أحمد مصطفى

زيارات السجون ليست كل حقوق الإنسان

الإثنين، 29 ديسمبر 2014 08:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل سنة وأنتم طيبين وبالأعياد متهنيين، كل يوم أتصفح بريدى الإلكترونى أو الصحف والمواقع المختلفة باحثا عن نشاط ملحوظ للقائمين على منتدى الأحزاب السياسية "المجلس القومى لحقوق الإنسان" القائمين على المجلس قرروا القيام بنشاط قوى فى محافظة أسوان، ورشة عمل تبحث فى واقع المجتمع الأسوانى، لكن الغريب أن منظمى الورشة أو قيادات منظومة العمل داخل المجلس اختاروا مكان الانعقاد فى فندق "هلنان" وهو من أفخم الفنادق وأغلاها فى أسوان خصوصا فى هذا التوقيت من العام والذى يعد خلافا لأنه موسم للسياحة فهو توقيت أعياد رأس السنة وأعياد الكريسماس.

كل هذا شىء جيد لكن التكلفة المالية لمثل هذا النشاط كم تبلغ؟ وما هو حجم المخرجات من هذا العمل؟

والسؤال الأهم هل زار المجلس وقياداته الأب المكلوم الذى توفى نجله نتيجة الإصابة بأنفلونزا الطيور أم أن هذا لم يوضع فى الخطة، هل قام المجلس بزيارة البسطاء فى قرى أسوان واستمع إلى شكاواهم وآلامهم وأحلامهم "أشك" ولدينا حالة صارخة منذ أيام كانت تستوجب بعثة تقصى حقائق أو حتى زيارة وهى حالة الطفل أحمد مظهر، 5 سنوات، والذى توفى نتيجة إصابته بفيروس أنفلونزا الطيور بسبب الإهمال فى التعامل مع الحالة. وقال والد الضحية، إن نجله دخل إلى مسشفى نصر النوبة وتم احتجازه بها دون تشخيص الحالة ثم تم نقله إلى مستشفى حميات أسوان وبعد أن ساءت حالته تم نقله إلى مستشفى أسوان الجامعى لحاجته إلى جهاز تنفس صناعى وهو غير متوفر بمستشفى الحميات حيث لفظ أنفاسه بالمستشفى.

لكن ألا يوجد رجل رشيد يشير على القائمين هناك أن تكلفة مثل هذه الورشة ربما يمكن ضغط نفقاتها حتى ولو كانت ممولة أى على حساب دافع ضرائب أجنبى وليس من ميزانية مصر.

لكن أرى أن السادة المسئولين لم يضعوا نصب أعينهم الخروج الكبير لبسطاء المصريين يتبرعون بقروش قليلة فى مشروعات لدعم الدولة، وكان لزاما على أجهزة الدولة ومؤسساتها أن ترعاهم فهل تفتق ذهن "جهابذة" التخطيط الاستراتيجى بالمجلس ومعدى الخطة زيارات للمستشفيات والوقوف على حالة التردى المزرية التى وصل إليه حالها، هل شاهد الباحثون والخبراء معاناة مواطن بسيط لا يملك حق تذكرة العيادة الخارجية للكشف بمستشفى مركزى وليس وحدة صحية فى قرية صغيرة.

هل سطرت تقارير المجلس زيارة إلى المدارس الحكومية والوقوف على حالها المتهالك ومستوى الفشل الذريع الذى وصل إليه حال التعليم فى مصر، هل قام وفد من المجلس بزيارة إلى منافذ توزيع منتجات وزارة التموين للوقوف على المأكل والمشرب الذى يحصل عليه المصريون؟

هل ورد خاطر لبعض قيادات المجلس ليفكر فى القيام بالتجول داخل منظومة النقل ليرى هل هى آدمية وتوافق المعايير الإنسانية لمواطن يدفع ضرائبه بالكامل من المنبع "عنوة"؟

هل فكر أعضاء المجلس فى القيام بجولة داخل المصالح الحكومية و"دواوين" الوزارات ليقفوا على الخدمات، هل تقدم للمواطن المصرى بعدالة كاملة أم ما زالت الواسطة والمحسوبية والفساد هو سيد الموقف فى تلك الأماكن؟

وأخيرا هل فكر من سافر إلى أسوان من الباحثين بالمجلس أن يركب قطار "البسطاء العادى" ويستمع إلى شكاوى وآلام ركابه وهل وجد هناك آدمية فى هذه الوسيلة أم أن البلطجة هى الحاكم الفعلى داخل أروقة هذا القطار الذى يسافر داخله غالبية المصريين؟

ونصيحة للسادة الأعضاء داخل المجلس العمل الحقوقى ليس كله زيارة السجون فمصر ليست كلها داخل السجون فالمستشفيات والمدارس والجامعات والمصالح الحكومية والمواصلات العامة وكافة الخدمات التى يحيا بها المواطن هى حقوق إنسان يا حضرات "الخبراء".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أسامة طلعت

راااائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة