فى إطار سعى القائمين على متحف محمود درويش فى رام الله إلى إعادة جسور التواصل مع المثقفين العرب عبر برنامج "مبدع فى حضرة درويش" استضاف البرنامج الكاتب الكويتى سعود السنعوسى، الحاصل على جائزة البوكر العام 2013.
وقال سعود السنعوسى، الروائى الكويتى، إنه تفاجأ بهذه الحفاوة التى لقيها فى فلسطين.
وشارك السنعوسى، أمس الاثنين، فى برنامج "مبدع فى حضرة درويش" تحدث فيه عن تجربته الأدبية فى كتابة الرواية وقراره بالقدوم إلى فلسطين رغم العديد من الأصوات التى دعته للعدول عن الفكرة.
وقال "يبقى أن أقول فى البدء إننى كنت قلقا (من الحضور إلى هنا)... وهناك مواقف صعبة.. الكثير من الأصوات طلبت منى عدم القدوم ولكنى سألت من أتوا وقررت القدوم."
ومرت العلاقات الفلسطينية الكويتية بأوقات صعبة فى التسعينات من القرن الماضى بعد الغزو العراقى للكويت وتأييد بعض المسئولين الفلسطينيين لذلك المر الذى ادى إلى طرد مئات ألاف الفلسطينيين العاملين فى الكويت بعد تحريرها.
وبدأت هذه العلاقات تعود إلى سابق عهدها بعد زيارة رسمية قام بها الرئيس الفلسطينى محمود عباس عام 2004 على رأس وفد رفيع قبل ان يتولى منصبه الحالى وقدم اعتذارا رسميا وعلنيا عن الموقف الفلسطينى من الغزو العراقى للكويت.
ونجح عباس قبل عام فى اعادة العلاقات الدبلوماسية الفلسطينية الكويتية وعين سفيرا بعد انقطاع استمر 22 عاما.
وقال السنعوسى (32 عاما) الذى بدا عليه التاثر الواضح من استقبال الناس له "لابد أن أتحدث عن سعادتى منذ وصولى وأنا متفاجئ بهذه المحبة. سعيد أن أكون فى فلسطين لأول مرة ولن تكون الأخيرة."
واستعرض السنعوسى جملة من ظروف كتابته لروايته الأخيرة (ساق البامبو) التى كانت زيارته إلى الفلبين جزءا أساسيا فيها.
وقال "لن أدعى أننى سافرت إلى الفلبين من أجل كتابة الرواية ولكن زيارتى إلى هناك لإمضاء بعض الوقت وما حدث فيها قادنى إلى كتابة هذه الرواية."
وأوضح السنعوسى، أنه استفاد كثيرا من تجربته فى كتابة روايته (سجين المرايا) وتعلم الكثير من النقد الذى وجه إليها.
وقال "أهم ما تعلمته أن الرواية حدث فلا يجب الإغراق فى الوصف إن لم يكن هناك حدث."
وظهر من النقاش الذى جرى بعد العرض الذى قدمه السنعوسى لروايته أن هناك العديد من الفلسطينيين من قرأ هذه الرواية حتى أن أحد أساتذة جامعة بيرزيت اختارها لتكون مرجعا لطلابه فى الدراسات العليا.
واختلطت أمسية السنعوسى التى عادة ما تخصص للأدب بالسياسة التى طغى على مشهدها العلاقات الفلسطينية الكويتية.
ووعد السنعوسى أن ينقل كل ما رآه والحفاوة التى لقيها إلى أبناء جيله فى الكويت على ألا تكون هذه زيارته الاخيرة.
ووصف القيادى الفلسطينى نبيل عمرو الذى حضر الأمسية الكويت بأنها "توأم فلسطين الفعلى."
واستمع السنعوسى إلى كثير من الإشادة والإعجاب ممن قدموا مداخلات بعد انتهائه من عرض تجربته الإبداعية التى حاوره فيها إيهاب بسيسو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة