تغير موقف حزب النور، الذراع السياسية لدعوة السلفية، إزاء الانتخابات الرئاسية، لدرجة تقدر بحولى 180، أو بمصطلح آخر تغير من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ففى الانتخابات الرئاسية الماضية، والتى كانت أول انتخابات على من يتولى رئاسة مصر عقب ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، حصر الحزب "السلفى" اختيار من يدعمه فى المرشحين الإسلاميين أو ذا المرجعية الإسلامية، وهم آنذاك المحامى محمد سليم العوا، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، والدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة وقتها، ولم يلتفت الحزب للمرشحين الآخرين والذين كان أبرزهم الفريق أحمد شفيق، وحمدين صباحى الذى كان ترفع حملته الانتخابية "واحد مننا" وعمرو موسى، والمحامى خالد على.
ودعم حزب النور السلفى، فى الانتخابات الرئاسية الماضية فى الجولة الأولى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وبعد خروج "أبو الفتوح" من سباق الرئاسة بعدد أصوات قرابة الـ4 مليون صوت، محتلا وقتها المركز الرابع، وانحصر السباق بين كل من الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة وقتها وممثل الثورة، والفريق أحمد شفيق، والذى كان يعتبر الوجه الآخر لنظام مبارك، ووقتها أعلن حزب النور دعمه لـ"مرسى" وقدم جهودا كثيرة لحسم الفوز لصالح "مرسى".
اليوم وقبل فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة، وفقا لتعديل خارطة الطريق، تجد تغيرا كبيرا فى موقف حزب النور، فبعدما حصر الحزب اختياراته فى الانتخابات الماضية "2012"، بين المرشحين الإسلاميين، طالب الحزب قبل الانتخابات الجديدة "2014" مرارا وتكرارا جموع التيار الإسلامى بعدم الدفاع بمرشح إسلامى، معللا ذلك بعدم تكرار سيناريو "حكم الإخوان".
ومن الوسائل التى تغير فيها موقف حزب النور ترحيبه بإعلان مرشحين محسوبين على التيار الناصرى خوض الانتخابات –حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى- فى حين مدح إعلان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عدم خوض الانتخابات الرئاسية.
فعقب إعلان "صباحى" خوض الانتخابات الرئاسية، قال نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام، إن الحزب لا يرى أى مانع فى ترشح حمدين صباحى، إذا كان يرى فى نفسه القدرة على ذلك، مشيرًا إلى أن المنافسة الرئاسية المحسومة ستضر من سيفوز بها، متابعًا: "نريد منافسة حقيقية ببرامج ورؤية لسنوات مقبلة بدون شعارات".
فيما أثنى الحزب على موقف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بعدم خوض الانتخابات الرئاسية، وقال صلاح عبد المعبود عضو المجلس الرئاسى للحزب: "موقف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من عدم الترشح لانتخابات الرئاسة جيد، نظرا لأن المرحلة الحالية لا تتحمل مرشحا إسلاميا"، مضيفاً: "حزب النور يرحب بموقف أبو الفتوح فالمرحلة الحالية تحتاج إلى مرشح توافقى"، مؤكدا أن إعلان أبو الفتوح عدم خوض انتخابات الرئاسة يتوافق مع اتجاهات حزب النور، مشيرا إلى أن هذا الموقف سيفيد التيار الإسلامى.
إلا أن الموقف الوحيد الذى لم يتغير لحزب النور الذى وصف نفسه فى الانتخابات الرئاسية الماضية بـ"رمانة الميزان" عدم الدفع بمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية سواء فى الماضية أو المقبلة.
"النور" والرئاسة.. مواقف الحزب السلفى تتغير بنسبة 180 درجة.. فى انتخابات 2012 حصر اختياره فى دعم المرشحين الإسلاميين وفى 2014 طالب بعدم خوض إسلامى المعركة.. ويرحب بإعلان صباحى ويمدح اعتذار أبو الفتوح
الإثنين، 10 فبراير 2014 03:46 ص