مرضى الفشل الكلوى بأسوان "هموم وآلام".. ومفاجأة.. مسئول صيانة أجهزة الغسيل "سباك".. والمرضى: الماكينات تخلط مصابين C مع B.. و"هند" أصيبت بالعمى تحت وحدة الغسيل.. وخزانات المياه تخرج "الديدان"

الإثنين، 10 فبراير 2014 03:28 ص
مرضى الفشل الكلوى بأسوان "هموم وآلام".. ومفاجأة.. مسئول صيانة أجهزة الغسيل "سباك".. والمرضى: الماكينات تخلط مصابين C مع B.. و"هند" أصيبت بالعمى تحت وحدة الغسيل.. وخزانات المياه تخرج "الديدان" مرضى الفشل الكلوى بأسوان هموم وآلام
تحقيق - عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصرخ "مريضة" من شدة الألم تحت ماكينة الغسيل الكلوى، بعد أن تجلط دمها وتركتها الممرضات لساعات، حتى توفت، و"هند" أصيبت بالعمى من سوء العلاج، و"سعدية" التى قبلت يد الممرضة لاستنشاق الأكسجين، ورفضت الممرضة بحجة عدم تواجد عمال يحملوا جهاز التنفس الصناعى، لنقله إلى غرفة المرضى.



هذا هو حال مرضى الفشل الكلوى بمستشفى كوم أمبو ودراو المركزى بمحافظة أسوان، الذين يعانون من هموم وإهمال، ألم بهم خلال تلقيهم علاجهم بالمستشفتين، مما أدى إلى وفاة عدد كبير من المرضى.



"اليوم السابع" التقى عدد من مرضى الفشل الكلوى، لسماع مشاكلهم ومطالبهم.

يقول "محمود إبراهيم" 31 سنة، ومقيم الفؤادية، بكوم أمبو، "أغسل بمستشفى كوم أمبو المركزى، منذ 8 أعوام تقريباً، ولا يوجد فى المستشفى مصاعد تنقلنا إلى الطابق الثالث، فاضطررت للصعود عبر "السلالم"، بالرغم من المشقة التى تقع على عاتقنا جراء الصعود والهبوط، الأمر الذى تسبب فى سقوطى على الأرض أكثر من مرة"، مشيراً إلى أن عملية الغسيل فى البداية كانت بالطوابق الأرضية، ومع عمليات الإحلال والتجديد بالمستشفى، قرر المسئولون إلغاء الطابق السفلى، ونقل عمليات الغسيل الكلوى إلى الطابق الثالث، بالرغم من عدم توافر مصاعد للصعود والنزول.



وتحدث "محمود" عن الإهمال والتقصير من جانب عدد كبير من طاقم التمريض، وعن الحالات التى توفت نتيجة هذا الإهمال، حيث قال "هناك حالة لمريضة ظلت متروكة لساعات تحت جهاز الغسيل الكلوى، وعندما توقف جهاز نقل الدم لها، تجلط الدم داخل الأوردة، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وهناك حالة أخرى، لسيدة تدعى "هند" أهملها الأطباء فى العلاج، وقد كانت تعانى من مشاكل بإحدى عينيها، وأثناء الغسيل نزفت وتأخرت حالتها وأساءت أكثر فأكثر حتى فقدت البصر، بعد أن انتقلت العدوى لعينها الأخرى.



وأكد "محمود" أن عدد التمريض لا يتناسب مع عدد المرضى والبالغ عددهم داخل مستشفى كوم أمبو المركزى نحو 120 مريضاً، مقسمون على ثلاث شيفتات الأول من الساعة الخامسة فجراً حتى التاسعة صباحاً، والثانى من العاشرة صباحاً حتى الثانية ظهراً، والثالث من الثالثة عصراً حتى السابعة مساءً، هذا بالإضافة إلى نقص عدد الأجهزة، فأثناء مرور أحد المندوبين من وزارة الصحة تجد جميع الأطباء موجودين من الصباح الباكر فى القسم وكافة طاقم التمريض، بالرغم من أن معظمنا لا يعرف رئيس القسم أو الطبيب المعالج من كثرة غيابة عن مباشرة حالات المرضى، أو تواجده خلال عملية الغسيل للمريض.



"أسامة عبد المجيد" 31 سنة، من مركز دراو، يقول "نعانى فى مستشفى دراو المركزى من الإهمال فى النظافة، فالزائر لقسم الغسيل الكلوى يشعر بأنه فى مكان أشبه بمأوى للذباب والباعوض، فالمكان لا يوجد به صاعق للحشرات، والممرض مسئول مكافحة العدوى غير متواجد طول أيام الأسبوع"، واستكمل حديثه قائلاً "إن الطامة الكبرى فى عمليات النظافة التى تتم بالقسم، هى اختلاط فرش الأسرة بعضها البعض، فـ"ملايات سرير" مريض فيروس C تستبدل لمريض فيروس B، بالرغم من خطورة العدوى التى تنتقل بسبب هذا الموضوع، مضيفاً أن الأخطر من ذلك هو عمليات الغسيل لهذه الأطقم، التى تتم داخل مغسلة واحدة".



وأشار "أسامة" إلى الإهمال فى خزانات المياه المتصلة بأجهزة الغسيل الكلوى، التى وصفها بأنها غير صالحة للاستخدام الآدمى تماما، حيث رصدنا أكثر من مرة خروج الـ"ديدان" منها، مؤكداً أن المهندسين المتخصصين أثبتوا بأنها لا تصلح للغسيل الكلوى.

واستكمل "أسامة" حديثه قائلاً "إن إدارة المستشفى تحرص دائماً على توفير المبالغ المالية المخصصة لمرضى الغسيل الكلوى، حتى وصل بهم الحال إلى أن المسئول عن إصلاح خزانات مياه الغسيل الكلوى هو رجل "سباك" وليس فنيا متخصصا، على حد قوله".



"شيماء فتحى" 27 سنة، أكدت أنها تواصل عمليات الغسيل الكلوى قبل ستة أعوام فى محافظة الإسكندرية حتى مستشفى دراو المركزى، وأحست بالفارق الكبير والتدنى فى مستوى الخدمات الطبية المقدمة لمريض الفشل الكلوى داخل مستشفى دراو.



وتحكى "شيماء" عن قصة مريضة تدعى "سعدية" التى فاجأتها نوبة ضيق فى التنفس أثناء تواجدها بالمستشفى، وطلبت من الممرضة الموجودة جرعة أكسجين بواسطة جهاز التنفس الصناعى، إلا أن الممرضة رفضت، بحجة أن الجهاز موجود بالمخزن، ولا يوجد عامل فى هذا التوقيت لإحضار الجهاز لها، حتى أدمعت "سعدية" من ضيق التنفس وقبلت يد الممرضة ترجوها، لسرعة إحضار جهاز التنفس لها، إلا أن الممرضة واصلت إصرارها برفض إحضار الجهاز حتى يأتى موعد حضور شيفت العمال العاملين بالمستشفى، وتسبب ذلك الأمر فى تدهور حالة المريضة.



وتقول "شيماء" إن هناك قصة أخرى لمريضة تدعى "أم شيماء" تغسل بمستشفى دراو المركزى، وهى تحضر لجلسات الغسيل برفقة ابنتها، وفى إحدى المرات طلبت الممرضة من ابنة المريضة أن تمسك ذراع أمها خلال عملية نقل الدم إلى المريضة، وعندما رفضت الابنة خوفاً من نقل العدوى، طمأنتها الممرضة، وانصرفت، وبعدها تلطخ قطرات من الدماء من جهاز نقل الدم داخل فم الفتاة، وأخذت الفتاة تصرخ خوفاً من نقل العدوى، وتعاملت معها الممرضات بسلبية تامة "على حد وصفها".

وأوضحت "سماح عبد القادر" رئيسة جمعية نهر الخير، أن الجمعية تتبنى نحو 90 حالة من مريض الفشل الكلوى بمحافظة أسوان، بالإضافة إلى مرضى السرطان والدرن، على نطاق 11 قرية من المحافظة.



وقالت، "منذ نحو عامين كانت هناك حالة بمستشفى دراو المركزى لشخص يدعى "عم محمود" الذى تدهورت حالته فى قسم الغسيل الكلوى، وقرروا نقله لقسم العناية المركزة بشرط أن يدفع مبلغا ماليا معينا، ونظراً لخطورة حالته ومدى حاجتها لسرعة إسعافها، أقسم لهم "عم محمود" أن أولاده سيأتون لإدارة المستشفى بالمبلغ المطلوب، ولكن عليهم الإسراع فى نقله إلى العناية المركزة، لمحاولة إسعافه، إلا أن إدارة المستشفى رفضت حتى يأتى المبلغ المطلوب، وتوفى "عم محمود" قبل أن يدخل العناية المركزة.

وتابعت رئيسة جمعية نهر الخير، تأثرت كثيراً من هذا الموقف، مما دفعنى لتكريث جهود الجمعية فى خدمة مرضى الفشل الكلوى، وتقديم إعانات شهرية عبارة عن مبالغ مالية لمساعدتهم، لأن غالبيتهم تركوا أعمالهم، بسبب حاجة المريض للراحة عقب جلسات الغسيل الكلوى، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية والعينية.

ومن أهم الأدوار التى تقوم بها الجمعية هى حلقة الوصل بين المرضى ومحافظ أسوان، ومديرية الصحة بالمحافظة، وقدمت الجمعية أكثر من طلب استغاثة إلى اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، لكن دون استجابة أو رد.

ولفتت "نجلاء فتحى" رئيسة جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوى والخدمات الصحية، إلى أن الجمعية تأسست بواسطة مرضى الفشل الكلوى أنفسهم، وتضم نحو 13 عضواً من المرضى، وتهدف إلى الاهتمام بالمريض صحياً ومادياً ومعنوياً، ومحاولة التنسيق أيضاً بين الجمعيات الخيرية المختلفة، لتوفير أكبر قدر ممكن من متطلبات مريض الفشل الكلوى، وتحاول الجمعية التعاون مع الجهات المختصة لتخصيص مبنى للغسيل الكلوى.

وطالب مرضى الفشل الكلوى، من وزارة الصحة، تخصيص مبنى مستقل للغسيل الكلوى، ومجهز بالإمكانات المتاحة التى تساعد المريض وتلبى متطلباته.

كما طالبوا، من الدكتور حازم الببلاوى رئيس وزراء مصر، توفير راتب شهرى استثنائى لمريض الفشل الكلوى، الذى أصبح غير قادر على بذل مشقة، بسبب جلسات الغسيل الكلوى.

وطالبوا أيضاً، بالنظر فى سوء حالة ماكينات الغسيل الكلوى بمستشفى كوم أمبو ودراو المركزى، نظراً لعدم ملائمتها للغسيل بنظام (البيكرب)، مؤكدين أن الجديد منها غير مجهز للعمل بهذا النظام، بالإضافة إلى توافر العلاج الخاص بالفشل الكلوى، الذى يتكبده غالبية المرضى من حسابهم الخاص خارج المستشفى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة