قال هشام النجار، الباحث الإسلامى: "إن هناك متغيرات على الساحة الدولية يجب وضعها فى الاعتبار، وإدراك انعكاساتها بالشرق الأوسط قبل تقييم خريطة التحالفات الجديدة، وأهمها أن الولايات المتحدة الأمريكية تتخلى تدريجياً عن كونها القوة العظمى الوحيدة فى العالم، وتسعى بإرادتها لاستعادة الشراكة الروسية".
وأضاف النجار فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أن أمريكا تتخلى عن بعض مواقع نفوذها الاستراتيجية لصالح روسيا لإعادة التوازن لقمة العالم وفق خطة مدروسة تنقذ الولايات المتحدة من السقوط بعد الاخفاقات المتكررة فى الشرق الأوسط والأعباء التى تحملتها نتيجة التدخل المباشر فى كثير من ملفاته الشائكة، خاصة فى العراق وأفغانستان.
وأوضح ذلك، من قبول الولايات المتحدة الاتفاق النووى الإيرانى الغربى الذى حال دون إنتاج سلاح نووى بدون الدخول فى مواجهات عسكرية، وكذلك فى نجاح التوصل الى اتفاق بشأن السلاح الكيميائى السورى، مقابل التخلى عن توجيه ضربة عسكرية بعد إعلان أمريكا رسمياً عزمها على ذلك.
وتابع: "كان لروسيا الدور الأهم فى هاتين القضيتين، وكان واضحاً خلالهما مدى التفاهم وحجم التنسيق والتناغم بين الجانبين الأمريكى والروسى، والولايات المتحدة تسعى لانقاذ نفسها بالتخفف من أعباء ومسئوليات الشرق الأوسط مع الاتجاه شرقاً إلى الصين والهند مع الحرص على ملئ الفراغ الذى تتركه بنشاط وحضور روسى.
واستطرد "لن يكون سيناريو التعامل مع الملف المصرى مختلفاً، بل سيأتى داعماً لهذا التوجه الثنائى الجديد فى المنطقة، وقد لاحت بوادره بزيارة الوفد العسكرى الروسى قبل شهرين، والحديث عن صفقة الأسلحة الروسية لمصر والتى تمولها جهات خليجية، ثم الزيارة الحالية للمشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، لروسيا كأول زيارة خارجية له بعد 30 يونيو مع قوة المؤشرات التى تؤكد عزمه على إعلان ترشحه للرئاسة.
وقال: "لن يكون هذا التغير فى صالح كثير من التيارات والأحزاب المصرية التى أمعنت فى الاتجاه غرباً، وستجد هذه القوى صعوبة فى إعادة التوازن لمواقفها السابقة، بينما يبدأ السيسى مشواره السياسى بالتحرك وفق قواعد اللعبة الدولية الجديدة".
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر
اللهم احمي مصر