لم تكن عبقرية أم كلثوم تتجسد فى صوتها الشجى فحسب، ولا فى قوته بدون ميكروفون فقط، ولا فى حلاوته ورصانته فحسب، إنما تجسدت عبقرية ظهور وبقاء أم كلثوم كظاهرة شبه كونية فى رجال عاهدوا الله على تفوقها ونبوغها والتفوا حولها داعمين مدعمين واثقين فى موهبتها الغنائية الفذة!!
كم كان جميلاً حظ أم كلثوم حين عاصرت شعراء فى مستوى حافظ إبراهيم وأحمد شوقى وإبراهيم ناجى وحسين السيد وبيرم التونسى، واكتمل جمال الحظ وحلاوته معها حين برز على سطح تأليف الموسيقى فى عصرها مُلحنين فى مستوى زكريا أحمد ومحمد القصبجى ورياض السنباطى، ثم محمد عبد الوهاب وبليغ ومكاوى والموجى الكبير، ولم يكن حظها قليل كذلك فى معاصرتها لموسيقيين من أمثال القصبجى والحفناوى.. وما أكمل هذا الحظ الجميل حين يلتف حولها ويُعجب بفنها ملك اسمه الملك فاروق، ثم رئيس مُحب للموسيقى عاشق لأصوات الكروان والقيثارة اسمه جمال عبد الناصر!!
كنت ومازلت وسأستمر عند رأيى بأن قيثارة الشرق، أم كلثوم ما كان لها أن تعيش وتُبدع، وأن يستمر إبداعها حتى الآن ولأكثر من 100 سنة قادمة أو يزيد، لو لم يكن قد عاش فى عصرها هؤلاء الرجال الذين عاهدوا الله وعاهدوا مُحبيها فى الشرق والغرب على تفوقها ونبوغها، والحفاظ على عبقريتها الغنائية، ولمَ لا، فهى كوكب الشرق!!
كنت ومازلت وسأستمر عند رأيى بأن كوكب الشرق أم كلثوم ما كان لها أن تتوهج غنائياً، وما كان لها محل من الإبداع الغنائى، لو لم يكن قد عاش فى عصرها هؤلاء الناس من "السميعة بحق!" الذين استمعوا لها بكل وقار وكل سلطنة، وبعشق متواصل للصوت وللشعر واللحن مختزلاً فى غنائها وطربها ووقارها على مسرح الغناء، أو على شاشة السينما!!
رحم الله أم كلثوم ورحم معها معاصروها من الرجال الذين عاهدوا الله على تفوقها..
سعيد سالم يكتب: أم كلثوم ورجال عاهدوا الله على نبوغها!!
السبت، 01 فبراير 2014 04:02 م