انتقد الكاتب البريطانى روبرت فيسك اليوم إعدام النساء فى الشرق الأوسط، وقال فى مقاله، الاثنين بصحيفة "الإندبندنت، إن عدد النساء اللواتى يحكم عليهن بالإعدام فى المنطقة لا علاقة له بالعدالة، مشيرا إلى أن تلك النساء الشابات ينبغى أن يدرجن كشهيدات.
ويشير الكاتب إلى أن إعدام النساء يثير الاشمئزاز فى الغرب، لاسيما عندما يتم إعدامهن أو شنقهن أو إطلاق النار عليهن فى العالم الإسلامى. وتلازم الاشمئزاز من قتل امرأة بالقناعة الراسخة بأن العالم الإسلامى يعامل المرأة ليس فقط كمواطنة من الدرجة الثانية أو كمتاع أو جوار، على حد قول الكاتب، بل كقرابين شرف يجب ذبحها لو أن تلك الكرامة تلطخت سمعته، أو عند الشك فى أخلاق الفتاة.
ويحمل الكاتب سادية الرجل مسئولية ما يحدث للنساء، وتحدث عن الفتاة ديلارا دارابى، التى كانت تبلغ من العمر 23 عاما والتى صرخت لأمها فى الهاتف قبيل لحظات من إعدامها من قبل السلطات الإيرانية تستنجد بها لمساعدتها، بينما سخر من كانوا ينفذون الحكم وقالوا للأم على الهاتف إن لا شىء سينقذ ابنتها.
وكانت جريمة الفتاة التى اضطرت للاعتراف بها هى أنها قتلت ابن عم والدها من أجل إنقاذ حياة صديقها على ما يبدو، والذى قيل إنه ارتكب الجريمة وكان ليعدم بالتأكيد عليها، ورغم أن عائلتها استطاعت أن تحصل على تمديد شهرين قبل الإعدام، لكن لم يتم تنفيذه. وكانت الفتاة فنانة قديرة، وملاكا للسجينات الأخريات. ويقول فيسك إنه عندما سأل الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد عن إعدامها، رد بشكل يدعو للرثاء قائلا إنه كان ضد عقوبة الإعدام إلا أن القضاء الإيرانى مستقل عن الحكومة، وإنه لا يريد أن يقتل حتى نملة.
ويتابع فيسك قائلا إن السلطات العراقية التى تعدم السجناء الذكور بالعشرات بتهمة الإرهاب، قامت بتعذيب واغتصاب وأحيانا إعدام عدة آلاف من النساء المحتجزات بشكل غير قانونى، فى السجون. وقد كشفت منظمة هيومان رايتس ووتش عن أن سجينة دخلت للاجتماع بمندوب المنظمة على عكازين، وقالت إنها عانت لمدة تسعة أيام متواصلة من الضرب والصدمات الكهربائية بما جعلها معاقة.
وقالت المنظمة إن أنفها المكسور والندوب الموجودة على ظهرها والحروق على صدرها تتسق مع مزاعم التعذيب التى تحدثت عنها. ثم جاء طابور القتل ليتم إعدامها فى سبتمبر الماضى، بعد سبعة أشهر من لقاء المنظمة بها برغم صدور حكم قضائى يرفع الاتهامات الموجهة إليها.
وختاما يقول فيسك إن هناك جدلا مثيرا للقلق بطبيعة الحال الآن: فإذا كنا، أى الغربيين، غاضبين من هذه المعاملة الدنيئة للمرأة، فهل يعنى هذا أننا نكون أقل غضبا عندما يتعرض الرجال للتعذيب والإعدام. ويرد فيسك قائلا إنه فى الوقت الحالى يعبر عن اشمئزاز خاص من المحنة المخزية للنساء التى تواجهن التعذيب والإعدام، لكن ليس صحيحا أنه يقول إن إعدام الرجال أقل شرا. لكن إذا كانت المرأة أكثر عرضة للخطر فى الشرق الأوسط، فهى فى حاجة إلى حمايتها بشكل أكبر.
روبرت فيسك ينتقد تزايد إعدام النساء فى الشرق الأوسط
الإثنين، 10 فبراير 2014 02:52 م
الكاتب البريطانى روبرت فيسك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة