د. مصطفى النجار

مزيكا فى المترو

الثلاثاء، 11 فبراير 2014 08:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت من ركاب مترو الأنفاق فقد تصادفهم فى أى محطة يعزفون الموسيقى، ويشيعون حالة من البهجة والمرح بأغانيهم التى يلتف حولها الناس، خمسة شباب مصريين فى بداية العشرينيات، أربعة منهم مهندسون هم جون وأمير وأحمد وإسلام، وخامسهم أندرو عاطف خريج الموسيقى العربية، جمعهم حب الموسيقى، وشعروا أن المصريين أصابهم الحزن والكآبة بسبب الأحداث المتتالية التى أنهكت الجميع، لذلك كان مشروعهم (متروتون) الذى عبروا عنه قائلين: الناس تستاهل إنها تتبسط وتغنى وإحنا قررنا ننزل نقعد معاهم ونغنى معاهم ونخليهم يفرحوا شوية بدل الهم والألم اللى همه فيه.

صناع البهجة ينزلون بجيتار وعود وكمان وطبلة، ينتقلون من محطة مترو إلى محطة أخرى، ورغم أن ما يقدمونه للناس مجانى لا يطلبون له مقابل، إلا أنهم لم يسلموا من مطاردات أمن المترو الذى يقوم كثيراً بإنهاء وصلاتهم الغنائية خوفاً من التجمهر وتجمع الناس حولهم، رغم أن أغانيهم هى أغانى التراث الوطنية والعاطفية، وليس لهم أى اتجاه سياسى، وإنما هدفهم الوحيد إدخال الفرحة على قلوب المصريين. يصف جون خليل أحد مؤسسى الفكرة فرحة الناس بهم وهم يستمعون لغنائهم وموسيقاهم ويقول: الناس شايلة جواها حزن كبير، ونفسها تفرح حتى لو لحظة، عشان كدا بيتجمعوا حوالينا ويصقفوا ويغنوا معانا، الموسيقى بتفرح الغلابة أوى، والناس غلابة مفيش معاهم فلوس، يروحوا بيها حفلات موسيقى وغنا، التذكرة فيها بالشىء الفلانى اللى ممكن الناس تحب توفره عشان تأكل عيالها، وتكفى مصاريفها عشان كدا إحنا بننزل للناس دى وبنديهم الموسيقى والغنا ببلاش لأن ليهم حق يفرحوا حتى لو فقراً. رحلة الحصول على تصريح للغناء داخل محطات المترو طويلة، تبدأ من إدارة العلاقات العامة بالمترو، ثم الحصول على موافقة مديرية الأمن، ثم موافقة رئيس خط التشغيل ثم العلاقات العامة مرة أخرى، ورغم أن الشباب يسيرون بجد فى هذه الخطوات حتى لا يضايقهم أو يمنعهم أحد، إلا أنهم حتى الآن لم يستطيعوا الحصول على أى تصريح وتحدث لهم مواقف سخيفة، يتم فيها إنهاء وقفاتهم الغنائية من قبل الأمن، ووصل الأمر إلى التهديد باحتجازهم وحبسهم فى حالة رفض التوقف عن الغناء والعزف.
فى أمريكا وكثير من الدول ينتشر هؤلاء العازفون الذين يقومون بالعزف فى محطات المترو والشوارع، ويضعون أمامهم صندوقاً يضع الناس فيه ما تجود به أنفسهم، تعبيراً عن دعمهم للفن والمبدعين، ورغم أن مشروع متروتون لا يجمع أى نقود، ولا يقبل أى هبات من الجمهور، إلا أن الدولة لم تستطع حتى الآن التفاعل مع هذه الظواهر الشبابية الإيجابية وتتعامل معها بالمنظور الأمنى فقط. شباب (متروتون) رغم المضايقات والمطاردات التى تحدث لهم فى كل مرة ينزلون فيها للعزف والغناء للناس إلا أنهم مستمرون حتى الآن، ولا يطلبون من الدولة سوى أن تتركهم يعزفون ويغنون من أجل الناس لإدخال البهجة والفرحة على قلوب المصريين. تجربة هؤلاء الشباب نموذج للإيجابية، والعطاء للوطن والناس، كلُ بطريقته وجهده وبذله بما يستطيع، يجب أن نشكر هؤلاء الشباب لأنهم لم يجلسوا على النواصى لتعاطى المخدرات أو ممارسة التحرش أو البلطجة أو الوقوع أسرا للأفكار المتطرفة، وإنما جعلوا هوايتهم إسعاد الناس بالفن.

أثق فى رجاحة عقل السيد وزير الثقافة الذى عهدته داعما للإبداع والشباب، وحريصا على تذليل العقبات أمامهم بكل ما يستطيع من جهد، وأنتظر منه أن يتحرك بالتنسيق مع الداخلية ووزارة النقل، والجهات المختصة لإزالة العقبات أمام هؤلاء الشباب، وكل هذه التجارب التى يعنى انتشارها فى الشارع تغيير صورة مصر لدى زوارها وإسعاد الناس. حاربوا التطرف بالفن وداووا أحزان الناس بالموسيقى وارسموا طريقا للمستقبل الذى يتمناه الشباب لوطنهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور حسن حجاج

يا ريت تقولنا على حاجة واحدة مفيدة عملتها لمصر طيلة الثلاث سنوات الماضية !!

عدد الردود 0

بواسطة:

عاشق بهيه

فين الكبير

ياريت تقول لنا اية رآي الكبير في الموضوع ده !

عدد الردود 0

بواسطة:

الأستاذ أحمد بالتعليم العالى

حضرتك عايش معانا ! بتكلمنا فى مزيكا و غناء و جيتار ! مصر فى حرب يا أخ

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم ابو السعود

نموذج ممتاز من الشباب

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال الجمل

الشجره المثمره تقزف بالطوب

ولكن سيادتك تقزف بلعنات الشعب المصري كله

عدد الردود 0

بواسطة:

شادي

التعليق رقم 2

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف غيث

الكبير باعتلك السلام

عدد الردود 0

بواسطة:

بسنت

انت من يجب ان يعتذر للشعب المصري

عدد الردود 0

بواسطة:

ممدوح نبيه

يا ولاد الحلال كبير تايه

عدد الردود 0

بواسطة:

منال

الي اختشوا لسه ممتوش

ولا ايه راي معاليك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة