عبر المخرج محمد فاضل عن استيائه الشديد من وزيرة الإعلام، درية شرف الدين، التى وعدته بتنفيذ مسلسله «الشمندورة»، قصة الأديب النوبى محمد خليل قاسم، وسيناريو وحوار أبوالعلا السلامونى، والذى يتناول حياة النوبيين التى تأثرت بالتعلية الثانية لخزان أسوان عام 1933، والرواية أشبه بمعايشة حقيقية للكاتب محمد خليل قاسم ابن قرية «قتة» التى تأثرت باتخاذ قرار تحويل مجرى النهر عام 1962 والبدء فى مشروع بناء السد العالى، وهو ما حرك «قاسم» ليكتب أحداث «الشمندورة» وحسبما روى الأديب يحيى مختار، فإن رواية «الشمندورة» كتبت داخل معتقل الواحات، حيث استطاع «قاسم» أن يكتبها بسن «قلم كوبيا» على ورق «بفرا»، واستطاع أن يهربها خارج المعتقل.

وتابع فاضل: إنه بدأ يعمل على المسلسل بعدما شرح للوزيرة خلال مقابلتها منذ ما يزيد على 4 أشهر، قصة المسلسل وتحمست بشدة لإنتاجه، حتى إنها قامت على الفور بالاتصال بعادل ثابت، رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون آنذاك، وأمرته بالشروع فى الأمر على الفور لأهميته البالغة، قائلا: «وفى ضوء ما وعدتنى به الوزيرة اجتمعت بالمحامية صفاء زكى مراد، التى تم توكيلها من قبل ورثة الكاتب للاتفاق على بيع العمل للتليفزيون وتم شراء المسلسل».
وقال: «فوجئت بعد ذلك بالخطة الإنتاجية الموضوعة من قبل قطاع الإنتاج بناء على أوامر الوزيرة، والتى تحتوى على تنفيذ 13 عملا منها أعمال كانت تحت التصوير وتوقفت لمشكلات مادية، ومنها أعمال جديدة كليا، ولم تشمل الخطة إنتاج «الشمندورة» وهو إهمال متعمد لمسلسل مهم، مستنكرا أنهم لم يضعوا المسلسل فى خطة مؤجل تنفيذها أو أى شىء من هذا القبيل، رغم أن العمل متكامل ولا يوجد به خلل لكى يتم إهماله بهذا الشكل المجحف.

وأوضح المخرج أن الشكوى التى ينتوى تقديمها فى مجلس الشعب - الذى لم يتم انتخابه بعد - ضد الوزيرة، يتهمها فيها بعدم تنفيذ مواد الدستور الذى نص فى مادة صريحة به على الحفاظ على حقوق النوبيين الأصيلة فى الرجوع إلى أرضهم، والتى تم تهجيرهم منها بسبب مشكلات السد العالى وخزان أسوان، وهو الموضوع الأساسى الذى يتناوله العمل الفنى «الشمندورة»، مشيرا إلى أن النوبيين هم مواطنون مصريون لهم الحق فى أن يتم دمجهم فى الحياة الفنية والثقافية بمصر، معللا بأن الاهتمام بهم من خلال تقديم عمل درامى يتناول مشكلاتهم ومعاناتهم هو أهم من إقرار المادة التى تحفظ حقوقهم بالدستور، قائلا: «أحاول ربطهم فكريا وثقافيا بمصر، وأحاول من خلال الفن أن أسلط الضوء على مشكلاتهم وحياتهم ومعاناتهم، وأساهم فى التعريف بمشكلاتهم لكل المصريين على مستوى الجمهورية».
وتابع: «ولذلك حرصت على الاهتمام بالناحية الفنية واكتمال العمل من خلال اختيار الأبطال من الوجوه الجديدة من أهل النوبة، والابتعاد عن الوجوه المعروفة للممثلين المحترفين لخلق نوع من المصداقية لدى المشاهد، واستعنت لهذا الشأن بالنادى النوبى الذى قدم العون لى وقام بترشيح العديد من الوجوه الشابة للمشاركة فى العمل».
وأضاف أن العمل سيحقق نجاحا كبيرا عند تسويقه على مستوى العالم العربى أجمع، لأن القصة هى قصة إنسانية بالأساس، ومختلفة عن الدراما التقليدية التجارية، فضلا على أنه ابتعد عن النمطية وخلق صورة ذهنية ثابتة لأهل النوبة، كما أن المناظر الطبيعية الخلابة والمتميزة للنوبة الآن ستساهم فى زيادة السياحة والترويج للنوبة على أنها منطقة سياحية مهمة فى مصر، وهو ما تحتاج إليه مصر بشدة بعد فترة كبيرة من الكساد السياحى، نظرا للظروف السياسية المضطربة التى مرت بها مصر فى السنوات الأخيرة.