للهِ أشكو من عُقوقِ بناتى
وأخصُ أبنائى بجُلَّ شَكاتى
لو أنَّ حافظَ عاشَ بعدَ مماتِ
لتجرَّعَ الغُصاتِ والحسراتِ
وتألَّمَ القلبُ الذى كانَ نابضًا
بصياغةِ الأصداف من كلماتى
يا قومَ ضادى أينَ أنتم إننى
قد هالَنى إهمالُكم أدواتى
قد هالَنى أن تستعينوا مرَّةً
بهزيلِ أقوالٍ من اللهجاتِ
وأنا الغنيةُ والثريةُ إننى
أسمو بضادى فوقَ كلِّ لغاتِ
يكفى بأنَّ اللهَ جلَّ جلالُهُ
قالَ الكتابَ بأقدسِ الكلماتِ
فاختارَنى ربى لخيرِ رسالةٍ
ليكونَ فى القرآنِ سرُّ حياتى
من أحرُفى صاغَ الإلهُ كتابَهُ
هذا الذى هو مجمعُ الآياتِ
فضلٌ كفانى من إلهى بارئى
يا قومُ هذا أشرفُ الدرجاتِ
من أحرُفى صِيغَتْ قصائدُ عدةٌ
فى مدحِ أحمدَ صاحبِ النفحاتِ
من أحرفى كُتِبتْ رسائلُ إنها
فى الفقهِ فى التفسيرِ فى الغزواتِ
من أحرُفى قالَ الأئمةُ قولَهم
ليوضِّحوا ما غمَّ من آياتِ
من أحرفى خرجتْ مواهبُ عدةٌ
لتصوغَ ما فى النفسِ من مَلَكاتِ
من أحرفى صيغتْ قصائدُ قالها
شعراءُ صاغوا أروعَ الأبياتِ
ظلَّتْ قصائدُهم تُغنَّى إنها
من أبدعِ الألحانِ والنغماتِ
يا قومُ إنِّى أستغيثُ فهل بكم
رجلٌ رشيدٌ نافذُ الهِمَّاتِ
هل منكمُ رجلٌ رشيدٌ عاقلٌ
ليعيدَ لى مجدى وقبلِ فواتِ
هُبوا بنى ومن سُباتٍ دافعوا
عنِّى وصونوا قامتى وقناتى
فأنا لكم عِرضٌ وعزٌ دائمٌ
والعِرضُ واجبُ حفظُهُ بثباتِ
فإذا تخاذلتم فإنى منكمُ
لبريئةٌ إنِّى ليومِ مماتى
وكفى بأنَّ اللهَ فى عليائِهِ
هو حافظُ القرآنِ والآياتِ
سيظلُّ حرفى قائماً متمكِّنًا
حتى تقومَ قيامةُ الأمواتِ
• كبير المذيعين بإذاعة القرآن الكريم
د. رمضان المحلاوى يكتب: اللغةُ العربيةُ تستغيث
الإثنين، 22 ديسمبر 2014 04:13 ص
اللغةُ العربيةُ