أقام المقهى الثقافى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الخامسة والأربعين، حفل تأبين للأديب قاسم مسعد عليوة، بحضور الشاعر شعبان يوسف، والكاتب محمد سيد عيد، والشاعر مسعود شومان، والشاعر أحمد عاطى مصطفى، والكاتبة ابتهال سالم.
وقال الشاعر شعبان يوسف، نحن اليوم فى حضرة الحاضر الغائب الحاضر دوما بنضاله وكتاباته التى تبث فينا الحياة، بإصراره على تحقيق حلمه فى رؤية وطن حر وثقافة خلاقة تنهض بهذا الوطن.
وأضاف "شعبان" فعلى مدار ثلاثين عاما دأب قاسم على المشاركة الفاعلة فى مؤتمرات الثقافة الجماهيرية، وكان من أكثر أدباء الأقاليم إثراء للحياة الثقافية والسياسية، ولن تجد أديبا واحدا من جيل السبعينيات لم تربطه علاقة محبة وصداقة بقاسم الذى حمل على عاتقه همومهم.
من جانبه، قال الكاتب محمد سيد عيد، حينما رحل قاسم شعرت، إن جيلنا بأكمله قد بدأ الرحيل، فهو كان يرى أنه على المثقف أن يكون له دور فاعل فى الحياة الثقافية والعامة، ولا تنتهى علاقته بالحياة الثقافية عند حدود الورق.
وأضاف عيد، كان قاسم يؤمن بالحرية وبضرورة إرساء القيم الديمقراطية على القواعد المنظمة للعمل الثقافى، ففى المؤتمر السادس لأدباء مصر الذى أقيم فى بورسعيد ناضل ليجعل أمانة المؤتمر بالانتخاب، وبعد سنة من الكفاح تحقق مسعاه وكان قاسم مسعد عليوة هو أول أمين عام يأتى بالانتخاب.
وقال الشاعر أحمد عاطى مصطفى، قصدت دار إقامته أنا والشاعر سعد عبد الرحمن لنقرأ عليه الفاتحة، بدت محبوبته بورسعيد للمرة الأولى موحشة، كان هو دوما من ينوب عنها ويجسدها وعلى كل مظاهر الحياة فيها بدت لعينى مدينة أشباك، وإذا بها على اتساعها تضيق وتضيق فلا يتسع فضاءها الرحب بأنفاسنا المذعورة برحيل قاسم. للمرة الأولى أدعوه فلا يلبى لاى يرد ندائى.
وأضاف مصطفى، جميعهم ينادونه باسمه ولى وحدى أن أدعوه بالمعنى فهو قاسمنى عمرى، كان نصيبى منه ونصيبه منى 44 عاما منذ التقيته للمرة الأولى فى السجن الحربى يوم الثلاثاء 26 مايو سنة 1969م، تعرفت عليه وأذهلتنى قدرته على احتواء الآخرين، لم يبخل على أحد بوقته ومشاعره.
ومن جهة أخرى، قال الشاعر أحمد سليمان، إن قاسم كان له فضل كبير فى رعاية موهبتى، إذ عرفنى على العديد من الأدباء الكبار ومنذ ذلك الحين لم أفارقه لحظة واحدة.
ومن جانبها، قالت الكاتبة ابتهال سالم، إن قاسم مسعد عليوة كان عاشقا لمحبوبته بورسعيد، ومن فرط عشقه لها كتب عنها كتاب "المدينة الاستثناء" الذى يعد من أهم ما كتب فى أدب المقاومة.
وأضافت ابتهال سالم، استقبلت خبر وفاته بصمت مطبق لم يفجره إلا بكائى الهستيرى لفقده، كان صديق حميم جدا عشرة الكفاح معه طويلة، هو الذى شارك فى حرب 56 كان يكتب الشعارات الداعمة للمقاومة، والمنددة بقوات الغزو ويعلقها، وقضى فى سلاح المشاة سبع سنوات من شبابه، تمرغ أثناءها بتراب الوطن وتوضئ بنيران الحرب، ومن خلال هذا السلاح عايش نكسة يونيو 1967م. بمنطقة التل الكبير، وشارك فى حرب الاستنزاف فى منطقة البحيرات المرة ومتطوعاً بقوات الدفاع، كان قاسم نموذجا فريد فى وطنيته وإخلاصه لهذا البلد ولفنه وثقافته.
هذا وقال الشاعر مسعود شومان، لا يجب أن ينسينا الحديث عن إنسانيته الآثار العظيمة التى خلفها لنا فى الأدب، وبخاصة دراساته النقدية التى اهتمت بالفلكلور فى سيناء، وتوثيقه للسير الخاصة بعناصر الفن البورسعيدى، والأغانى الشعبية وأغانى المقاومة التى شاعت إبان حرب الاستنزاف.
فضلا عن نضاله من أجل إيصال صوت أدباء الأقاليم فى المحافل الثقافية، كان من أشد المعارضين لمركزية الحركة الثقافية فى القاهرة وتهميش الأقاليم، إذ كان حاضرا فى كل مؤتمر وفاعلية.
ومن جانبه، أوضح الناقد أحمد رشاد حسنين، إن الراحل كان قامة أدبية وفكرية وثقافية عظيمة، فهو كاتب فذ وعلامة من علامات الأدب فى مصر خاصة فى مسيرة القصة المصرية.
وأضاف حسنين، ومن أهم ما أبدع قاسم كتاب "تأريخ ما يستوجب التأريخ" الذى يسجل فيه تفصيلات عن يوميات ووقائع ثورة 25 يناير فى بورسعيد وكان من أوائل من شاركوا فيها؛ فضلا عن جهده العظيم فى الكتابة للأطفال، فله كتاب مهمة جدا فى تعليم السيناريو للناشئة بعنوان "بهجة التخيل".