كتب التاريخ العديد من الصفحات عن عصور الحكم المختلفة والحكام المتغيرين، وأفرد الكثير من السطور عن حاشية كل سلطان وحوارييه، فلقد كانت حاشية كل سلطان جزءًا مهمًا من قراراته، وداعمًا أساسيًا لنجاحه، وأيضًا جزءًا كبيرًا من فشله إن كان، تلك هى ثوابت التاريخ التى ندعو إليها كل الحكام المحتملين لقراءتها وتدبرها والاتعاظ بعبرها التى تواترت عبر الأزمنة والأمكنة والممالك.
السادة الحكام المحتملون لمصر بعد ثورتى شعبها العظيم، عليكم أن تختاروا الرفيق قبل الطريق، واجب عليكم أن تتخيروا الصحبة قبل الصولجان، فجوقة كل سلطان ترسم حدود مملكته نجاحًا وفشلًا، عدلًا وظلمًا، فحينما قام الشعب بثورته فى 25 يناير، فهو انقلب على حاشية مبارك قبل مبارك نفسه، فلقد ثار الناس على حكم حاشية رجال الأعمال، وتزاوج المال والسلطة فى رجال مبارك، وتزوير انتخابات حاشية مبارك ورجال الحزب الوطنى الذين اختاروا السلطة وتملقوها، ولم يفكروا يومًا أن يرشدوها أو يقوموها، وتماهو مع الخط الفاشى، وصنعوا ثروات تضخمت على تخوم الصناعة، وفى حيازات الزراعة، وفى حدودنا الساحلية، واحتكروا الماء والهواء، وحرموا الشعب من التنافس الحر النزيه لصنع النجاح والتفوق.. توارثوا المال والجاه والسلطان والمناصب والمغانم والترف، وتركوا للشعب العظيم فتات وجباتهم وأعمالهم!
لقد زينوا لمبارك الظلم والاستبداد والاحتكار وعاونوه على الفشل، وصادقوه على الجبروت، صنعوا منه ومعه آلهة لا يملك الشعب أن يحاسبها أو يحاسبه، صوروا له مصر تراثًا وأخذوا توقيعاته على العقار لضمها لأملاكهم فى نهم غير مسبوق، تصوروا أن الله خلق المصريين تراثًا وعقارًا، وأننا جعلنا للاستعباد فى الأرض، التف أصحاب المصالح الصغيرة والكبيرة حول حاكم شاخ وانفصل تدريجيًا عن واقعه الشعبى، نجحوا فى إزالة ماضيه العسكرى المشرف على حدود جنوب سيناء وشمالها، ورسموا بدلاً منها استكانة وتبعية للأعداء، مسحوا النسور من على كتفيه ووضعوا بدلاً منها قصرين يطلان على سواحل شرم الشيخ، ومياه البحرين الأحمر والأبيض، والتى ارتوت بدماء جيشنا العظيم فى أكتوبر.. الحاشية أخطر من الحاكم إن تحلقت حوله وأغلقت عينيه.
وكذلك حاشية الإخوان وجماعتهم التى نصرت بعضها وأذلت الآخرين، والتى دعت الله لنفسها ودعت على الباقى بالذل والثبور، والتى تهافتت على الحكم والمقاعد دونما الوقوف لله فى لحظة تخلى وترك وزهد كما كان يفعل سيدنا عمر بن الخطاب، أعدوا ما استطاعوا من قوة ليرهبونا فى الميادين، ومن رباط الخيل ليصهل فى وجوهنا عند تذمرنا، تركوا سيوفهم فى وجوهنا على شعار حزبهم فى عداء للداخل المصرى، وذل ودعة للخارج الصهيونى.. وقفوا حول مرسى وساندوه ودعموه فى أخطائه ولم يقومومه كما كان يفعل حواريو خلفائنا الراشدين.. شقوا صف الأمة بمسلم ومسيحى وفرقوا وطنًا وحده الدهر دومًا. تندروا على حضارتنا وفراعيننا ليصنعوها آلهة من العجوة فى بيوتهم وقصور الحكم، يحاكونها ويقلدونها ويصنعون دساتير فرعونية بسلطة مطلقة، ثم يقولون تلك أوثان يجب تغطية وجوهها بشمع وأغطية! يقلدونها ثم يرجمونها ثم يأكلونها، تلك حاشيه الإخوان وجماعتهم حول سلطانهم مرسى، كانت كاتبة البداية لتاريخ قصير ممسوخ لحاكم لن يذكره التاريخ إلا فى محافل التندر والتفكه، فهو حاكم بأمره فى قراراته وأيضًا فى طرفة تحريمه الملوخية على الشعب!
السيد الرئيس القادم، السيد الفريق القادم، السيد المشير على الفريق القادم، احذروا جميعًا الحاشية واختيارها، اختاروا الفريق قبل الطريق، ابحثوا وابحثوا وأزيحوا الأبواق، وأنصتوا لهمسات الحالمين بوطن كبير، دونما الحلم بكبر أو عزة على حساب وطنهم المأمول، ابحثوا عن أصحاب اللون الواحد، وأبعدوا عن شخصيات «قوس قزح» الذين غيروا ألوانهم لتناسب كل العصور وكل الحكام وكل الحواشى! ابحثوا عن البنائين البكر والذين يحملون دروعًا عليه مونة الإخلاص والعمل والتفانى، ابتعدوا عن الغوانى ومضاجعى من يدفع أكثر، فهم يظهرون مع طرق الدفوف ويختفون مع طرق المدافع، انظروا للخلف وادفعوا أدرانه بعيدًا والتقطوا مضاداته ومثبطاته، تفكروا فى حزب المصالح والمنافع وحلقات الذكر للظلم والفساد ولا تذكروا إلا الله الذى يحاسب فى الأرض والسماء، تذكر أيها الحاكم المحتمل والأمل المنتظر أن مصر تريد، وحينما أرادت مصر فى يناير ويونيو لم يوقفها شىء، فلقد أرادت مصر محو الماضيين الأسودين، الحزب الفاشى والجماعه الفاشية.
أيها الحاكم المحكوم بأمر الله استخيره فى اختيار حاشيتك، استجديه فى اختيار طريقك وصحبتك، القوة وحدها لا تنفع، والنفاق حولك لن ينجع، والطبول السوداء حولك لن تقرع، والنسر على كتفيك لم يقلع بعد، تدبر حاشيتك قبل أن تتدبر قرارك!
باسل عادل يكتب: احذروا حاشية السلطان.. السادة الحكام المحتملون لمصر بعد ثورتى شعبها العظيم عليكم أن تختاروا الرفيق قبل الطريق واجب عليكم أن تتخيروا الصحبة قبل الصولجان
السبت، 01 فبراير 2014 06:40 ص
مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام ابراهيم
مقال ممتاز
كلماتك تعبر عن كل مصرى يريد الخير لهذا الوطن
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف مصر
احلام الناس بسيطة وتنفيذها صعب
عدد الردود 0
بواسطة:
عاش الرئيس مبارك رغم انف الحاقدين
عاش الرئيس مبارك رغم انف الحاقدين
عدد الردود 0
بواسطة:
عاش الرئيس مبارك رغم انف الحاقدين
عاش الرئيس مبارك رغم انف الحاقدين
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس اسنشاري اكرم رشدي
المهم تفعيل الدستور
عدد الردود 0
بواسطة:
هلال زايد
كلمه صادقه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود نجيب
لقد أصبت كبد الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
جرجس
اتمني ان يضع اى مسئول مقالك على باب مكتبه و خلف كرسيه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
... والتي ارتوت بدماء جنودنا في انتصار اكتوبر
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
ارادة الشعب