تحت عنوان "فن صناعة الاستبداد" عقدت المائدة المستديرة لقائها، أمس، وكان ممثلاً لجيل الكبار اللواء حمدى بخيت، الخبير العسكرى والاستراتيجى، وعادل حسين ممثل جيل الشباب، نائب رئيس اتحاد شباب مصر للتنمية.
أدرات الحوار الدكتورة سهير المصادفة، حيث قالت، نقترح من خلال هذا المحور أن تذوب الفوارق بين الأجيال، حتى يتم بناء مصر الجديدة، حيث إن الثورة كما تناولتها المائدة المستديرة هذا العام، ليست هى الهدم وإنما البناء.
وأضافت "المصادفة" بأنه تم اختطاف مصر لمدة عام كامل، وكان من المدهش كم التصريحات التى يروجها المنتمون للتيارات الإسلامية ومنها مصطلح "الخلافة"، وتساءلت: هل هذه بالفعل أزمة فى العقل الإسلامى فى العصر الحاضر، كيف تتجاوز مصر أزمة العقل الإسلامى الحاضر؟
فى البداية تحدث حمدى بخيت، وقال إن صناعة الديكتاتور تتحدد من عدة حيثيات: ما هو مناخ معالم الديكتاتور؟ حيث أشار إلى أن هذا المناخ يأتى على عدة محاور، أولاً لا توجد دولة ديمقراطية فيها ديكتاتور، إذن صناعة الديكتاتور تأتى على خلفية غير دايمقراطية.
والجزء الثانى دولة لا يوجد فيها وفاق وطنى، يقفز إلى السلطة الحاكمة بطرق تزوير مختلفة، وهنا يكون من السهل دس ديكتاتور فى هذا المناخ، العنصر الثالث يكون فى الدولة التى لاتملك إرادة دايمقراطية.
وبالنسبة لمعالم صناعة الديكتاتور قال "بخيت"، داخلياً توجد مجموعات المصالح التى تبدأ فى التسلل إلى الرئيس بمجرد توليه السلطة.
أما المعالم الخارجية فرأى "بخيت" أنها تتمثل فى الحُظوة وأقاربهم، نجد كل وزارة سيادية تدُار بالأهل والأقارب ومن هنا نكون مثل الإخوان وعشائرهم. ثم تطرق إلى القوى الكبرى التى تُدعم الرئيس فى المراحل الأولى للرئاسة ثم تقوية فى قرارات تغُضب شعبة.
وأشار "بخيت" إلى أنه إذا انصاع الرئيس لهذه القوى فسوف يقع بين خيارين: أما أن يرضى القوى الخارجية أو يرضى شعبه وهو ما حدث لمبارك، وأوضح بأن الفيصل كان تمهيد الرئيس لمرحلة أن يبيع الأرض وتُحل المشكلة الفلسطينية عن طريق النفق الغربى وهو ما رفضه مبارك.
وأكد "بخيت" على أن الموضوع لا يكمن فى مبارك، لكن حماية الاستراتيجية الأمريكية وحماية أمن وسلامة إسرائيل، وعندما رفض مبارك تم التفكير فى البديل. إذن كانت مؤامرة على مصر فى شخص مبارك، كما تطرق "بخيت" للحديث عن القوى المنافسة، والتى تجسدت هذه القوى فى إيران وتركيا وإسرائيل، بكل ما يملكونه من تسليح.
وعن صورة الخلافة وأزمة العقل الإسلامى الحاضر، قال "بخيت" إن الإخوان اختاروا الحديث بلغة القيم، عندما يتحدث أى منهم، يقولون قال الله وقال الرسول، موضحاً بأن الإخوان شوهوا القيم على خلفية الدين، قالوا اللهم أمتنا على الإخوان ونحن نقول اللهم أمتنا على الإسلام.
وأشار "بخيت" إلى استخدام الأدوات فى التمكين للخلافة عن طريق أجهزة الاستخبارات، والإعلام الداعم لهم. وأوضح بأن رجال الإخوان فى الغالب من القرى والنجوع والمناطق الفقيرة التى يستطيعون السيطرة عليهم. كما أكد أن قيم الخلافة التى تحدث عنها الإخوان مضروبة وليست من الحقيقة فى شىء.
وقدم "بخيت" تعريف للخبير بأنه هو من يعرف كل شىء عن شىء، ويعرف بعض الأشياء عن شىء. وأضاف أنا ضد كل من قال عن نفسه خبير، فهناك ناس كثيرة لم تقرأ المشهد الصحيح للثورة، هناك آخرون تعجلت وقالت آراء وآخرون تأنوا وأعطوا تحليلا منطقيا.وأضاف "بخيت" بأنه كان هناك دور تنويرى لبعض الخبراء للجمهور.
وعن قوة مصر عسكرياً قال "بخيت" إن مصر تملك 6 ونص مليون شخص، قادرون على حمل السلاح لذا أمريكا لا تستطيع أن تحارب مصر أو تدخلها بالطريقة التى دخلت بها أفغانستان والعراق، ولأن جيش مصر ليس خائنا، وأضاف بأن ورقة المصالحة لاتقع فى يد خبير استراتيجى.
وأضاف "بخيت" أؤكد أن وجود جيس مثل جيش مصر بهذه القيم يجعل أى فرد يفكر فى اختراق مصر يفكر مليون مرة، هذا الجيش وطنى ومن قال حكم عسكر يعود للماليك المأجورين لكن جيشنا ليس مأجوراً.
وأوضح "بخيت" بأنه شارك فى حملة بأمر الشعب، وأن قيمتها أنها قدمت برنامجا من صناع الحملة للرئيس، تضمن مصالح الأمن القومى المصرى التى يجب أن يسعى الرئيس لتحقيقها، ووضعنا السياسية العليا لدولة لمصر وعلى المتخصصين أن يأخذوا السياسات الاستراتيجية ثم يقدمون الحل.
وعن فيلم الميدان الذى ظهر فيه "بخيت" قال، لم أكن أعلم أن الاتحاد الأوربى يدعم الفيلم، وأوضح بأن مخرجة الفيلم قالت لى إنها تعمل فيلما عن مصر، واستغليت الفرصة للحديث عن مصر حتى أتحدث عن بلدى بصورة صحيحة لأنه تم الحديث عنها بصورة مغلوطة.
وأشار إلى أن المخرجة عملت الفيلم ونشرت آراءه على أنها داعمة لمصر وثورتها، لذا لم تظهرنى كثيراً ولكن فى أربعة مشاهد.
وقال عادل حسين ممثل جيل الثوار، لقد دفعنى "بخيت" للحديث عن الديكتاتورية، وطرح سؤال من هو الديكتاتور؟ وأضاف إذا كان لدينا حاكم ديكتاتور رأيه نافذ فى الدولة ولكنه حقق لشعبة كافة الرفاهية التى تطمح لها هل هذا يسمى ديكتاتور؟
وأشار "عادل حسين" بأن للديكتاتورية نماذج عديدة منها إعلامية، قد نرى إحدى وسائل الإعلام تستطيع أن تفرض رأيها فى الشارع والسياسة.
موضحاً بأن الغرب هو الذى ابتدع "الديكتاتورية"، وإذا أخذنا أمريكا على سبيل المثال سوف نجدها رائدة فى ذلك حيث تريد فرض رأيها على العالم كله ولعل ضربها للعراق يؤكد ذلك ومحاولة ضرب سوريا. حيث لجأت إلى مجلس الشيوخ لاستصدار قرار بضرب سوريا.
وأوضح بتعرض مصر لمؤامرة دولية فى شخص مبارك، تم اللعب على مصر باسم الديمقراطية، تعرضنا للديكتاتورية باسم الدين، وأننا لم نر من قبل أن تتحول الدايمقراطية إلى ديكتاتورية بهذا المنهج.
وأشار إلى أنه فى عام 2012، تم الاستيلاء على مجلس الشعب من التيارات المسماة بالإسلاميين، وباعتبارى من الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير حدث احتكاك بالإسلاميين، موضحاً بأن الفترة التى كان بها الحديث عن الديكتاتورية باسم الدين كانت من أخطر الفترات فى حياة مصر، حيث أساءوا إلى العقلية الإسلامية من خلال أفعالهم.
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
سئمنا من فتاواكـــــــــم العســـــــــكرية