وأكد "الوزير" خلال الاجتماع الأول للجنة العليا لتنمية بحيرة المنزلة فى بورسعيد اليوم كل ما نحتاجه هو الصبر. فما شهدته البلاد من أزمات على مدى سنوات طويلة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن ينتهى بين ليلة وضحاها، ولكن على الجميع أن يثقوا فى أن بلادنا فى الطريق الصحيح، وأن العالم حاليًا يقدر مصر ويضع لها ألف حساب فلسنا تابعين لأحد ولن نقبل أن نكون تابعين وقرارنا نصنعه بإرادتنا وحدنا.
وأضاف الوزير، أن رجال الجيش والشرطة يقدمون لنا كل يوم مثالا على التفانى فى العمل ويضحون بأرواحهم لتحقيق الأمن والاستقرار فى كل ربوع مصر".
وحول تنمية بحيرة المنزلة، أكد الدكتور أيمن أبو حديد، أن البحيرة تواجه مأزقًا حقيقيًا، وإن كان ليس وليد اللحظة بل جاء نتيجة تراكم مشكلات عديدة عبر سنوات طويلة دون البحث عن حلول واقعية وحقيقية لتنمية البحيرة، لافتًا إلى أنه لا توجد مشكلة تواجه البحيرة إلا وأجريت عليها الدراسات وتم تحديد الحلول، ولكن للأسف لم يتم تفعيلها.

وحدد الدكتور أيمن فريد أبو حديد 7 أسباب رئيسية وراء انهيار بحيرة المنزلة على مدى السنوات الماضية، وتراجع إنتاجها السمكى وأبرزها التعديات بالبناء والتوسع الزراعى أو إقامة المزارع السمكية وغيرها.
واستطرد الوزير، أنها تمثل قصورًا شديدًا فى عمل المجتمع المدنى والأجهزة المحلية والأمنية بمحافظات دمياط وبورسعيد والدقهلية، التى تطل على البحيرة وأيضًا قصورًا فى عمل الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، وهو ما سيتم تداركه سريعًا .
واستكمل الوزير خلال اجتماع اللجنة العليا لتنمية البحيرة بحضور اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد، واللواء عمر الشوادفى محافظ الدقهلية، واللواء عبداللطيف محمد عبد اللطيف محافظ دمياط، أن بحيرة المنزلة نشأت نتيجة زلزال ضخم ضرب مصر آنذاك وتحولت بعدها إلى أخصب بحيرة فى مصر للإنتاج السمكى بمساحة 750 ألف فدان، ولكن للأسف تدهورت مساحتها وتراجعت بشدة ولكن الكارثة الحقيقية تتمثل فى تضارب بيانات العديد من الجهات حول مساحة البحيرة الآن، فهناك تقارير تقول 190 ألف فدان وأخرى 175 ألف فدان وثالثة 130 ألف فدان ورابعة 125 ألف فدان، وهو ما يعنى صعوبة وضع خطط لتنمية البحيرة فى ظل تضارب البيانات .
وأشار إلى أن وزارة الزراعة تمتلك بيانات دقيقة عن مساحة بحيرة المنزلة وتم تحديدها بالأقمار الصناعية، ونعمل على تحديثها أولا بأول لمنع التعديات على البحيرة فور حدوثها، ونسعى إلى تدقيق البيانات حتى لا نتعامل مع مجهول مما يجعل مهمتنا بالغة الصعوبة .
وطالب الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، بضرورة مشاركة المجتمع المدنى فى حماية بحيرة المنزلة من التلوث والتعدى عليها، مضيفًا أنه سيطلب من وزيرى الإسكان والبيئة مشاركتهم فى اجتماعات اللجنة العليا فى إدارة بحيرة المنزلة، وأنه لابد من تغليظ العقوبات للمتعدين والمخالفين على بحيرة المنزلة، وهذا يتطلب تعديلات تشريعية، مكلفًا الدكتور محمود حسين، رئيس الهيئة السمكية بإعداد مذكرة حول هذه التعديات لحماية بحيرة المنزلة لإقرارها فى اللجنة العليا لإدارة بحيرة المنزلة فى الاجتماع القادم ورفعها إلى مجلس الوزراء لاعتمادها.
وأكد على وضع مخطط لتنقية مياه الصرف الصحى والصناعى التى تصب فى البحيرة بمشاركة وزارتى الإسكان والبيئة وتطهير البواغيز وإعطاء الأولوية لذلك للحفاظ على الثروة السمكية للبحيرة من خلال خطة قصيرة الأجل.

وسيتم مواجهة أعمال الصيد الجائر للذريعة بكل قوة ويجب أن يكون هناك حملات توعية للصيادين بالبحيرة، للحفاظ على الثروة السمكية للبحيرة، لافتًا إلى أن هناك دورًا رئيسيًا لجمعيات المجتمع المدنى حتى يكون هناك حصص من الأسماك لكبار الصيادين وأخرى لصغار الصيادين، للحفاظ على أرزاقهم أى يكون هناك حوار مجتمعى وتفاهم سلمى فى هذا الشأن بدلا من التراخى فى مواجهة هذا الأمر .
ووعد الوزير بتشكيل لجنة لفحص مياه بحر البقر، حتى لا تلقى بملوثاتها فى بحيرة المنزلة حفاظًا على الأسماك.
وطلب الوزير عدم المبالغة أو التهويل أو التهوين من حجم المشكلات التى تواجهها البحيرة، وخاصة أن اللجنة حددت شهر إبريل المقبل لإنهاء عملها والتقدم بمذكرة عاجلة لمجلس الوزراء بمتطلبات البحيرة المالية لإدراجها فى موازنة الدولة الجديدة منتصف العام الحالى.
وصرح رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية، أن اللجنة ناقشت خطة تطوير وتنمية وتطهير البحيرة من كافة المخالفات التى تؤثر بالسلب على الإنتاج الكلى لها، مشيرًا إلى أن البحيرة تنتج أسماك البلطى والقرميط والبورى والبياض، وقد وصلت مساحة البحيرة حاليا125 ألف فدان بعد أن كانت 750 ألف فدان فى الماضى، نتيجة التعديات وعمليات الردم عليها.
وأضاف حسين خلال اجتماع لجنة تنمية بحيرة المنزلة ببورسعيد، أنه تم اعتماد 300 مليون جنيه لمعالجة مياه الصرف الصحى الصناعى واعتماد 50 مليون جنيه لتكليف هيئة الثروة السمكية بالتخلص من نباتات ورد النيل واستغلال بعض النباتات بعد إخراجها ضمن أعمال تطهير البحيرة فى تصنيع العلف الحيوانى. وأنه لابد من إصدار قرارات لحل المشاكل الأمنية لبحيرة المنزلة وفى مقدمتها القضاء على مسجلى الخطر الذين يقومون بترويع الآمنين.
وذكر رئيس هيئة الثروة السمكية، أن اللجنة قررت اتخاذ عدة إجراءات لمواجهة التلوث من خلال استغلال معالجة مياه الصرف الصحى فى بحر البقر والاستفادة من المياه فى زراعة النباتات لإنتاج الوقود الحيوى فى صحراء بلبيس وإنتاج 40% من البنزين لاستخدامه كوقود.
واستكمل حسين، أن البحيرات المصرية تمثل أهمية كبيرة فى إنتاج الثروة السمكية فى مصر، حيث تنتج بحيرة المنزلة 550 ألف طن من الأسماك بنسبة 35% من الإنتاج الإجمالى فى مصر، والذى يصل إلى 1.4 ملايين طن.
ومن جانبه، قال اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد، أنه تم تخصيص 100 مليون جنيه لمعالجة مياه الصرف الصحى التى تصب فى بحيرة المنزلة وعلاج إطماء البواغيز، مما أدى إلى ارتفاع قاع البحيرة فى جنوبها عن قاعها فى شمالها.
وأضاف المحافظ، أنه تم تدشين حملتين لمواجهة التعديات على البحيرة، حيث نفذت الحملة الأولى فى 25 سبتمبر 2012 تم إزالة 11960 فدانًا، والحملة الثانية فى 5 ديسمبر 2012 تم إزالة 4322 فدانًا، منوهًا إلى أنه جار الاعداد لحملات لمواجهة كافة التعديات على البحيرة.
وقال محمد الفقى، رئيس الاتحاد التعاونى للثروة المائية، إن تشكيل لجنة لإدارة وتتنمية بحيرة المنزلة، لتطيهر وتطوير البحيرة إنجازًا كبيرًا سيعمل على زيادة إنتاجية البحيرة من الأسماك.