الكشف عن مخطط إسرائيلى لعبور "قناة السويس" واحتلال مصر قبل حرب 73.. السفاح "شارون" بدأ تدريب قواته بالعريش والنقب لاكتساح القاهرة.. وديان أجلى عشرات المصريين والفلسطينيين من رفح لإقامة مستوطنة "عميت"

الخميس، 13 فبراير 2014 12:24 م
الكشف عن مخطط إسرائيلى لعبور "قناة السويس" واحتلال مصر قبل حرب 73.. السفاح "شارون" بدأ تدريب قواته بالعريش والنقب لاكتساح القاهرة.. وديان أجلى عشرات المصريين والفلسطينيين من رفح لإقامة مستوطنة "عميت" قناة السويس
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفاصيل جديدة نشرتها الصحف الإسرائيلية اليوم الخميس، عن أسرار ومخططات الدولة العبرية لاحتلال مصر بعد استيلائها على شبه جزيرة سيناء فى حرب 1967، حيث خططت دولة الاحتلال لعبور قناة السويس واجتياح مدن القناة والوصول حتى القاهرة.

وكشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن تل أبيب كانت تخطط لاجتياح مدن قناة السويس وعبور القناة قبل حرب السادس من أكتوبر بعام، وتحديدا فى يوم 20 فبراير عام 1972، حيث تدربت القوات الإسرائيلية على العملية فى أكبر تدريب سرى فى ذلك الوقت أدى إلى إجلاء آلاف المصريين والفلسطينيين من منازلهم بسيناء وصحراء النقب حتى لا يتم كشف أسرار التدريبات.

ووفقا لكتاب "السيرة الذاتية لشارون" الذى صدر حديثا فى إسرائيل قام بتأليفه الكاتب اليسارى الإسرائيلى، والمحرر السابق بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية دافيد لانداو، والذى نشر "اليوم السابع" أمس الأربعاء، مقتطفات منه نقلا عن صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق آرئيل شارون، تسبب فى قتل العشرات من الأطفال والمسنين من بدو سيناء وفلسطين بعد أن تم إجبارهم على ترك بيوتهم قصرا فى ظروف مناخية قارسة تحت درجة حرارة وصلت لصفر.

وأوضحت هاآرتس أن تلك التدريبات كانت من أهم التمارين العسكرية التى قام بها الجيش الإسرائيلى قبل الحرب، حيث عرفت باسم العملية "عوز" الإستراتيجية لتنفيذها فى حال نشوب الحرب مع مصر، ووفقا للعملية "عوز" التى أشرف عليها شارون وبحضور كل من رئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدا مائير، ووزير الدفاع فى حينها موشيه ديان، فإن الجيش الإسرائيلى عليه أن يتدرب لعبور قناة السويس والتقدم بالقتال على الجانب المصرى.

وكشفت التسريبات أيضا التى نشرتها "هاآرتس" نقلا عن الكتاب الإسرائيلى، أن كلا من ديان وشارون اتفقا على تنظيف مشارف رفح من المصريين والفلسطينيين وإقامة مستوطنات على أنقاضهم، كما نشرت الصحيفة العبرية تقريرا مطولا أوضحت خلاله ما حدث فى عملية طرد البدو على مشارف رفح، مشيرة إلى أن هذا الحادث شكل مفتاحا للعلاقات بين اليسار والجيش، فقد دمجت القيادة الأمنية بين المعايير الأمنية والسياسية لتنفيذ عملية الإخلاء الجماعى للبدو سراً، لكن أعضاء "الكيبوتسات" – المستوطنات الكبرى - فى الجنوب لم يسمحوا للقضية بأن تمر بصمت.

وقد بدأت العملية عندما ألمح موشيه ديان، لقائد المنطقة الجنوبية شارون، بأنه لن يكون من السيئ "تنظيف" منطقة مشارف رفح من العرب وإنشاء مستوطنات يهودية هناك، وكان التلميح كافيا لشارون، الذى أمر بتنفيذ عملية الإخلاء الواسعة فى 14 أكتوبر 1972، لحوالى 1500 عائلة من قبيلة "الرميلات"، التى كانت تزرع قرابة 140 ألف دونم، ومقابل عمليات الإخلاء التى استمرت عدة أيام قامت جرافات الجيش الإسرائيلى بهدم المبانى وإخلاء المنطقة لمنع السكان من العودة.

وتم الكشف عن العملية السرية بعد سماع أعضاء من الكيبوتسات لتفاصيل ما حدث من رفاقهم الذين خدموا فى قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلى، حيث قام عدد منهم بإجراء جولة فى المنطقة لفحص الموضوع، ومن ثم خرجوا بحملة احتجاج وحثوا رئيس القبيلة البدوية على تقديم التماس إلى المحكمة العليا.

ونشرت قضية الطرد فى مجلة "أوت" الأسبوعية الإسرائيلية التى كان يصدرها حزب "العمل" اليسارى الإسرائيلى فى ذلك الوقت، ما أدى إلى غضب كبير فى الحزب وردة فعل شديدة من قبل ديان، ولم تتمكن الحكومة من تجاهل الموضوع، وبدأت باتخاذ تدابير لتعويض البدو، وبعد مداولات طويلة قررت المحكمة العليا الإسرائيلية تبنى موقف وزارة الدفاع بشأن الاحتياجات الأمنية التى "بررت" عملية الطرد، واقترح على البدو الاختيار بين الحصول على تعويضات أو أراضى بديلة، وأقيمت على أنقاض القرية مستوطنة "يميت" وغيرها من المستوطنات التى أخلتها إسرائيل لاحقا وفق اتفاق السلام مع مصر عام 1979.

وعن تفاصيل عملية الطرد التى قام بها جيش الاحتلال فى حق البدو المصريين والفلسطينيين فى ليلة قارسة البرودة تسببت فى استشهاد 40 منهم غالبيتهم من المسنين والأطفال، أن شارون الذى كان يعد لتدريب سرى للجيش الإسرائيلى فى عام 1972، أمر بإجلائهم بصورة قاسية مما نتج عن وفاة العشرات منهم.

فقد نفذ شارون قبل عدة أسابيع من التدريب العسكرى الذى حمل اسم "عوز" أى "القوة" والذى رسم سيناريو يفترض اجتياز كتيبة مدرعة لعائق مائى كبير – قناة السويس- لتعزيز مفاهيم الأمن الإسرائيلية فى حال اضطر الجيش الإسرائيلى خلال حرب مع مصر إلى اجتياز قناة السويس ونقل الحرب إلى الأراضى المصرية.

وقد بدأ التدريب فى 20 فبراير 1972، وتواصل لستة أيام تحت غطاء من السرية الكاملة، بحضور رئيسة الحكومة فى حينه، جولدا مائير، ووزير الدفاع موشيه ديان، وقائد الأركان دافيد إليعازر، وذلك بعد أن أمر قائد المنطقة الجنوبية فى حينه، آريئيل شارون، قبل عدة أسابيع من بدء التدريب، بإخلاء 3000 مواطن بدوى من المنطقة المعدة للتدريب، دون أى إنذار سابق، ودون السماح لهم بالاستعداد لمواجهة موجة البرد القارس التى سادت فى حينه.

ولم يتم كشف هذه القضية طوال 42 عاما، حتى بعد معرفة قائد الأركان ديفيد بن إليعازر، وقيامه بإعادة البدو إلى بيوتهم، وتم كشف تفاصيل القضية لأول مرة فى السيرة الذاتية الجديدة لشارون التى الكاتب الصحفى دافيد لانداو، والتى صدرت الشهر الماضى باللغة الإنجليزية، وستصدر لاحقا بنسخة عبرية فى تل أبيب.

ويعتمد كشف القضية على تقرير كتبه المستشرق والباحث فى الحضارة البدوية، الدكتور يتسحاق بيلى، عام 1972، حيث كان قد سمع عن القضية من أحد مشايخ عشيرة الترابيين عندما التقى به فى العريش فى أواخر شهر فبراير من ذلك العام.

وروى الشيخ لبيلى عن طرد البدو من خيامهم ومراعيهم فى منطقة "أبو عجيلة"، واضطرارهم إلى السير لمسافة عشرات الكيلومترات، حتى استقر بهم الأمر إلى الجنوب من جبل حلال بسيناء.

وقال بيلى للكاتب الإسرائيلى، إنه سافر بسيارة الجيب إلى المكان الذى أشار إليه الشيخ، وعثر على البدو، الذين أبلغوه أن ضباط الجيش الإسرائيلى وصلوا إلى مضاربهم فى منتصف الليل، وكان بعضهم يمتطى سيارات الجيب والبعض الآخر الجمال، وأمروهم بترك المكان فورا.

وجرت عملية الطرد على مدار ثلاثة ليال على الأقل، فى 1972، وفى إحدى المرات على الأقل، التى رفض فيها البدو إخلاء خيامهم، قام الجيش بإطلاق النار فى الهواء وبدأ باقتلاع الخيام، واضطر البدو إلى السير على الأقدام فى حلكة الليل، وفى البرد القارس.

وجاء فى الكتاب الذى يسرد سيرة شارون الذاتية استنادا إلى شهادات المستشرق الإسرائيلى، أنه بسبب شدة البرد الذى وصل إلى درجة الصفر، وحالة الإنهاك وغياب مأوى يلجأ إليه البدو على طول المسافة التى قطعوها، لقى ما لا يقل عن 40 شخصاً مصرعهم، وقام البدو بدفنهم فى الطريق. وتمكن بايلى من تصوير 28 قبرا على الأقل.

وروى بيلى أنه عاد إلى العريش وتحدث إلى بعض ضباط الحكم العسكرى، فشرحوا له أنه تم إخلاء البدو بأمر من قائد المنطقة، الذى أبدى اهتماما باستغلال المكان الذى تم تهجير البدو منه، لإنشاء مستوطنة إسرائيلية.

وقرر بيلى، الذى كان ضابطا فى الاحتياط فى حينه، التوجه إلى رئيس الحكم العسكرى "أو ما يعرف اليوم باسم منسق عمليات الحكومة فى المناطق" العميد الركن شلومو جازيت، الذى وعده بفحص الموضوع، لكنه لم يحدث أى شىء.

وقال المستشرق الإسرائيلى إنه قرر التوجه إلى مراسل صحيفة "هاآرتس" فى المنطقة آنذاك، مردخاى ارتسييلى، الذى كان صديقا لشارون ولعدد من الضباط، لكن ارتسييلى اختار عدم النشر عن الموضوع، والمشكوك بأن الرقابة العسكرية كانت ستسمح بنشره آنذاك بسبب الصبغة السرية لعملية "عوز".

ومع ذلك قام ارتسييلى بتبليغ الأمر إلى القائد العام للجيش الذى كان قد أمر قبل عدة أسابيع فقط من ذلك الحادث، بفتح تحقيق فى قضية مماثلة، قام خلالها، بدعم من ديان، بإخلاء البدو من منطقة مشارف رفح، وقد نشر الموضوع فى حينه فى وسائل الإعلام وعصف بالحكومة، ووصل إلى المحكمة العليا، بفضل أعضاء كيبوتس "ها شومير ها تسعير" فى النقب الذين هبوا لمساعدة جيرانهم البدو.

وبعد تلقيه التقرير حول عملية الطرد فى" أبو عجيلة"، سارع بن إليعازر إلى استدعاء بايلى وقرأ التقرير الذى أعده، واتصل على الفور بشارون، وقال بايلى إن دافيد إليعازر فوجئ بما قرأه فى التقرير، وكانت لهجته مع شارون باردة ورسمية، وسأله: لماذا لم يتم إعادة البدو؟ ثم أمره: اهتم بعودتهم غداً، وسأل شارون إليعازر كيف علم بالموضوع، فأبلغه عن التقرير الذى أعده بيلى.

وبعد عدة أيام استدعى شارون بايلى إلى مقر قيادة المنطقة الجنوبية فى بئر السبع، وقال بيلى: "لقد تعامل معى شارون بلطف وروى لى كم يحب البدو، وأنه يزور قبيلة العزازمة، وادعى أنه لم يعرف ما حدث لأولئك البدو، رغم معرفتى بأن الأمر صدر عنه، وتبين لى لاحقاً أنه حاول عرقلتى، وأصدر أمرا إلى كل القواعد العسكرية فى سيناء، بمنع دخولى إليها، وكان على التوجه إلى دافيد إليعازر، لإلغاء الأمر".

وقال بيلى الذى أصبح لاحقا مستشارا لقادة الأجهزة الأمنية للشئون العربية، إنه التقى شارون عدة مرات خلال توليه لمنصبه، وتطورت بينهما "علاقات حب وكراهية" كما يصفها بيلى، مضيفا: "لقد اشتبه بى بشكل دائم، لكنه قدرنى كرجل ميدانى وطلب الاطلاع على تقارير وخرائط قمت بإعدادها".

وقالت الصحيفة العبرية فى نهاية تقريرها المطول إنه ليس من المعروف حتى اليوم، من هى الكتيبة التى تولت تنفيذ أمر الطرد، وقال ضباط خدموا فى تلك الفترة فى قيادة لواء الجنوب وسيناء، أنهم لا يتذكرون الحادث.

وقال الجنرال جازيت، الذى كان أول من توجه إليه بيلى، إنه يتذكر فقط حادثة طرد البدو من رفح، ولكنه لا يذكر حادثة "أبو عجيلة"، مضيفا للصحيفة فى ذلك الوقت أنه تم تنفيذ عدة تدريبات لاجتياز قناة السويس، لكنه لا يتذكر بالذات ذلك التدريب.

وفى أول تعقيب للمتحدث العسكرى الإسرائيلى حول نشر تفاصيل تلك العملية التى قادها شارون، قال: "إن الحادثة معروفة وموثقة فى قسم التاريخ فى شعبة العمليات، ولكن الجيش ليس معنيا بالتعقيب".

وقال بايلى إنه لم يتم محاسبة أحد على حالات الموت التى وقعت فى حينه، وإنه لم يفكر بذلك شخصيا، وكل ما أراده هو إعادة البدو إلى بيوتهم وهذا ما حدث، مضيفا: "يجب أن نتذكر الواقع فى حينه، لم ينتقد أحد الجيش ولا الجنرال شارون، الذى أصبح معبودا بعد حرب الأيام الستة - 1967 - حينه كنت لا أزال باحثا فى الثلاثين من عمرى.. لقد كانت معاملة السلطة للبدو مهينة، وشارون اعتبر كل من وقف فى طريقه، وخاصة إذا كان عربيا، عقبة زائدة يجب إزالتها.. لقد أراد تنفيذ تدريبه الكبير ولم يهمه المس بالمدنيين، وكان يمكن نقلهم بشكل مؤقت، وإنسانى، والاهتمام بتوفير سبل المواصلات والملاذ لهم، وإعادتهم بعد ذلك إلى بيوتهم.. لكن هذه المسألة لم تهمه"، على حد قوله.



موضوعات متعلقة

كتاب جديد يكشف مذبحة لشارون فى حق مصر عام 1972.. السفاح أجبر 30 ألف مصرى من بدو سيناء والنقب على إخلاء مساكنهم قصرا لإجراء تدريبات عسكرية.. عشرات الأطفال والمسنين لقوا حتفهم فى درجة حرارة وصلت للصفر






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة