عقد ضمن نشاط "كاتب وكتاب" ندوة لمناقشة كتاب السيد عبدالستار المليجى "اختطاف ثورة وتمزيق وطن".
فى البداية قال أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى، إن كتاب "اختطاف ثورة وتمزيق وطن"، لا يعد الأول للكاتب حول جماعة الإخوان لافتا إلى كتاب بعنوان "تجربتى مع الإخوان.. من الدعوة إلى التنظيم السرى"، والذى يمكن اعتباره أحد الوسائل التى فضحت الجماعة وهى فى قمة صعودها الصاروخى للسلطة.
وأضاف شعبان لو أن المجتمع المصرى استمع بانتباه لناقوس الخطر الذى دقه الكاتب منذ عشر سنوات كاملة لجنبنا مصر الثمن الذى دفعته للخلاص من حكم الإخوان والذى ترتب عليه من مواجهات مع الإرهاب.
وناشد شعبان شباب الإخوان الذين تم خداعهم أن يقرأوا تجربة أخ سابق عاش التجربة ودفع فيها خلاصة عمرة وسجن فى سبيلها أكثر من مرة وعندما انفتحت بصيرته لحقائق الأمر لم يتهاون فى أن يخرج من القوقعة وأن يدافع عن مصالح الشعب والوطن.
من جانبه قال الدكتور عبد الستار المليجى، إن الكتاب به جزآن أساسيان الأول يقدم تعريف بالجماعات الإسلامية بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة، وهذا يتطلب أن يدرك الشعب مدى خطورة الأفكار التى تنشرها هذه الجماعات ومدى بعدها عن الإسلام، بالإضافة إلى معرفة التوجهات السياسية التى تتبناها هذه المجموعات من حيث التهديد الدائم لمصر والذى يعطل المؤسسات المصرية.
وأكد المليجى أن الموضوع مهم وخطير ولابد أن نجرى حوله الكثير من الدراسات لافتا إلى أن أهم مجموعة من الجماعات الإسلامية هى جماعة الإخوان، قائلا بأن جماعة الإخوان هى تجربة اجتماعية نشأت فى ظروف تاريخية معينة عام 1928 على يد حسن البنا ولقت رواجا بين البسطاء فى السياسة والدين وبين العمال فى الإسماعيلية، ولطموح هذا الشخص فى أن يكون أميرا استغل الأمر ليصنع إمارة له فى الإسماعيلية بعد أن ترك الطريقة الحصافية، ومارس نوعا من الخطابة المبهرة ولف على المقاهى لجمع التبرعات وأخذ الأموال وسجل جمعية باسم جماعة الإخوان بالإسماعيلية.
وأضاف المليجى، عندما تم نقل البنا للقاهرة كمدرس خط لم يجد قبولا فى القاهرة لدى المثقفين، لذلك كان انتشاره فى الأرياف، وهنا بدأ الانحراف الأول لحسن البنا، حيث فشل فى الفكر فكون تنظيما للعنف، وكل من يعارضه يتم ضربه، واهتم البنا بالفريق العنيف، وظل التنظيم السرى يزداد حتى وقع اغتيال القاضى حسن الخازندار بطريقة إجرامية وهذه العملية أعدوا لها فى حلوان لأنهم كانوا يتصورون أن القسم لا يمتلك سيارة، وبالتالى لن يتمكن من القبض على الجانى ولكن واكبهم الفشل، حيث تواجدت سيارة الترحيلات فجاءت النجدة بالسيارة وأمسكت بالفاعلين، لذا أول عملية كانت فاشلة من حيث الأداء والنتائج ولكنها نبهت الجميع بنشاط الجماعة وأن بينهم مسلحين.
ثم قاموا بقتل النقراشى باشا رئيس الوزراء، وهذا كان خروج على ما اتفقت معهم عليه حكومة الملك فانقلبت عليهم المائدة تماما وبدأت الدولة تواجه التنظيم وتم القبض على الجميع ثم اغتيال البنا عام 1949 فوصلت الجماعة للصفر وانتهت الجماعة نهائيا.
وتابع المليجى، دخل الإخوان لمدة عامين ونصف فى صراع وعاجزين عن إيجاد مرشد فاستوردوا رئيسا من الخارج ليحلوا الخلاف بينهم وكان حسن الهضيبى هو المرشد الثانى لهم فى عام 1951، وماتت فكرة الدين وأصبحنا أمام مجموعات متصارعة مسلحة وكلهم يريدون الإمارة.
وفى ثورة يوليو كان هناك بعض الضباط المشاركين فى الثورة من الإخوان فقال الهضيبى نقتسم الثورة فرفض قادة الثورة وعرضوا بعض الوزارات على بعض أعضاء الإخوان فرفض الهضيبى وقام بفصل كل من وافق على الوزارة من الجماعة ومنهم الباقورى، وهنا فشل فكرى جديد ففكروا فى اغتيال جمال عبد الناصر فى حادث المنشية وقبض وقتها على التنظيم من عام 54 وحتى 74 ولذلك عمر الجماعة ليس 80 عاما كما يدعون.
واستطرد قائلا: الإخوان الذين خرجوا فى عام 74 كانوا لا يتعدون 150 من "العواجيز" وكانت مصر بها زخم إسلامى فجددوا حياتهم مرة أخرى دون تعب يذكر وأنا ابن هذه المرحلة وكنا لا نعرف شيئا عن الإخوان ولم يكن يعرف الشباب أن أرباب العنف يسكنون بينهم وتم اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
الغريب أن التنظيم العنيف قبل واقعة الاغتيال بأسبوع ترك مصر وخرج باستثناء المنفذين للعملية، وكان رئيس العنف الجديد مصطفى مشهور الذى تربى على يديه محمد بديع ومحمود عزت الذين حولوا المنظمة الدعوية إلى عنف وبدأوا استخدامها فى الاستيلاء على مقدرات المجتمع المصرى وساعدتهم الظروف السياسية حيث قواهم النظام لمواجهة المعارضة المصرية وكل القضايا التى حدثت لنا منذ 95 لن تجد فيها أى قيادة بارزه فى المعتقلين الإخوان، حيث كانت هناك ترتيبات تجرى مع أجهزة حسنى مبارك حول هذه الاعتقالات وكذلك حول مقاسمة مقاعد البرلمان.
واستكمل " مع ظهور حركة كفاية فى عام 2003 وبدء أول مظاهرة بالشارع أمام دار القضاء تحت شعار "لا تمديد ولا توريث كفاية" والشعب فرح بهم هنا ارتجفت الجماعة من هذا الوليد فأنشأت حركة هزيلة وهى قوم يا مصرى ولم يقم معهم أحد من المصريين.
وأشار المليجى إلى أنه بعد الثورة بدأت القوى تعيد حساباتها وحدثت خدعة كبيرة للمصريين لأن الجهاز الحكومى الذى تسلم السلطة هو المجلس العسكرى وفى يوم 2 فبراير كان هناك اجتماع بين محمد مرسى وعمر سليمان ومحمد الكتاتنى وتم الاتفاق أن يقوم الإخوان بإضعاف الكيان الثورى على أن تبقى حكومة مبارك ويكون للإخوان كيان شرعى ورفض شباب الإخوان مغادرة التحرير فماتت فكرة الإخوان.
وبعد سقوط مبارك صارت القضية فى توافق تحتى بين الإخوان والمجلس العسكرى وتشكلت اللجنة الخاصة بالتعديلات الدستورية من الإخوان واستمر الشعب فى حالة ترقب وجاءت الانتخابات الرئاسية ووجدنا أنفسنا أمام الحائط المسدود، حيث جاءت بمن كان يلعب معى وهو محمد مرسى ليس لدية قدرات تنظيمية ولا يعرف يسند نفسه على "الحمارة" وممكن يقع من عليها، إنسان "مخبل فى جلبيته".