وسائل الإعلام الصينية ترصد آراء مستثمرين ورجال أعمال وخبراء اقتصاد صينيين: استثماراتنا تدق بقوة على أبواب الاقتصاد المصرى بعد زيارة السيسي.. والطاقة فى صدارة موضوعات التعاون بين البلدين

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014 06:36 م
وسائل الإعلام الصينية ترصد آراء مستثمرين ورجال أعمال وخبراء اقتصاد صينيين: استثماراتنا تدق بقوة على أبواب الاقتصاد المصرى بعد زيارة السيسي.. والطاقة فى صدارة موضوعات التعاون بين البلدين السيسي خلال زيارته للصين
كتب عادل السنهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت وسائل إعلام صينية بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى بكين، واستطلعت أراء مسستثمريين ورجال أعمال وخبراء اقتصاد صينين فى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين ومصر وآفاق المستقبل لتطور العلاقات بين الجانبين.

رصدت وسائل الإعلام الصينية حجم الاستثمارات الصينية فى مصر والتى بلغت10 مليارات دولار العام الماضي، بينما بلغت فى الشهور التسعة الماضية من العام الحالى 6ر8 مليار دولار، فى حين أن الاستثمارات الصينية المباشرة بلغت 66 مليون دولار. وتحتضن مصر ما يزيد عن ألف شركة صينية حاليا.

والجدير بالذكر أن الصين أصدرت فى سبتمبر الماضى نسخة جديدة من لوائح الإدارة للاستثمار الخارجى بشأن تشجيع الشركات المحلية على ضخ الاستثمار فى الخارج.

وبلغ حجم الاستثمار الصينى فى الخارج 89.8 مليار دولار فى الأشهر الـ11 الأولى من العام الجارى بزيادة 11.9% على أساس سنوي. وبذلك قد استثمرت الصين بصفتها ثالث أكبر مستثمر عالمى 633.2 مليار اجمالا فى القطاعات غير المالية بالخارج حتى نهاية نوفمبر الماضي.

وتطلع المستثمرون الصينيون إلى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي والتى ستجلب لهم فرصا تجارية أكثر فى ظل تعزز ثقتهم فى آفاق السوق المصرية بفضل ما بذلته مصر من جهود ضخمة بشأن جذب الاستثمار الصيني.

ويلاحظ أن مصر تحرص بشكل غير مسبوق على تعزيز التعاون الاقتصادى مع الصين فى شتى المجالات حيث قامت وفود رفيعة المستوى بجولات عديدة فى زياراتها للصين فى الفترة الأخيرة وخاصة زيارة الوفد الوزارى الأخيرة للصين.

ووفقا لصحف صينية، فقد عرض الوفد المصرى الوزارى المكون من أربعة وزراء تصورا شاملا لفرص الاستثمار الناجمة عن الإصلاح الاقتصادى المصري، وذلك فى ندوة مع مختلف الشركات الصينية أقيمت مؤخرا فى بكين تحت عنوان “سياسة مصر الاستثمارية والوضع الاقتصادي”.

وجنت مصر من خلال هذه الجهود ثمارا وافرة حيث تعززت ثقة المستثمرين الصينيين فى مستقبل مصر استعدادا لضخ الاستثمارات فى هذه الدولة.

وتقول “وانغ شياو لينغ” وهى مسؤولة بشركة باوبى الصينية للاستثمار الدولى إن شركتتها تستعد للمشاركة فى عملية تنمية المدن والسياحة فى مصر فى إطار مبادرة طريق الحرير البحرى للقرن 21 التى طرحتها الصين. وأكدت أن شركتها ظلت تحافظ على التواصل الوثيق مع الجانب المصرى بفضل تفاؤلها تجاه فرص الاستثمار المستقبلية فى مصر.
وأضافت ان الشركة تحرص على استغلال فرصة زيارة الرئيس المصرى السيسى المرتقبة للصين للتوصل إلى اتفاقيات مع مصر.

فى الوقت الذى أكد وزير الكهرباء والطاقة المصري”محمد شاكر” فيه أن مصر جادة فى تنفيذ برنامجها النووى لإنتاج الطاقة، أعربت الشركة النووية الوطنية الصينية عن رغبتها فى بناء مشروعات نووية فى مصر.

كما تخطط شركة فاو الصينية بصفتها العملاق المحلى فى إنتاج السيارات لإجراء تعاون مع مصر لإطلاق المزيد من سياراتها الهندسية فى السوق المصرية.

وأكد وزير النقل هانى ضاحي أن مصر ترحب بالتعاون مع الصين فى شتى المجالات بما فيها مجال السيارات.

وفى تطور آخر، أعربت بعض الشركات الصغيرة عن نيتها فى إجراء أعمال وضخ استثمارات فى مصر. ولكنها تعانى من مختلف المصاعب والمشاكل فى هذه العملية مثل اجراءات التسجيل المعقدة وعدم تواجد المعلومات الوافرة.
وقال “كونغ جيون” نائب الرئيس التنفيذى لمركز تنمية الاستثمار والتجارة الصينى للشرق الأوسط إنه على الرغم من أن بعض الشركات المتوسطة والصغيرة الصينية لديها رغبات شديدة فى ضخ الاستثمار فى مصر، إلا أنها ماتزال مترددة فى هذا الشأن.

وأوضح:” إن هذه الشركات قلقة تجاه الوضع الأمنى المستقبلى فى مصر بينما تنقصها المعلومات الكافية حول فرص الاستثمار والاجراءات المعنية وكيفية إدارة المخاطر”.

وأضاف أن الحكومات المحلية الصينية تهتم بتمويل الشركات المتوسطة والصغيرة للتوجه نحو العالم وذلك من خلال إقامة الصناديق المختلفة وتقديم العلاوات، ولكن لاتزال لدى بعض الشركات مخاوف تجاه المخاطر الكامنة فى السوق المصرية بسبب عدم امتلاكها المعلومات الوافرة.

ودعا “كونغ” الحكومة الصينية إلى العمل على تقديم معلومات وافرة حول الاستثمار والتجارة لتلك الشركات لأن قلة المعلومات قد أصبحت حاجزا كبيرا بشأن قيام الشركات بالاستثمار فى مصر.
وأعرب “كونغ” عن أمله أن تهتم مصر بالشركات المتوسطة والصغيرة الصينية فى عملية جذب الاستثمار الأجنبى والعمل على تقديم المعلومات وخلق الفرص لها نظرا لأن هذه الشركات شهدت تنمية متسارعة ولعبت دورا مميزا فى نمو الاقتصاد الصيني.

وحسب أحدث احصاء رسمي، تم تسجيل نحو 8 ملايين شركة متوسطة وصغيرة الحجم فى القطاعين التصنيعى والخدمى فى الصين حتى نهاية 2013, محتلة نسبة 95.6 بالمئة من إجمالى الشركات فى القطاعين، بينما تمتلك 29.6 بالمئة من إجمالى أصول الشركات الصينية.

ويتطلع كونغ إلى أن زيارة الرئيس السيسى ستساهم فى تعزيز ثقة الشركات الصينية للسوق المصرية وخلق فرص أكثر لها وخاصة الشركات المتوسطة والصغيرة.

ومن جانبه قال “دينغ لونغ” مدير كلية اللغة العربية بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية الصينية إن مصر تعتبر مقصدا جيدا للاستثمارات وطاقة الإنتاج الزائدة الصينية بالنظر إلى مزاياها الجغرافية وظروفها الطبيعية المواتية لتنمية الصناعة وأيديها العاملة الوفيرة ومنخفضة التكلفة.

ودعا مصر إلى استئناف الاستقرار وضمان الأمن بشأن زيادة ثقة المستثمرين الأجانب فضلا عن اتخاذ اجراءات تفضيلية لتعزيز تنافسيتها لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبى .

وفى هذا السياق، أكدت مصر أنها تسعى إلى خلق ظروف مواتية لجذب الشركات المتوسطة والصغيرة الأجنبية مشيرة إلى أن لديها خطط للتواصل مع مختلف المستثمرين فى كل المقاطعات والمناطق الصينية بدلا من العاصمة بكين فقط، وفى حين تتردد بعض الشركات أعربت الأخرى عن تفاؤلها وثقتها القوية للسوق المصرية.

وقال “ليو هاى بوه” مسؤول بشركة الاستيراد والتصدير الوطنية الصينية للتكنولوجيا الفضائية إن شركته قد دخلت السوق المصرية قبل أكثر من 10 سنوات وحققت نتائج ايجابية.

وأكد أن ما تعرضت مصر له من الاضطرابات منذ 2011 لم يترك تأثيرات سلبية ضخمة لأعمال الشركة فى مصر، معربا عن تفاؤله للسوق المصرية فى العهد الجديد.

وبدورها قالت “شيانغ رو بين” مسؤولة بشركة جيوشى الصينية لإنتاج الألياف الزجاجية إن شركتها استثمرت 250 مليون دولار فى بناء فرع لها فى مصر عام 2012 انطلاقا من ثقتها الكبيرة فى أفق السوق المصرية.

وأكدت أن شركتها جنت مصلحة جيدة فى مصر حيث صدرت منتجاتها المصنوعة فى مصر إلى أوروبا بمعايير مرتفعة.

وعلى خلفية إقبال الشركات الصينية على تطوير أعمالها فى سوق الطاقة الجديدة فى الدول العربية ولاسيما منطقة الشرق الأوسط توقع رجال الأعمال وخبراء صينيون أن تحفز زيارة الرئيس”عبد الفتاح السيسي” إقامة علاقة الشراكة على مستوى أعلى بين الجانبين، ما يوفر بيئة استثمارية أفضل للشركات الصينية فى سوق الطاقة الجديدة فى مصر .

وقد أقامت شركات صينية عديدة تخصصت بصناعة الطاقتين الشمسية والمتجددة مؤخرا مراسم خاصة لإصدار وترويج منتجاتها من الطاقة الشمسية وتوفير الطاقة فى العاصمة المصرية، وعلى صدارة قائمة الشركات كانت شركة تشينغهوا للطاقة الشمسية وشركة تشانغفانغ لاجهزة الإضاءة وشركة جينبنغ وغيرها.

وتضم هذه المنتجات سخانات المياه بالطاقة الشمسية ونظام مستخدم بتكنولوجيا الكهربيضوية ومصابيح وأثاثا منزليا لتوفير الطاقة وغيرها من المنتجات المتعددة.

وقال “تشن جيان نان” رئيس مجلس الإدارة لشركة “جو هونغ جي” وهى وكيل توزيع المنتجات المذكورة فى مصر إن مصر دولة غنية بموارد الطاقة الشمسية وتمتاز بظروف صالحة جدا لتطوير وترويج منتجات الطاقة الشمسية، إضافة إلى ذلك، فقد شملت الحكومة المصرية استخدام منتجات توفير الطاقة فى نطاق واسع بأداءه جزءا مهما من خطة الانتعاش الاقتصادى فى البلاد ، الأمر الذى يمنح فرصا سانحة للشركات الصينية فى هذا المجال.

وأعرب “لى شوى قوانغ” نائب رئيس شركة تشينغهوا للطاقة الشمسية عن ثقته ورغبته فى التعاون مع الجانب المصرى ،مؤكدا أن شركته ستجلب تقنية ذاتية حديثة ومنتجات تكنولوجية عالية إلى السوق المصري.

وبحسب بيان رسمى توقعت الحكومة المصرية أن يحتل حجم الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة المتجددة بنسبة 20 فى المائة من إجمالى الطاقة الكهربائية المولدة فى عام 2020 ، كما طرحت الحكومة سلسلة من الإجراءات لحفز تنمية قطاع الطاقة الجديدة وخاصة الطاقة الشمسية،وهو الأمر الذى يمنح لرجال الأعمال الصينيين ثقة كبيرة فى تطوير أعمالهم وتعزيز تعاونهم مع الجانب المصري.

“الطاقة فى صدارة موضوعات التعاون بين البلدين”

وكانت على صدارة قائمة الموضوعات التى طرحت فى المحادثات والزيارات المكثفة بين الوفد المصرى والمسؤوليين الحكوميين ورجال الأعمال فى الصين موضوعات تنمية صناعة الطاقة الجديدة والمتجددة وتعزيز التعاون الثنائى فى هذا المجال.

ولفت “خالد فهمي” وزير البيئة المصرى إلى أن وزارة البيئة قامت بإصدار سياستها الجديدة فيما يخص التعريفة المغذية لدعم استخدام الشمس والرياح كمصدر للكهرباء، مشيرا إلى وجود مستثمرين لديهم الرغبة فى إقامة محطات للطاقة الشمسية والرياح.

كما أكد “محمد شاكر” وزير الكهرباء والطاقة المصرى أن مصر ستعزز التعاون مع الشركات الصينية فى الطاقة المتجددة والفحم، مؤكدا أن مصر لديها طموحات فى تطوير الطاقة المتجددة والحديثة.

وفى هذا الشأن رأت “بنغ بنغ” مراقبة صناعة الطاقة المتجددة فى الجمعية الصينية للاقتصاد المدور أن الحكومة المصرية قد أولت اهتمامات بالغة بتطوير صناعة الطاقة الجديدة فى البلاد حيث وفرت تخطيطا دقيقا فى تنمية صناعة الكهرباء بقوة الرياح ولوحات امتصاص الطاقة الشمسية وغيرها علاوة على إعطاء ضمان لاستقرار معدل الصرف بين الجنيه المصرى والدولار أمريكى .
واقترحت “بنغ” على المستثمرين ورجال الأعمال الصينيين أن يغتنموا الفرصة القيمة والنادرة لتطوير أعمالهم فى السوق المصرى الناشئ فى مجال الطاقة الجديدة.

ومن جانب آخرظلت مصر تواجه مشاكل النقص فى الطاقة والحاجات الماسة لتعديل هيكل صناعة الطاقة، حيث اعتمد الاقتصاد الوطنى المصرى بشكل كبير على الغاز الطبيعى وغيره من الوقود الاحفورى بـ93% من إجمالى حجم استهلاك الطاقة، كما يصعب أن يلبى معدل نمو الطاقة بنسبة 6 % فى البلاد لتلبية الحاجات المتزايدة الناتجة عن عدد السكان الكبير والنمو الاقتصادى المستمر فى البلاد .

وفى هذا الصدد يعد تطوير صناعة الطاقة الجديدة طلبا ملحا وقوة حفز كبيرة للمجتمع والحكومة المصرية كلها، وهو أيضا فرصة مهمة وقيمة بالنسبة للشركات الصينية التى كانت تواجه مشاكل الركود الشديد فى السوق الأوروبى والأمريكى وإفراط طاقة الانتاج فى السنوات الأخيرة .


موضوعات متعلقة ..


زيارة الرئيس إلى الصين تفتح آفاق نحو انطلاقة اقتصادية كبرى لمصر.. خبراء يتوقعون ارتفاع الاستثمار الصينى لـ100 مليار دولار خلال 5 سنوات.. والسياحة الصينية تزيد لمليون سائح بأرباح 5 مليارات دولار سنويا


موجز أخبار مصر للساعة السادسة..الرئيس يوقع 26اتفاقية تعاون مع الصين










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة