أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

عمار الشريعى يتذكر مهلبية أم كلثوم وغناء ضباط الثورة - 14

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014 07:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«محمد عبدالوهاب» لم يكن عنده شعور متعاطف مع الملك فاروق»، هكذا قال «عمار الشريعى»، مؤكدا لى أن هذا استقراء شخصى، دفعنى ذلك إلى سؤاله: وماذا كان موقف أم كلثوم من الملك؟

يتدفق فى الإجابة، يقرأ فيها الأغنية الوطنية التى تولدت مع ثورة 23 يوليو 1952، وفى القلب منها أغنية «أم كلثوم»، يقول: «السيدة أم كلثوم أخذت نيشان من الملك زى ما قلنا، لكن بحكم تربيتها ونشأتها الشخصية، وانغماسها فى الطين المصرى الذى استمر معها حتى موتها، كانت بذرة صالحة لتبنى فكر الثورة، الست دى لما تسمعها فى حوارها مع وجدى الحكيم، وكان قبل سنوات قليلة من رحيلها (فبراير 1974)، لم تكن غادرت بأمتار قليلة قريتها «طماى الزهايرة»، هى نفس الفلاحة التى خرجت من هذه القرية فى بدايات القرن العشرين، لسه ريقها بيجرى وهى كبيرة على طبق المهلبية اللى كان كل بهجتها وهى طفلة صغيرة، إنسانة ظلت على جوهرها، نعم لبست فستان بدل الجلباب والعباءة، اتعلمت فرنساوى مع العربى، بقى عندها سيارات بدل ركوبة الحمار، لفت الدنيا بعد ما كان كل أملها تزور القاهرة وهى صغيرة، لكن رغم كل هذا بقيت هى كما هى، ونشعر بذلك فى كثير من أغانيها، غنت: «أصون كرامتى من أجل حبى»، «الصوت الذى يقول ذلك لديه شعور بعزة النفس والكرامة».

أعلق: هى قالت: «عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك»، البعض يرى أن مفيش بعد كده ذل، يرد فورا: «لازم تكمل عشان المعنى يكون مفهوم، قالت: «وتجيب خضوعى منين ولوعتى فى هواك»، وقالت فى أول الأغنية: «حرمتنى من نار حبك، وأنا حرمتك من دمعى»، يعنى أتالم من غير بكاء، ويعنى أن نفهم الأغنية على أنها تعبر عن حب يمكن أن يكون مستباحا أو خانعا، لكن رد الحبيب ليس خانعا فى معظم الوقت.

يجدد «عمار» تأكيده على أن هذه التركيبة بذرة جيدة لتبنى فكر ثورى، وللتعامل معه والمشاركة فيه من اللحظة الأولى، يقول لى متسائلا: «أنت طبعا من هواة تسجيلات الإذاعة؟»، أرد: «نعم»، يضيف: «فى مرة تانية هسمعك تسجيل نادر لأم كلثوم يؤكد ما أقوله»، أسأله عن قصة هذا التسجيل فيجيب: تسجيل لأول حفل لضباط الجيش الشباب بعد قيام الثورة، شارك فيه أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، وحصل «كلاش» بين فريد والضباط لما دخل وقال لهم: مساء الخير يا باشوات، هاج الضباط، غضبوا، رفضوا التحية، فريد قالها بعفوية ودون قصد وبعد فترة قصيرة من قرار الثورة بإلغاء الألقاب، يعنى مينفعش حد يقول يا باشا، يا بك، يا بيه، غنت أم كلثوم: «مصر التى فى خاطرى»، أقسم بالله أنا مقدرتش أحبس دموعى، والله العظيم أصغر شعرة فى جسمى وقفت زى النسر، إحساس يفوق الوصف لدرجة أنها فى مقطع: «نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم»، غنى الضباط معها، تحولوا إلى «كورس، حالة تخلى قلبك يسيب ضلوعك ويمشى».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة