أطباء يحذرون.. التدخين يسبب سرطان المثانة والرئة ويؤخر الإنجاب ويشوه الأجنة.. والسجائر الإليكترونية تزيد شراهة المدخنين.. ويقدمون روشتة للتخلص من هذه العادة السيئة خلال شهر

من الظواهر المنتشرة بكثرة فى مصر هى التدخين، الأمر الذى لم يعد يقتصر على البالغين فقط، بل أصبح حتى الأطفال يدخنون "أصلها علامة الرجولة"، وعلى الرغم من أن كل دول العالم تختلف على سن من يستطيع التدخين وتتراوح أعمار من يسمح لهم بالتدخين ما بين 18 – 21 عاما، إلا أننا فى مصر قهرنا العالم فبعض المدخنين أعمارهم أقل من 10 سنوات.

يقول الدكتور محمد حسين عبد الله، أخصائى جراحة المسالك البولية بمستشفى المعادى العسكر، إن التدخين له آثار سلبية كثيرة على الإنسان حيث إن التدخين يسبب سرطان المثانة، والذى يعتبر السرطان الرابع الأكثر انتشارا على مستوى العالم، بنسبة تتعدى الــ60% من الرجال، وعلل ذلك بقوله إن التدخين ينتج عنه رواسب ضارة ناتجة عن التدخين داخل المثانة، وتلك المواد مسرطنة، لذلك يعتبر السبب الأول حتى الآن فى الإصابة بهذا النوع من السرطان، بالإضافة إلى أن تلك المواد الضارة تبقى حتى عشر سنوات بعد الإقلاع عن التدخين، لذا أول طريق العلاج يكون بالإقلاع عن التدخين.

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد سعد العشرى، أستاذ جراحة الأورام بجامعة المنصورة، أن التدخين وتناول الكحول من أكثر الأسباب انتشارا للإصابة بسرطان الرأس والرقبة، خاصة من يتشاركون السجائر بعد إشعالها، مضيفا أن مرض سرطان الرقبة يعتمد فى علاجه على مرحلة التشخيص، مشيرا إلى أن هذا المرض من الأنواع المرتدة، والتى يمكن أن تعود مرة أخرى بعد علاجها إذا استمر الإنسان على عادته السيئة.

وأشار الدكتور محسن ضرغام، استشارى أمراض العظام، إلى أن التدخين من العوامل الأساسية للإصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتيزمى "هو التهاب فى الأنسجة الموجودة بين المفاصل، مسببا آلام شديدة"، بالإضافة إلى التأثير على حركة الشخص نفسها.

وأكد الدكتور أحمد الجابرى استشارى الأمراض النسائية والتوليد، أن كثيرا من تشوهات الأجنة يكون السبب الرئيسى لها هو أحد الوالدين، ويشمل هذا الصفات المرضية الموروثة، أو التدخين، حيث أثبتت بعض الدراسات أن 30% من الأمهات المدخنات يلدن أطفالهن مشوهون أو من ذوى الاحتياجات الخاصة "الأطفال المنغوليين"، مضيفا أن الأمر لا يتعدى كون التدخين خلال الحمل بل إنه يسبق تلك المرحلة بكثير، فالمراهقات اللاتى يدخنَّ عرضة لتشوه الرحم.

ومن جانبه، قال الدكتور رامى حمزة استشارى أمراض العقم والذكورة بجامعة الأردن، إن العادات وأسلوب الحياة يؤثر على خصوبة الرجل، حيث إن التدخين يؤخر الإنجاب لدى الرجل بنسبة لا تقل عن 10%، حيث يؤدى التدخين إلى قلة فى عدد ونشاط الحيوانات المنوية.

ولفت الدكتور إسماعيل أبو محفوظ استشارى الأمراض النسائية والتوليد والعقم والجراحة البولية النسائية، إلى أن التدخين أحد العوامل التى تؤدى إلى إصابة السيدات بالسلس البولى "عدم القدرة على التحكم فى التبول مع قلة ما ينزل من المرأة".

وأضاف الدكتور "جرس فرنسيس"، استشارى جراحة العيون، أن دخان السجائر من الأسباب التى تؤدى إلى إيذاء العين، حيث إن النيكوتين الذى يخرج مع دخان السجائر يؤدى إلى إصابة العين بالجفاف، مسببا آلام شديدة بالعين، بالإضافة إلى عدم القدرة على الرؤية بشكل جيد، وتحتاج العلاج فى تلك المرحلة إلى الجراحة.

والجدير بالذكر أن وضع صورة لشخص مصاب بالآلا على علب السجائر، وعبارة "أن التدخين يسبب الوفاة"، لا يؤدى إلى الإقلاع عن التدخين، بل إنه يزيد من انتشار التدخين، بالإضافة إلى انتشار ما يعرف بالسيجارة الإليكترونية، والتى ثبت علميا عدم قدرتها على جعل المدخن يقلع عن تلك العادة السيئة.

وأكد الدكتور أحمد الجويلى، منسق حملة "أنا صيدلى أنا فاهم شغلى"، أن الإقلاع عن التدخين يحتاج الحد الأدنى من الرغبة فى الإقلاع عن التدخين والصبر، ولا تصدق أى شخص يخبرك بأنك قادر على الإقلاع عن التدخين بشكل سريع، فأنت اعتدت على التدخين على مر سنوات، لذا لا تتوقع أن تنجح خلال أيام كما يحاولون إيهامك.

وأوضح أن النيكوتين "الموجود فى السجاير" يتم إفرازه بشكل طبيعى من المخ عند الشخص الطبيعى غير المدخن، والتدخين يعطل هذا الجزء، لذا لكى تتوقف عن التدخين نهائيا يجب أن يعود هذا الجزء إلى عمله كى لا تشعر بالعصبية والنرفزة بدون داعى.

وقال دكتور الجويلى إن هناك حملة للتشجيع على الإقلاع عن التدخين بسهولة ويسر وبالتدريج، وهو ما يسمى "ببرنامج الـ27 يوما"، مقدما الخطوات التى يمكن اتباعها للإقلاع عن التدخين، فى البداية سيقوم المدخن بتحديد عدد السجائر التى سيتناولها يوميا، ثم يبدأ تقليل كل يوم سيجارة واحدة عن اليوم السابق "وهذا يعنى أنك إذا كنت تتناول علبة سجائر كاملة يوميا، فإنك باتباع هذه الطريقة ستصل إلى سيجارة واحدة يوميا، يعنى أنك بعد 20 يوما فقط ستدخن سيجارة واحدة فقط.

وتابع أنه فى اليوم العشرين سيكون نصيبك من السجائر سيجارة فقط يوميا وهى أهم سيجارة فى اليوم، والتى ستتناولها كأول ما تقوم به عند الاستيقاظ، أو التى تتناولها مع أول كوب شاى.. ستستمر على تناولها لمدة أسبوع.. سيجارة واحدة يوميا.. وهنا تكون قد تخلصت من آثار التدخين بالجسم، ويكون اعتيادك عليها هو نوع من التعود النفسى فقط لا غير، ومع الوقت سترفضها وستزهد بها.

وأضاف دكتور الجويلى أنه بعد أسبوع وأنت لا تزال مستمرا على تناول تلك السيجارة يجب أن تلزم نفسك بالإقلاع عن هذه العادة من خلال "حتيجى قدّام حبايبك أو عيلتك أو معارفك وتمسك السيجارة"، وتقول لهم بكل سهولة السيجارة دى اتحكمت فى حياتى طول الفترة اللى فاتت السجاير دى أنا مش هرجع لها تانى، ولو رجعت لها أبقى.. واختار لنفسك وصف مناسب يخلّيك متضايق لو أهلك قالوه لك، وأنت ماسك السيجارة تانى لا قدر الله وارمى السيجارة بعدها قدامهم، إلى غير رجعة"، وهذا سيخلق بداخلك نوعا من التحدى والرغبة فى إثبات الذات أمام عائلتك وأسرتك.