مصطفى إبراهيم يكتب: فلسفة الألم !!

الأربعاء، 03 ديسمبر 2014 03:10 ص
مصطفى إبراهيم يكتب: فلسفة الألم !! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحياة تعطى وتـأخذ دون أن نملك أى تفسير لماذا وكيف يحدث هذا؟ .. هذه هى ماهية الحياة وواقعها، ومن يعتقد غير ذلك، فهو واهم.. فكل شىء فيها يتحرك ويتبدل دون إرادة منا.. أنها أقدار لا يد لأحد فيها ! .. فعجلة الحياة تسير وتمر علينا فتعطينا السعادة فنفرح ونشعر بالسرور وفجأة دون مقدمات تعطينا الألم فنجزع ونشعر بالتعاسة.. وما بين الشعور بالسعادة والتعاسة نقف حائرين دون أن نجد تبريراً منطقياً يريح عقولنا ونفوسنا .

إن الإنسان فى سعى دائم لتحقيق غاياته التى تسعده.. فينجح أحياناً وأحياناً أخرى يصطدم بالظروف أو الأزمات التى تحول دون تحقيق مايريد فيشعر بالألم ويشتعل الوجع بداخله وربما يحاول الهروب من الأمكنة والأزمنة أو ربما يصبح حبيس داخل قفص عمره الذى يمر فى انتظار أن يتغير الواقع لكن دون جدوى.. أنها أقدار لا مفر منها فهى من صنع الخالق سبحانه وتعالى .

والسؤال الذى يطرح نفسه، من ذا الذى يستطيع أن يمنع السعادة ؟ أو يمنع الألم ؟ .. فاليقينية والثبات ليسا من صفات الحياة التى لا تعدو سوى كونها مرحلة مؤقتة.. ومن الجهالة أن يعتقد أحد أن الحياة ستعطى دون أن تأخذ! .. فبقدر ما تعطى بقدر ما تأخذ! وما علينا سوى السعى بجدية للأخذ بالأسباب ولا حيلة لنا سوى تقبل كل النتائج .

وتأتى فلسفة الألم التى تفسر لنا بأنها جزء لا يتجزء من الحياة يسير جنباً إلى جنب مع السعادة ومن يعتقد أن الألم شر فهو مخطئ.. فالألم يحمل فى طياته الكثير من الخير .. فالإحساس بالألم يجعلنا نتعلم الكثير من أمور الحياة.. ولولا الألم ما استطعنا تذوق الفرح وما تعلمنا كيف نواجه ونصمد أمام الصعوبات.

والتجربة الإنسانية خير دليل على قيمة الألم الذى يثقل خبراتنا ويفتح عيوننا على مواضع الخلل التى تسكننا كى نتخلص منها.. وتبقى فلسفة الألم هى الدليل الذى يرشدنا إلى حقيقة أنفسنا والتسامح معها !

ولكى نكون أكثر قدرة على تحمل الألم يجب أن ندرك بأن ما نتعرض له من أزمات وعوائق هو قدرنا .. وتلك نعمة كبيرة من نعم الله على عباده كى يعلمنا كيف نتقبل ونتعايش مع كل الأشياء بحلوها ومرها .. وويل لمن لا يتعظ !

وستظل الحياة حقيقة غامضة إلى أن تقوم الساعة سواء قبلنا أو أبينا.. وليس علينا سوى تقبل الألم والتعايش معه بنفس راضية لأنه قدر محال تغييره.. ولا مهرب منه إلا إلى الله الذى يقدر الأقدار بحكمته التى لا يعلمه إلا هو سبحانه العلى القدير .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة