رئيس تحرير صحيفة الخليج الكويتية يكتب: لماذا المشير السيسى؟

الأربعاء، 12 فبراير 2014 10:02 م
رئيس تحرير صحيفة الخليج الكويتية يكتب: لماذا المشير السيسى؟ رئيس تحرير صحيفة "الخليج الكويتية" أحمد بهبهانى
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب رئيس تحرير صحيفة "الخليج الكويتية" أحمد بهبهانى مقالا له اليوم، الأربعاء فى صدر الصحيفة بعنوان "لماذا المشير السيسى؟" يؤكد فيه أن الاهتمامات العربية بمتابعة ما يجرى فى مصر ليس تدخلا فى شئونها، إنما لأن مصر دولة محورية ورائدة، فأصبح ما يجرى بها شأن عربى وإقليمى ودولى.

نص المقال:

حاجة بنا أن نذكر بأن مصر ليست دولة عادية، وأنها دولة محورية رائدة وقائدة، وأن ما يجرى فيها يتعدى بشكل أو بآخر كونه شأنا مصريا خالصا، ليصبح شأنا عربيا وإقليميا ودوليا... ومن ثم فإن الاهتمام بالتطورات الجارية فى مصر الآن لا يعد تدخلا فى شؤونها الداخلية، فنحن أحرص الناس على احترام مبدأ عدم التدخل فى الشأن الداخلى للدول الأخرى، حتى لو كانت دولا شقيقة، وإنما هو من قبيل الاهتمام والانشغال بمصير الأمة كلها، والتى تمثل مصر القلب النابض لها.

من هنا يأتى اهتمامنا بما يجرى فى مصر، ليقيننا بأنه شأن عربى يهم كل مواطن ينتمى إلى هذه الأمة، وبدرجة أكبر يهمنا نحن فى دول مجلس التعاون الخليجى، حيث تمثل مصر بالنسبة إلينا عمقا استراتيجيا غير عاد ى، زادته التجارب والمحن قوة ورسوخا، وأثبتت دوما أن هناك ارتباطا مصيريا بيننا وبين مصر، لا انفكاك منه، ولا يمكن العبث به أو تعريضه للاهتزاز والضعف.

ولا شك فى أن أكثر ما يشغل المصريين والعرب حاليا هو: من سيقود مصر خلال المرحلة المقبلة؟ حيث ستحدد الانتخابات الرئاسية التى ستجرى خلال الأسابيع القادمة هوية المرشح الذى سيختاره الشعب المصرى رئيسا له... ولم يعد خافيا على أحد أن ترشح المشير عبدالفتاح السيسى بات احتمالا مؤكدا، وذلك نزولا عند رغبة شعبه الذى طالبه، ولايزال يطالبه، بخوض هذا الاستحقاق المصيرى، استشعارا منهم بأن مصر فى حاجة اليوم وغدا إلى رئيس قوى قادر على أن يقودها إلى مرفأ الأمان والاستقرار، وأن يجمع شتاتها ويوحد صفوف أبنائها، ويزيل من نفوسهم ما خلفته جراحات وعذابات السنوات الثلاث التى أعقبت ثورة 25 يناير.

ومن فضل الله وتوفيقه أن رؤيتنا فى الكويت ودول مجلس التعاون الخليجى تتفق، بل وتتطابق، مع رؤية أشقائنا فى مصر إزاء هذا الأمر، فنحن نرى أيضا أن المشير السيسى هو الخيار الصحيح، مصريا وعربيا، وقد سبق أن أشرنا فى افتتاحيات سابقة إلى ما لمسناه فى الرجل، خلال لقائنا به قبل أشهر فى القاهرة، من إحاطة شاملة بقضايا بلده وأمته العربية، وإدراكه الواعى لمدى الارتباط الحيوى والمصيرى بين مصر وشقيقاتها، وأهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجى بشكل خاص، ويقينه التام بأن كلا منهما يمثل عمقا للآخر.

وعلى الرغم من أن معظم ممثلى النخبة المصرية يدركون ذلك أيضا ويعونه جيدا، فإن وعى المشير السيسى به أكثر إحاطة وشمولا، فضلا عن كونه مؤسسا على خبرة وممارسة هائلتين، صقلتهما السنوات الطويلة التى قضاها فى مواقع قيادية مهمة بالقوات المسلحة. وفى حسباننا أيضا، ونحن نسوق هذا الرأ ى، ونؤكد هذا الموقف، أن مصر لم تعد تحتمل «التجريب»، وأنه من غير المعقول أن يظل هذا البلد الكبير والزاخر بالخبرات والثقافات والكوادر البشرية الهائلة، مسرحا لـ «التجربة والخطأ»، أو عرضة لـ «المجهول» الذى لا يدرى أحد كنهه أو طبيعته، وأنه قد آن الأوان لقيادة خبيرة وتحظى أيضا بأكبر قدر من التوافق الوطنى عليها، وهو ما يتوافر فى المشير السيسى الذى اجتمع المصريون حوله خلال الفترة الماضية، ورأوا فيه أملهم وحلمهم نحو وطن موحد، ومستقبل يتسم بالاستقرار.

نعم الاستقرار الذى هو كلمة السر لإحداث أى نهضة أو تنمية، فمن المستحيل أن تدور عجلة الاقتصاد والاستثمار والسياحة والإنتاج فى كل القطاعات، ما لم يكن هناك اطمئنان تام إلى أن الأمن قد ساد البلاد، وأنه لا خوف على مستثمر أو سائح إذا فكر فى القدوم إلى مصر، وأن الأجواء قد عادت طبيعية، بحيث يصبح كل إنسان آمنا من دون حاجة إلى قوة شرطية ترافقه أو تحرسه، أى عندما يصبح المجتمع كله آمنا مطمئنا وحارسا لبعضه البعض، وساهرا على تحقيق الاستقرار والازدهار لكل من يقيم على أرض مصر.

ومرة أخرى فإننا فى دول مجلس التعاون ندرك أكثر من غيرنا قيمة هذا البلد الكبير مصر، وأهمية أن يعود رائدا وقائدا لأمته، ورديفا لأمن واستقرار كل دول هذه الأمة، وندرك كذلك أهمية أن تكون قيادته قوية ومرغوبة أيضا من أبناء شعبها، فبرغم كل التطور الذى أحرزته الأمم والشعوب فى الاتجاه نحو الديموقراطية والمشاركة الشعبية فى الحكم، يظل للقيادة الحكيمة صاحبة الرؤية وزنها وقيمتها فى نجاح الدولة وبلوغها مرفأ الأمان.

وبعيدا عن أى إملاءات، أو محاولة من أى نوع للتأثير على توجهات أشقائنا فى مصر، فإننا موقنون بأن هذا الشعب الشقيق يعرف كيف يختار الأصلح لحكمه ولقيادته خلال السنوات الصعبة المقبلة، ويعرف أيضا أن أمته العربية تتطلع إليه وتتمنى أن يجتاز بنجاح هذا الاختبار العسير... ومن المؤكد أن تجربة ما بعد ثورة يناير، وما حفلت به من استحقاقات سياسية، وعثرات اقتصادية واجتماعية، قد علمته الكثير، وأنها ستشكل له البوصلة الهادية نحو الاختيار الصحيح الذى لا يتركه نهبا للرياح والاهتزازات السياسية، وينأى به عن الصراعات الدموية، ويجنب مؤسساته الحامية لوحدته وتماسكه مخاطر الانقسامات والانشقاقات التى ضربت دولا أخرى فى المنطقة، وخلفت فيها الخراب والدمار. حفظ الله مصر وشعبها، وهداها إلى الخير والأمن والاستقرار... هى وكل أمتها من حولها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة