د. شحاتة غريب يكتب: عندما تسقط الروح.. فلا يوجد حب الوطن!

الإثنين، 08 ديسمبر 2014 02:10 م
د. شحاتة غريب يكتب: عندما تسقط الروح.. فلا يوجد حب الوطن! شخص حزين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أجمل أن نشرق مع شروق الشمس، لنملأ الحياة بالنور، والأمل، وحب المستقبل، والقضاء على اليأس، والسعى فى طريق الطموح، من دون عودة إلى أى فكر رجعى يزعزع عقيدتنا، ويأخذنا إلى الوراء، وإلى ظُلمة نتخبط فيها، من دون إدراك للسبيل الحق، الذى يعبر بنا جسور الخوف من الظلم ، لنصل إلى نور الحق، ليضىء لنا شموع العدل، والعدالة، وحب الحياة، بعد أن كنا نيأس من الحياة فيها، أو البقاء على سطحها، فى ظل اطلالة غيوم الظلم، والكره، وسقوط القيم الروحية، والمعانى السامية، وفى ظل حب العالم المادي، بدلا من سمو الروح الجميلة على كل سلوكياتنا وتصرفاتنا.

فعندما تسقط الروح، وتخف بداخلنا كل أشكال الحقد والكراهية، فإن ذلك لن يدوم، وستظهر علامات، ودلائل عدم الحب، فى يوم ما، مهما كانت حنكة الإخفاء، لأن الروح المحبة للناس، ستتعرف على روح هؤلاء الحاقدين، وستعرف أنهم قد أسقطوها، وقد ارتدوا رداء الكره لكل مَن يعمل باجتهاد، أو مجرد أن يحاول فعل ذلك، بهدف نشر المحبة، وعدم بث الفتن، بين صفوف شعبه، المحب له، ولاستقراره، وإدراكه أن الاستقرار، والرقي، ونشر روح التسامح، لن يأتوا إلا بالحب، ونشر قيمه فى كل مكان، لنعانق بعضنا البعض، بقلوب صافية،وأحضان دافئة، نشعر بها مهما كان برد الشتاء قارساً، ولنضلل على بعضنا البعض، بسحاب الحب، لتحمينا من شمس محرقة، وليتحول لهيب الحرارة، إلى نسمات، تملأ قلوبنا بأجمل ربيع، لنشم رائحة وروده، وأزهاره، ويكون الأمل هو عنوان كل مراحلنا الحياتية المقبلة.

فعندما تسقط الروح، وننشر الأكاذيب، والمعلومات المزيفة، والمضللة، فلا يوجد عندئذ أدنى حب للوطن، وكيف نحبه، وندين بالولاء له، ونحن ننهش فى عرضه، لتحقيق مآرب، ومصالح شخصية، تبعد كل البعد عن صالح الوطن؟! فعندما نسعى بكل مكر، وخداع، وكذب، وعنف، وإرهاب، لإفشال المسيرة التنموية، بدلا من السعى للمساهمة، والمشاركة، والعمل بإخلاص، من أجل إنجاحها، فإننا نفقد معنى الإنسان، ولا نستحق أن نكون ضمن الدائرة الإنسانية، وكيف نكون فيها، ونحن ننهج نهج شريعة الغابة، لترهيب الشعوب، وتخويفها، من المساهمة فى بناء الأوطان؟!

فأين التحلى بروح الحب، والولاء، والإخلاص، للوطن؟! وأين الميثاق الذى وقعنا عليه جميعا، لنبذل كل ما فى وسعنا، من أجل الوطن؟! وأين نحن من تعاليم كل الأديان حول الوفاء، واتقان العمل من أجل الوطن؟! وأين نحن من نشر قيم التسامح، بدلا من التعصب، والعنصرية، وأخذ الشعوب إلى طريق التهلكة؟!

فلا يمكن لأى مكسب سياسى مهما كان ، أن يكون بديلا عن التحلى بروح الحب ، ونشر المحبة، للحفاظ على النسيج الوطني، وأن تبقى كل خيوطه متماسكة، ومتحدة، لا يستطيع فك تمسكها أى كائن مَن كان، فما الفائدة من مغانم العالم السياسي، ونحن قد فقدنا الوطن، بسبب الفتن، والفوضى التى عمت أرجائه؟! وما الفائدة من تلبية نداء العملاء، والخائنين، للعمل على انهيار الوطن؟! فإذا انهار الوطن، فلا مكان لنا فيه، بما فيهم هؤلاء العملاء، والخونة، وحاملى الأجندات الخاصة فوق أعناقهم، ورؤسهم!

فعندما تسقط الروح، تكون الدعوات لحرق الوطن، وإرباك المؤسسات، وهدم البنية التحتية، فلا يمكن أبدا أن نصف الذين يدعون إلى التخريب، والتدمير، إلا بأنهم بلا روح، وبلا أدنى مشاعر الحب، والولاء، للوطن، فما مغزى الدعوة إلى التظاهر بعنف، وكأننا نواجه الأعداء، أليست الأعداء هم الأولى، بأن نرفع السلاح فى مواجهتهم؟!

ولكن للأسف الشديد، قد سقطت كل المفاهيم، والمعانى الحقه، للمصطلحات، والكلمات، فمفهوم العدو، قد تغير، وتبدل، وأصبح الوطن هو العدو، فى نظر هؤلاء المخربين، والإرهابيين، وأصبح الحب وهما، لا مكان له، ولا اعتراف به، عند هؤلاء، وكيف يؤمنون بالحب، وهم يعرفون أن الإيمان به، سيعطلهم عن تحقيق أجنداتهم الخاصة التآمرية؟!

فعندما تسقط الروح، فلا جمال قد نراه، ولن نرى شروق الشمس، التى تضيء حياتنا، ولن نرى إطلالة القمر من وراء السحاب، لينير بصيرتنا، ولن نرى النجوم، لتهدينا إلى طريق الخير، والحب، والتعمير، من أجل الوطن، فلا نرى سوى الظلمات، والمخططات الإرهابية، والمؤامرات، التى تُحاك لهدمنا، وتشريدنا، وأن ندخل فى دائرة العبودية، ونخضع لأسيادنا، الذين تآمروا علينا، وحققوا مرادهم، عن طريق الخونة، والعملاء بالداخل، وهنا لا نلومن إلا أنفسنا، لأننا أعلنا راية الاستسلام لهؤلاء الخونة، ولم نكبح جماحهم، ونقضى على مخططاتهم.

فلكى نسترد روح الحب ، ونشر القيم الروحية بيننا، فلا مفر من قمع هؤلاء الذين سقطت أرواحهم، وأصبحوا بلا حب، ولا مفر من أن نهب أنفسنا للوطن، ونردع كل خائن، وعميل، وأن ننشر الحب فى كل مكان، وأن يشق الفجر عتمة الليل، ليأتى نور الحق، مخلصا لنا من سواد القلوب، وماحيا للحقد، كى نعيش بسلام، فلا حياة بدون حب، فكيف تكون الحياة، أو تستمر إذا مات الحب؟!










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

م.محمد عمر عبدالمجيد

من لايحب وطنه لايستحق ان يعيش فيه

عدد الردود 0

بواسطة:

م.محمدعمرعبدالمحيد

حب الوطن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة