غادر " حسن البنا " مؤسس ومرشد جماعة الإخوان ،مقر جمعية الشبان المسلمين ، استوقف تاكسي لينقله الي بيته ، كان بصحبته صهره ، حينما هم التاكسي بالسير تقدم شخص ملثم ضخم الجسم ، أطلق عدة طلقات نارية علي "المرشد "، أصابته الطلقات ، ثم استدار القاتل ليركب سيارة كانت في انتظاره ، ويختفي .
تحمل حسن البنا الإصابة ، وطلب من التاكسي أن يتوجه به الي مستشفي القصر العيني ، لكن المشرف علي عملية الاغتيال "القائم قام محمد وصفي بك" ، قائد حرس الوزارات أمر بتعقبه ، وإنهاء حياته تنفيذا للأوامر الملكية ورئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي .
المثير ، أن " وصفي"، أطلق علي نفسه رصاص مسدسه وانتحر ، بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 ، عندما عرف أن دوره في عملية الاغتيال انكشف ، وأن هناك أمرا صدر بالتحقيق معه ، بعد ضبط "الثورة" لوثائق في قسم البوليس السياسي ، فيها اسمه ودوره في العملية ، ومن يعود الي الصحف الصادرة وقتئذ ، سيشاهد صورة لوفد من ضباط الثورة يتقدمهم اللواء محمد نجيب والبكباشي جمال عبد الناصر أمام قبر حسن البنا ، وكان والده في استقبالهم ، أما المناسبة فكانت ،التوصل الي المتهمين في القضية .
في وقائع عملية الاغتيال التي جرت في مثل هذا اليوم 12 فبراير 1949 ، أن هناك من أبلغ الملك فاروق بما حدث ، وأنه فرح ،واعتبر التخلص من " البنا " بمثابة الهدية الثمينة له في عيد ميلاده التاسع والعشرين ( مواليد 11 فبراير 1920 ) ، وفي التفاصيل أيضا ، استلام الجثة ليلا سرا طبقا لتعليمات عليا تمنع أيضا نشر نعي أو عزاء أو إقامة جنازة ، وعدم الاستعانة بأي " حانوتي " للتكفين والدفن ، وقام والده المسن بهذه المهمة مع زوجته وسيدات من الأسرة ، وحمل هؤلاء فقط الجثمان الي مثواه الأخير .
انتهت حياة حسن البنا بهذه الخاتمة ، بعد 21 عاما من تأسيس جماعة الإخوان ، وبعد 46 عاما من عمره ، وبعد مسار عجيب في علاقة " البنا " ب" الملك فاروق " ، فبينما كان " البنا " يتحدث في البدء عن "جماعة" دعوية ، سار هو بالأحداث الي جعلها " جماعة " سياسية ، شغلت مساحة كبيرة علي الساحة ليس بكثرة عددها وقوة تنظيمها وفقط ، وإنما ب" لعلعة السلاح " الذي استخدمته لتصفية رموز تخاصمها بقوة .
اللافت في هذه القصة ، أن سلوك "الجماعة " في الاغتيالات والعنف وقتئذ ، سبقه كم هائل من النفاق ل" الملك " ، لم يحميها من اغتيال مرشدها ، في إحدي مقالات " حسن البنا " علي صفحات جريدة " الإخوان المسلمين " يكتب عن " الملك المسلم " الذي هو حامي المصحف الشريف ، وكيف أنه ينبذ المعتقدات البالية ، ويتسلح بالقرآن الكريم الذي ضمه الي قلبه ومزج به روحه ، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل صدرت أوامر المرشد العام ل "فرقته العسكرية " بالتوجه الي قصر عابدين ، لمبايعة الملك " المعظم " علي كتاب الله وسنة رسول الله صلي اله عليه وسلم ، وتكررت المبايعة في عيد الجلوس الملكي .
سعيد الشحات يكتب ذات يوم .. 12 فبراير 1949.. اغتيال حسن البنا.. والملك فاروق يعتبر قتله أثمن الهدايا
الأربعاء، 12 فبراير 2014 08:23 ص
سعيد الشحات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
وقبلها كان قاتل التقراشى باشا رئيس الوزراء المصرى - والقاضى المصرى احمد الخازندار
القتل والارهاب عقيدتهم لايتخلون عنها -لفظهم الشعب