صدمت من مبادرة د.حسن نافعة للتصالح مع الإخوان، أى تصالح ينفع مع تجار الدم والدين، هولاء الذين مزجوا الحق بالباطل التحريض بالتجريج الدم بالعذاب فى كأس واحدة وجعلوها شرابا للشعب طيله 8 أشهر ومازالوا، أى تصالح ينفع مع هولاء الذين فقدوا العقل واذاقوا الشعب المرار أكثر من سنتين.
لا تصالح مع من فسد وأفسد مع من رشى وارتشى مع من تاجر بآلام الشعب من نظام مبارك، ولا تصالح أيضًا مع من وضع يده فى يد بقايا هذا النظام وبدم بارد قتل الثورة وأحلام الثوار، لا تصالح مع من ألبس الباطل ثوب الحق وزينه بالدين ليضفى عليه قدسية عدم المساس به.
وما استوقفنى بحق فى المبادرة نقطة واحدة الا وهى " تعيين وسيط محايد يحظى بقبول طرفى الصراع لإجراء المفاوضات والاتصالات، عفوًا د. حسن نافعة لا يوجد طرفا صراع، بل يوجد شعب أمام جماعه فقدت عقلها واختل توازنها، فأصبحت تتحالف إما مع قتلة محليين أو خارجيين.
كيف تدعونى للتصالح معهم وعباراتهم المحرضة مازالت ترن فى أذنى، كيف تدعونى للمصالحة ومازالت الدماء تجرى أنهارًا فى الشوارع، كيف تدعونى للمصالحة وهم يهددون يوميًا إما قولا أو فعلا إما أن نكون سوريا أو نكون العراق، كيف تدعونى للمصالحة والقتل قد طال الكل الأطفال والنساء والشباب والرجال مدنيين أو عسكريين.
سيدى لا أشكك فى نواياك ولكن أرى أنك لا تقدر الموقف حق قدره، فالوجه الطيب للجماعة التى ظلت تنصب به على الشعب طيله 30 عامًا قد سقط، حقا لم نكن نعلم خسة هذه الجماعة وحلفائها، نعم كنا نراهم اهل دين وسياسة، وقد اثبتت الأيام أنهم لا هذا ولا ذاك.
ما هم إلا مجموعة قتلة، وما يفعله الآن ما هى إلا حيلة من حيلهم لحرق الوطن، لا أرى محلا للإعراب من هذه المصالحة، ولا أرى أنهم يريدون مصالحة، هم يريدون هذه الحالة التى هم فيها الحالة الكربلائية، أن يخرجوا يبكون ويولون على قتلاهم وأن تكون رابعة هى كربلاء مصر.
تذكر من سقطوا من الشهداء أيام حكم مرسى، تذكر الوعود التى قطعوها على أنفسهم قبل الرئاسة، ولم يحققوا منها شيئًا، تذكر الآباء والأمهات والأزواج والأطفال الذين يبكون ذويهم حتى اليوم مابين شهيد من جيش وشرطة وما بين مسجونا فى عهدهم.
سيدى لقد طفح الكيل بالشعب من هذه المبادرات، التى تخرج بين الحين والآخر، هذه المبادرات التى تحوى بين طياتها الكثير من الخبث أو السذاجة ما معنى طرفى صراع، هل نحن بين قوتين متساويين لنقول طرفى صراع، نحن كما قلتها سابقا بين شعب وجماعة.
جماعه مارقة ضربت عرض الحائط بالقانون، والأخلاق، والأعراف، وحتى بالعهود، وهامت فى الشوارع كالمجنون تبحث عن من تقتله، من أراد أن يتصالح مع هذه الدولة ومع شعبها فليترك السلاح بلا قيد أو شرط وليرفع يديه للسماء متضرعًا أن يغفر الله له ما فعله مع هذا الشعب، وليندم ويبكى حتى تبتل وجنتها على ما فعله فى هذا الشعب، ويعزم على ألا يعود لمثل هذا بينه وبين ربه طالبًا من الله أن يتقبل ومن الشعب أن يصفح وينسى، إما أن تجلس الدولة معه فلن تجلس.
ولا أجد ردًا حكيمًا بليغًا على هذه المبادرة إلا هذه الأبيات من شعر أمل دنقل:
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هى أشياء لا تشترى..:
