آمال رسلان تكتب : مصر وتونس.. بلدان جمعتهما الثورات وفرقهما «الإخوان»

السبت، 01 فبراير 2014 06:41 ص
آمال رسلان تكتب : مصر وتونس.. بلدان جمعتهما الثورات وفرقهما «الإخوان» صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يفصل بين ثورتيهما على الديكتاتورية والمناداة بالديمقراطية والحرية غير أيام قلائل، والآن وبعد ثلاث سنوات عجاف مرت على مصر وتونس عانت فيها كل من الدولتين ظروفا سياسية وأمنية واقتصادية عصيبة يقفان على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة تطرح أسئلة كثيرة عن مستقبل العلاقات بين بلد أسقط حكم الإخوان بعد عام واحد من الفشل فى الإدارة، وبلد وصل إلى بداية نهاية مرحلتها الانتقالية عبر ائتلاف يقوده الإخوان.

مستقبل العلاقات مازال غامضاً، خاصة بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على ترشح وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى لانتخابات الرئاسة، وهو الذى يعد فى أعين حزب النهضة التونسى الإسلامى ألد الخصوم ومن أطاح بحكم الإخوان المسلمين فى مصر وهدم مشروعاً فى المنطقة كان يخطط له تنظيم الإخوان الدولى، وربما تزيد العلاقات صعوبة، خاصة فى ظل استمرار حزب النهضة الإسلامى على رأس السلطة ونجاحه فى قيادة البلاد والعبور إلى إقرار دستورها بتوافق وطنى، وبدأت عهدا جديدا بحلف حكومة مهدى جمعة اليمين الدستورية وتنتظر الآن استكمال استحقاق الانتخابات الرئاسية فى القريب العاجل.

ولكن ثمة نورا فى الأفق يوحى بأن تستمر العلاقات بين البلدين فى منحناها الطبيعى على الرغم من الخلاف الأيديولوجى بين القائمين على الحكم فى كلا الدولتين، والمؤشرات ظهرت على مدار الأشهر الماضية التى استطاعت كل من مصر وتونس أن تحافظ خلالها على «شعرة معاوية» بينهما، ففى الوقت الذى اتجهت كل من قطر وتركيا فى التصعيد المباشر ضد مصر وحكومتها الحالية على جميع الأصعدة الإعلامية والسياسية والدبلوماسية التزمت تونس الصمت إلا فيما ندر، ويعتبر السياسيون أن السقطة الوحيدة التى تحسب ضد تونس مطالبة الرئيس المنصف المرزوقى بالإفراج عن المعزول محمد مرسى خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وفى المقابل خرجت أطراف تونسية لتلطيف الأجواء من جديد بين الطرفين.

حالة الصمت التى التزمتها تونس وانشغالها بأوضاعها الداخلية خلقت مساحة من الحفاظ على العلاقات بين البلدين دون توتر فى العلن، وهو ما يوحى بثمة توافق بين الطرفين على أن يحتفظ كل منهما برأيه الشخصى فيما يحدث وعدم التدخل فى شؤون الآخر وألا تظهر الخلافات الأيديولوجية إلى السطح، وهذا الاتفاق بدا واضحاً بعد أن قررت تونس إعادة سفيرها لمصر عقب غياب دام شهرين عن سفارتها بالقاهرة، بل أكدت أنه كان هناك فى إجازة رسمية وليس بسبب موقف سياسى.

مصر بعد تجربة 30 يونيو تسعى جادة فى استعادة دورها العربى والإقليمى، وهذا لن يستقيم إلا بعلاقات مستوية مع الدول العربية، وتونس لها مكانتها التى ربطتها بمصر منذ أن جمعت الثورات أقدار الدولتين، وحتى إن كانت المراحل الانتقالية فرقتها وسلك كل منها طريقا مختلفا بناء على معطيات المرحلة فإعادة صياغة العلاقات بشكل جديد مطلب ضرورى بغض النظر عن الأطراف المتواجدة فى الحكم فى أى من الدولتين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة