بالصور.. بوابات القاهرة.. سحر وأساطير شيدت للسيطرة على المداخل.. وعلى باب زويلة شنق طومان باى وعلقت جثته ثلاثة أيام

الثلاثاء، 09 ديسمبر 2014 11:08 م
بالصور.. بوابات القاهرة.. سحر وأساطير شيدت للسيطرة على المداخل.. وعلى باب زويلة شنق طومان باى وعلقت جثته ثلاثة أيام باب زويلة
كتبت سمر سيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بوابات القاهرة لها سحرها الخاص كل بوابة تخفى أسرارًا وحكايات شكلت تاريخها وصنعت شهرتها، بناها حكام مصر لترد عنهم كيد المعتدين وليدق عليها الزائرون، فتفتح لهم مصراعيها وترحب بهم، تتميز بأبواب ضخمة وأبراج عالية، ومزاغل لمرمى السهام وفتحات نافذة فوق المداخل لصب السوائل المغلية والمواد الكاوية والمنصهرة على كل من يحاول اقتحام الباب، ورغم أن تلك البوابات مر عليها الكثير من العصور إلا أنها مازالت محتفظة بسحرها وجمالها.

هذه الأبواب ترجع لعصر جوهر الصقلى، الذى أدرك بحسه العسكرى أن القاهرة ليست كأى مدينة من المدن التى سبق له بناؤها ولهذا قرر إحاطتها بسور ضخم لتحصينها وتزويدها بثلاثة أبواب ضخمة هى النصر، الفتوح، زويلة.

باب زويلة

باب زويلة أكثرها شهرة على الإطلاق وأوثقها ارتباطا بأيام لها تاريخ.. أيام كانت مصر فيها مقرًا للخلافة الإسلامية، وقد عرف على المستوى الشعبى باسم بوابة المتولى، وقد احتار المؤرخون فى أصل تسميته بالمتولى فمنهم من أرجعه إلى أن والى القاهرة كان يجلس على باب زويلة للتعرف على أحوال وشكاوى رعيته أو أنه كان يجلس فى مدخله شخص يسمى (متولى) لتحصيل ضريبة الدخول إلى القاهرة من أجل مصر.

ومنهم من أرجعه إلى اعتقاد أهالى القاهرة الذين كانوا ينزعون خرقة من ملابس صاحب الحاجة سواء كانت شفاء من المرض أو زيادة فى الرزق أو رفع ظلم الحكام ويعلقونها بمسامير على باب زويلة على اعتبار أن القطب حينما يزور الباب سيقضى حاجة صاحب الأثر أو الخرقة.

وترجع تسميته بزويلة إلى قبيلة من البربر تسمى زويلة، والتى استقرت بالقرب من البوابة، وقد دخل أمير المؤمنين الخليفة المعز لدين الله قبل ألف عام إلى عاصمته الجديدة، التى أمر بتأسيسها "القاهرة".. وعلى باب زويلة شنق طومان باى سلطان مصر، وبطل نضالها، وقائد مقاومتها ضد الغزو العثمانى، وعلقت جثته على الباب لمدة ثلاثة أيام.. حتى أن البعض فى مصر يتخذ من هذه الحكاية عبرة.. ويقولون فى صيغة تهديد وتهكم (هعلقك على باب زويلة).

وكان طومان باى قد تولى السلطة فى مصر بعد مقتل عمه السلطان الغورى فى موقعة "مرج دابق"، والذى كان قد عين ابن أخيه طومان باى نائبا له قبل خروجه لقتال العثمانيين وبعد قتل السلطان الغورى أجمع أمراء القاهرة على اختيار الأمير طومان باى سلطانًا للبلاد وبدأ يعد العدة لمحاربة العثمانيين، وبعد عدة معارك انتصر العثمانيون فى النهاية لتفوقهم فى العدد والعتاد وأخذ طومان باى يبحث عن مكان يلجأ إليه حتى لايقع فى أيدى غريمه السلطان سليم الأول ولجأ إلى صديقة شيخ العربان "حسن بن مرعى" ولكن شيخ العربان خانه وأبلغ عنه السلطان سليم فأمر فى النهاية بشنقه.
وبعد مرور 300 عام على إنشاء البوابة قام السلطان المملوكى المؤيد ببناء جامع ملاصق لباب زويلة وقد استغل برجى باب زويلة لبناء مئذنتين فوقهما.
ويقع الباب فى بين شارع الغورية وشارع الحرفيين "الخيامية"، الذى يحوى بين جنبيه العديد من الورش المتخصصة فى عدة حرف يدوية.

ومن الأماكن الأثرية الموجودة بجوار باب زويلة سبيل محمد على باشا وهو يقع فى قلب أكثر مناطق مدينة القاهرة شعبية يحمل روحها وروح المارة الذين ينظرون إليه بإعجاب وهم يواصلون سيرهم بوجوه لاتريد أن تفارقة.

باب النصر

ننتقل إلى باب الذى بنى عام 1087 ميلادية فى نفس الذى بنى فيه باب الفتوح بجوار جامع الحاكم بأمر الله ووكالة قايتباى ويتكون من برجين مربعين نقشت عليهما أشكال تمثل بعض آلات الحرب من سيوف وتروس ويتوسط البرجين باب شاهق وجدت به فتحة من أعلاه كى تصب منها المواد الكاوية على من يحاول اقتحام الباب يطلق عليها سقاطة، ويعلو هذه الفتحة افريز يحيط بالقلعتين وبه كتابات كوفية تضمنت اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء والباب الموصل لداخلة حديث العهد، وربما فتحت فى عهد الاحتلال الفرنسى لمصر.

أما الباب الأصلى فيقع فى الركن القبلى الشرقى وهو الآن مسدود بالبناء والسلم الموصل إلى أعلى المبنى مصنوع من الحجر، وقد بنى بأسلوب يعد الأول من نوعه فى العمارة الإسلامية بمصر وهو يقود إلى أبراج وحجرات اشتملت على مجمعة من العقود المبنية بالحجر ومعقودة بمهارة فريدة فى بابها.. الباب مازال محتفظًا بجماله فيتوج فتحة الباب عقد مسطح يعلوه نص تأسيس بالخط الكوفى من ثلاثة سطور (بسم الله الرحمن الرحيم، ولا إله إلا الله وحده لاشريك له، محمد رسول الله، وعلى ولى الله، صلى الله عليه وعلى الأئمة من ذريتهم أجمعين).

باب الفتوح

وعلى بعد أمتار قليلة تقع بوابة الفتوح، التى تم بناؤها عام 1092م وتقع البوابتان بحى الجمالية، الذى يعتبر من أهم المناطق السياحية لما يحتويه من آثار مثل جامع الأقمر وبيت السحيمى ووكالة بازرعة.
البوابة تعتبر عمارة حربية أنشئت من الحجر الجيد النحت، ويوجد بجوار البوابة ضريح صغير يقال إن صاحب هذا الضريح هو حارس هذه البوابة الذى كان يقوم بفتح وغلق البوابة، وذلك فى الدولة الفاطمية.

وفور دخولك إلى باب الفتوح سوف تجد الكثير من محلات الشيشة والعطارة وورش الحديد والنحاس والألومنيوم وتعتبر هذه الصناعات من أهم مايميز تلك المنطقة.
ويتكون باب الفتوح من برجين مستديرين يتوسطهما المدخل وفى فتحتيهما حلية مكونة من أسطوانات صغيرة، وهى نوع من الزخارف وفى أعلى المدخل تماثيل على هيئة كبش بقرنين.. ويتصل باب النصر بباب الفتوح بطريقتين إحداهما من فوق السور والآخر من تحته، وهو ممر معقود على جانبيه الحجرات بحالة متقنة تعطى فكرة جيدة عن نظام الحصون المصرية فى ذلك الوقت.


صورة مئذنتين باب زويلة
صورة مئذنتين باب زويلة


باب زويلة الذى شنق عليه طومان باى
باب زويلة الذى شنق عليه طومان باى


باب زويلة
باب زويلة


باب النصر من أعلى
باب النصر من أعلى


صورة ثلاثة سطور بالخط الكوفى مكتوبة على باب النصر
صورة ثلاثة سطور بالخط الكوفى مكتوبة على باب النصر


السطور المكتوبة على باب النصر
السطور المكتوبة على باب النصر سطور (بسم الله الرحمن الرحيم، ولا إله إلا الله وحده لاشريك له، محمد رسول الله، وعلى ولى الله، صلى الله عليه وعلى الأئمة من ذريتهم أجمعين)


باب النصر
باب النصر


صورة باب الفتوح
صورة باب الفتوح


الزخارف الموجودة بباب الفتوح
الزخارف الموجودة بباب الفتوح









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة