛ حيث إن الخجل يعد مظهرًا شائعًا فى هذه المرحلة العمرية ولكنه أيضًا يمكن أن يكون من منبئات الشخصية التجنُبية وذلك إذا ازداد عن حد معين ولكنه يختفى لدى الكثير من الأطفال مع التقدم فى العمر.
وتابع أبو زيد فى المقابل نجد أن الأشخاص الذين يطورون هذا الاضطراب أكثر خجلاً وانطواءً بصورة متزايدة خاصة فى مرحلة البلوغ والمراهقة. أما بالنسبة للفروق بين الجنسين فى اضطراب الشخصية التجنُبية نجد أنه لا يوجد فروق فى نسب الإصابة حيث يتساوى حدوث الاضطراب لدى الذكور والإناث.
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو ابراهيم
علاج